الفصل الرابع عشر
بعد أيّام
تركت زوزو كتابها متأففة وصداع رهيب يعبث بتركيزها وأفكارها فلا يجعلها قادرة على انهاء التقرير الذي من المفترض بها أن تقدّمه غدا للطبيب المشرف عليها عن الحالات التي كانت مسؤولة عنها في الأسبوع الفائت، هي لا تعلم حتّى أيّ لعنة جعلتها بطريقة أو بأخرى تنفّذ كلماته وإن رغما عنها
"فكري زاكية... فكري ولا تستعجلي... لا تخلّي كبرياءك الغبي وكرامتك المجروحة تعميكي عن حقيقة إنّه إحنا التنين أكتر شخصين مخلوقين لبعض بهاي الدنيا"
أغلقت زوزو شاشة حاسوبها بغضب وملل وقرّرت النزول للمطبخ علّ كوبا من القهوة سريعة التحضير الساخنة تضرب لسانها فعقلها وتعيد لها تركيزها المعتاد
ما إن أوشكت على فتح الباب حتّى تذكرت أنّها قد سمعت سيّارة ابن عمّها مجد تصطف أمام البيت منذ قليل مما يعني أنّه حاليا هنا.. كما أغلب وقته هذه الأيّام
توقفت متردّدة قليلا بعد أن شقّت الباب لتقف للحظات فقط وكلمات أخرى تضرب عقلها تحاول خنقها وكتم صوتها ولكنّها تفشل إلّا في جعلها أكثر وضوحا
"لو كان مجد طيّب وكريم معك لدرجة إنّه يتجاهل سعادته وراحة باله ويضحّي فيهم في سبيل إنّه ما يجرحك ليش إنتي ما تقابليه بنفس الطيبة والكرم وتختصري عليه تعاسته... تعالي على حالك... وتستري!"
زفرت زوزو وأغلقت الباب بعد تردّد في حنق واتجهت مرغمة إلى باب خزانتها واستخرجت منها بلوزة أكثر طولا واحتشاما من تلك الرماديّة بأكمامها القصيرة جدا التي كانت ترتديها لتلبسها وشعور بالخسارة يقوّض إرادتها
بعد دقائق كانت زوزو وبعد أن جهّزت الكوب ووضعت فيه القهوة السريعة والمبيّض الخاص به، تقف أمام غلّاية الماء تراقب ذلك الضوء المشتعل الصغير في أسفلها تنتظر انطفاءه معلنا اكتمال عملية الغليان وبالتالي انتهاء مهمتها وعودتها السريعة لغرفتها
سماعها لصوت توقّف الغّلاية ترافق بأذنيها مع صوت شتيمة نابية أتتها منطلقة من شبّاك المطبخ
أصخت زوزو السمع لتدرك أنّ الصوت كان لمجد والذي كان يتكلّم بفقدان للأعصاب و... حزن وتعب
"ما تعبتي.. ما ملّيتي... طيب ما حنّيتي؟"
"إنتي ليش ما بدّك تفهمي ليييش... زوزو بنت عمّي وبس لا هي تصرفت برة هالعلاقة ولا أنا بعمري اتطلعتلها بغير هيك نظرة بعمرها ما كانت بنظري بتختلف عن سراب"
"كيف بتلبس هاد مش مشكلتي أنا.. الوحيد اللي بقدر يحكي معها بهيك موضوع هو أبوي وطالما هو ساكت فالموضوع خارج صلاحياتي وطول ما البنت محترمة حالها فغير الاحترام ما حتشوف مني"
أنت تقرأ
عندما يعشقون صغاراً(الجزء الثاني من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملة
Romanceرواية بقلم الكاتبة المتألقة نيفين أبو غنيم.. الجزء الثاني من سلسلة مغتربون في الحب حقوق الملكية محفوظة للكاتبة نيفين ابو غنيم..