الثّاني والعشرين

170 11 1
                                    




* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *



-

السّبت || العاشرة وواحدٍ وثلاثين دقيقة – منزل جِيان

*

اللّحظات التّي تلت موعد استيقاظهما وإنهائهما لأفعالهما الصّباحِية المُّعتادة، كان كلاهما مُعتادين كذلك على قضاء ساعات الصّباح برفقة الأخرين بدءً من تناولهم للإفطار وانتهاءً بساعات استرخائهم ليلًا، لكن هذا اليَوم مَضى مُختلفًا عن العادة، فقد غادر كلٌ من يونجين وايتسوكي برحِلة عملٍ تمتد أيامها إلى عشر أيام برفقة موظفين أخرين لمدينةٍ مُجاورة مُغادرين منذ الثّلاثاء المَّاضي امتدادًا حتى الأرّبعاء بعد القادم، كانت جِينا بتلك الفترة قد أكملت أسبوع عملها الثّالث بسلام بمساعدة نِيشي أثناء الحِصص والتّحدث مع نايّ وقت الاستراحات عندما لا تملك عملًا ورقيًا لتقوم به بالتأكيد...

لم يُنكر جِيان منذ مغادرتهما شعوره بالوِحدة لعدم وجود ذات الوَجهين الذّي يحبّ قضاء استراحة الغداء معهما والتّحدث كل يوم لكنه كان سعيدًا بالتّحدث إليها برفقة جِينا مساءً بعد انتهائهم جميعًا مما لديهم من عمل...

قرر بهذا اليَوم أخذ جِينا لتناول الطّعام خارجًا والتّنزه قليلًا، فقد مضى وقتُ طويلٌ منذ اخر مرةٍ خرجا معًا، كانت الأصغر تَسير بجانبه بملامح مُبتهجة حتى دخولهم احد المَّطاعم الاعتيادية المُّفضلة واتخاذهما مكانًا هادئًا للتحدث، اختار أكبرهما بدء الحَديث بسؤالها عمّا تقوم به خلال ساعات عملها وما قد وجدته خلال أسابيعها الأولى هناك لتُردف مُجيبةً إياه: لربما ستكون الأمور سيئة بالنّسبة لي إنّ لم يتواجد من أعرفه هناك او على الأقل تواجد شخصٍ مثل نايّ؟ لا أعلم لكنها حقًا ازاحت الكثير من الأحمال على الرّغم من معرفتي الضّئيلة بها، إنها تتحدث معي متى ما سنحت لها الفُرصة وتريني أشياءً عدة لم يسبق لي رؤيتها وتدعوني لتجربة أخرى، لطالما رغبت بالحُصول على صديقة، لا أقصد بكلامي مُطلقًا أنّك وايتسوكي لم تكونا كافيين على الإطلاق، لكنه امتلاك صديقٍ يماثلك يعطي شعورًا اخر مُختلفًا، المُّضحك بالأمر أنّها مثلك جِيان، وصلت إليّ عن طريق شخصٍ اخر، انت وصلت إليّ عن طَريق يُوني المُّبتهج والمُّنطلق وهيَ عن طريق شقيقها...

تهللّت ملامح جِيان متبسمًا ليُردف مُحدقًا بزُرقة عيّنيها: عندما أخبرتنا قبل أيام أنكِ استطعت تكوين علاقةٍ جيدةٍ معها والتقيناها بعد ذلك بمراتٍ مختلفة عندما يأتي أحدنا لأخذك، الطَّريقة التّي كانت تنظر بها إليكِ وثباتها بمكانها حتى تختفي عن انظارها واستمرارها بالثّناء عليكِ، أسكنّ مشاعر لطيفة بداخل ثلاثتنا، لن أخفي عليكِ الأمر لكن عندما أنزلتكِ أول يوم وغادرت كان عقلي متكدسًا بأفكارٍ لم يبدو أنه ثمة نهايةٌ لها، كنت قلقًا عليكِ من أنّ تتأذي او تشعري بالثّقل وانت بمفردك، تلقيت صفعة على رأسي من شقيقكِ اللّطيف جدًا لأنني كنت أفكر من هذه النّاحِية في حين كان هو هادئًا جدًا ومتفائلًا بما سيحدث وبالفعل جرت الأمور كما تمنى الجميع، كانت عودتكِ بذلك اليوم بتلك الابتسامة كافيةً للإطاحة بكل احمالي، كنت ممتنًا جدًا لحدوث أشياء جيدة بيومكِ الأول جِيني...

أنقذنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن