الرّابع عشر

207 17 1
                                    


* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *



الجمعة || الثّامنة وواحدٌ وخمسون دقيقة صباحاً

-

تستيقظ ذات العينيّن السماويتين بعد استغراقِ ساعاتٍ طويلةٍ في النّوم اثر استهلاكّ طاقتها ليلة الأمس بسبب البهجة التّي سكّنت المنزل اثر استلامها ورقةً من طبيبتها المختصة تُفصل بها عن كامل حالتها ونهايتهُا انتهاء فترة علاج الفتاة وعودتها للسيّر بشكلٍ طبيعي كالبقية بعد قرابة العام من انعدام القدرة، حركت ذراعها اليمنى بعشوائية في الجانب الاخر لتشعر بالحزن اثر فراغه! نهضت بعبوسٍ استوطن ملامحها فوراً لتجد على الأدراج بجانبها رسالةً بخط اليدِ تُركت من سبب عبوسها لتفتحها وتجده قد خط بها " أسفٌ لأني لم أوقظك وأتحدث معك ككل صباح، بدى وجهك متعباً وكنت غارقةً بشدة في النّوم لدرجة أن عبثي بخصلات شعركِ لم يوقظكِ كالمعتاد، تحدثي إليّ عندما تستعيدين وعيّك، سأكون جاهزاً لعتابكِ، أحبكِ أيتها الصغيرة العابسة .... جِيان "

أخذت كفاها تغطي وجهها تزامناً مع انهاءها للسطر الأخير من الرسالة ولسانها يردد الكثير من التّذمرات ناحيته وكأنها ستصله، التقطت الهاتف مباشرةً لتضغط على الاسم الأول والذّي يكون اسمه بكل تأكيد منتظرةً لقرابة الدقيقة حتى أجابها بصوتٍ ضاحك:" صَباح الخَير "

لتجيبه الأخرى بنبرةٍ متذمرة: تباً لك هذا ليس مضحكاً!! لا تملك الحق على جعلي اعتاد شيئاً ومن ثمّ تكسر هذا الاعتياد بمزاجك أيها الوغد، تباً لك تعلم أنك ستنتهي عند السابعة مساءً وإلى ذلك الوقت أنا لن اراك هل أنت راضٍ عن هذا؟

تحررت بعض القهقهات المنبهرة دون أن يشعر بذاته اثر حديثها الظريف بالنسبة له، توقف فور سماعه لها تطلبه أن يتوقف بنبرةٍ يتخللها الانزعاج ليفعل بالتدرج، استطرد حديثه مسبباً حرج الأصغر:" همم فتاتي اشتاقت لي في وقتٍ مبكر هل هذا اعترافٌ غير مباشر؟"

تردف الاخرى بتذمّر: اصمت أيها الأحمق

اكتفى الاخر من ضحكه ذاك ليسترسل بحديثه: اسفٌ لكِ مجدداً، عملي اليوم مختلفٌ قليلاً وقد اخذ تفكيري بالإضافة إلى يونجين، فقد وقع بيده ملفٌ ما وقد تبين انه مرتبطٌ بإحدى المعاملات لديّ لذا سيبقى معي..

تقوست شفتاها معلنةً عم حزنها لتردف: وماذا عني؟

يجيب: ايتسوكي متفرغٌ اليوم فهو قد انتهى من عمله بالأمس، لقد فكّر انه سيكون لطيفاً اصطحابه لكِ والتسكع سوياً حتى المساء ريثما ننتهي عوضاً عن بقاء كل واحدٍ منكما بمنزله بملل، تودين ذلك؟

اخذت تفكر ببعض الحِيرة مجيبةً بتساؤل: هل حقاً هو متفرغٌ اليوم؟ أعني لم يسبق لي الخروج معه بمفردي، دائماً ما كان يوني معنا، هل سيكون سعيداً بالخروج حتى؟

أنقذنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن