الفصل العاشر

4.9K 113 9
                                    

الفصل العاشر

خرج عمر من شقّة كرم يعصف داخليا في جنون، كيف استطاعوا أن يجلسوا أمامه بكلّ ذلك البرود ليتحدثوا عن عرسان محتملين لها... هي زوجته، زوجته رغما عن أنفه وأنف الجميع وكلامهم إهانة صرفة لرجولته

عندما أبعدوها عنه قبل سبعة من السنوات لم يخيّروه بل قالوا ببساطة أخوة حتّى حين، والآن يطرحون ذات الموضوع بنتائج متعاكسة مقدّمين له الخيارات دون التفهّم، لماذا لا يفهمون أنّه ما رفضها في السنوات السابقة لأنّها هي، ولكنّه كان شاباً بطموحاتٍ محدّدة ظنّ أنّها قد تعيقها، كيف لشاب صغير مثله لا زال طالبا في سنته الدراسيّة الأولى الأولى بالجامعة أن يتكفّل بمصاريفها في حين أنّه لا زال عاجزا على أن يصرف على نفسها، ألم تكن القوامة التي منحها الله للرجال قوامة نفقة بالدرجة الأولى فمن أين له القوامة بوقتها عليها

لقد كان إتمام زواجهم ضربا من المستحيل أمّا عدم إتمامه فكان... تعذيبا!

لقد كانت زوجته... حلاله... شقيّة و... حلوة وكانت تغريه محرّضة هرموناته بتقرّباتها منه، بتعاملها معه كزوج فعليّ له عليها حقوق ولها اتجاهه واجبات فما كانت تخرج من البيت مضطرة إلّا بإذنه، تلاحقه بنظراتها... تحتاجه... كما طفلة... كان ينظر إليها فلا يرى سوى طفلة ترتدي ثوب أمّها وكعبيها... تمارس معه دروسا حفظتها من الذاكرة تقلّد فيها والدتها منتظرة إيّاه أن يكون... والدها

أمّا هو فكلّما ازدادت قربا كان يرتدي مزيدا من أثواب البعد ويتقلّب على مزيد من الألواح الثلجية... يتجاهلها ويعمي عينيه عنها ويحوّل جميع مطالبها لأمّه جاعلا يّاها المسؤولة عن جميع أمور رحيق... حتّى كان يوما

كان هو وأخوته مدعوين جميهم لسهرة شباب احتفالا بزواج أحد معارفهم وقد بلّغوا من بالبيت أنّهم لن يعودا قبل منتصف الليل على الأقل ولكنّه وقبل انتهاء السهرة يكثير أصابه صداع شديد لم يحتمل بعده البقاء في المكان لا سيّما وسمّاعات الموسيقى الضخمة كانت وكأنّها تقرع داخل رأسه لشدّة علوّها فاعتذر منهم جميعا مغادرا الحفل

البيت كان هادئا جدا عند دخوله وهذا ما كان يتوقعه فلا بدّ أنّ رحيق التي التحقت فعلا بالمدرسة ووالدته نائمتان الآن ولكنّه ما إن ولج أكثر للداخل سمع صوتا خافتا لأغنية على التلفاز وما إن اقترب بخطواته أكثر من الباب حتّى كانت الصدمة

فالصغيرةُ فجأةً وبتعويذةٍ سحريّةٍ ما عادت صغيرة وإنّما أنثى بشعر سائح يتجاوز خصرها بإنشات قليلة، خروبيّ يتمايل بتمايل خصرها على وقع نغمات الأغنية الراقصة التي تستمع إليها باندماج كامل... كم بدت... مختلفة... مغوية و... منهكة جدا جدا لأعصابه

دقائق مرّت أوشكت فيها مقلتيه على الطيران لشدّة ما كانت أجفانه متسعة تريد استيعاب الصورة كاملة تخشى تفويت بعضا من التفاصيل

عندما يعشقون صغاراً(الجزء الثاني من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن