* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *صباح الإثنين || الساعة السابعة وثلاثٌ وثلاثون دقيقة..
-
يصّدح صوتُ المنبه في تلك الغرفة المظلمة إلا من أشعة الشّمس وليدة الصباح، كف يتحرك بتثاقلٍ وكسلٍ نِية اسكاته بعد دقيقتين متواصلة من الرنين، تنهيدة مثقلة اندفعت بتعبٍ من أعماق روحه تزامناً مع محاولته في استعادة وعيّه، التفت محاولاً التّحرك قليلاً للجهة الأخرى لكنه شعر بها قريبةً منه، أخفض نظره ناحيتها ليجدها تدفن وجهها قريباً من المكان بين عنقه وصدره وكفها الأيسر متشبثٌ بقميصه بقوة، تنهد ببعض الحزنٍ مردفاً بهمس: هل حظيت بكابوسٍ أخر اللّيلة الماضية؟
نظر في ساعة الهاتف ليجدها قد وصلت السابعة وواحدٍ وخمسين دقيقة أيّ اقتراب موعد ذهاب كليهما، مرر يده بخفةٍ على وجنتها وجانبها الظاهر له في محاولةٍ مكرهةٍ لإيقاظها لأنها بدت متعبة أمام ناظريه، لكنها تملك شيئاً مهماً بعد ما يقارب الساعة لذا يجب عليها التحمل قليلاً! استمر بهزها حتى بدأ يشعر بتحركاتها الخفيفة تلك وتذمراتها الخافتة، تحدث هامساً بتساؤل: هل رأيتِ كابوساً بالأمس؟
تهمهم بتكاسلٍ له ليردف: لماذا لم توقظيني إذاً؟
تجيب: وجهك المرهق منعني من ذلك، أيضاً لقد نمتُ قريبةً منك وتشبثت بقميصك جيداً، لقد سكنت بعدها بوقت لذا لا بأس ...
همهم متفهماً لإجابتها تلك ومن ثم عاد ليخلل أصابعه برفقٍ بين خصلات شعرها تزامناً مع استرساله بالحديث: لقد اقتربت الساعة من الثامنة، يجب أن تنهضي للاستعداد بروية من أجل الذّهاب
أردفت فور انتهاءه: وجدت رسالةٌ في هاتفي قد وصلت البارحة عند التاسعة وعشر دقائق تقريباً تبلغني بتأخر موعدي حتى العاشرة والنصف وانتهي عند الواحدة تماماً تقريباً جِيان ...
تذمّر من قولها مضيفاً: لماذا يتمّ ارسالها في وقتٍ متأخر؟ لقد نمتِ بالأمس مبكراً وأنا كذلك، لمَ قبل الموعد بأقل من ليلة؟
تُردف: لا بأس جِيان إنها لمرةٍ واحدة لا تغضب من شيءٍ كهذا، لا تعلّم أي نيزكٍ ساحق قد سقط عليهم للحد الذّي جعلهم يعودون لإرسال مواعيد مختلفة في وقتٍ متأخر لا تهتم..
أعاد نظره إليها مكملاً: الشّخص الذّي يكتم غضبه هو أنت ولست أنا، وأيضاً هل أنتِ مرتاحةٌ بالتحدث بعينين مغمضتين؟
تجيبه: ستنشغل بتأمّل عينيّ متجاهلاً حديثي وكأنني اتحدث مع نفسي، لذا سأبقي عينيّ مغمضتين عند التحدث حتى تستمع لما أقول جيداً أيها الأحمق اللّطيف..
استطرد الأخر بقوله: هممّ بما أن جِيني ستكون متفرغة لقرابة الساعة والنّصف قبل الذهاب ما رأيكِ بالجلوس في حديقة المنزل الخلفية؟ لم نجرب الجلوس بها من قبل على الإطلاق، هل توافقين؟