الفصل الخامس والعشرون

4.1K 105 4
                                    

الفصل الخامس والعشرون

خرجت سراب من صالون التجميل وشعور هائل بالرضى عن النفس والثقة يغمرها كانت تقاوم ابتسامة سعادة تقاوم أن لا تشقّ شفتيها فتكتمها بأسنانها لعلمها بأنّها لو سمحت لها بالظهور فستنقلب لضحكة بلاهة مجنونة تجعل منها عرضة لاستهجان الجميع

مشت نحو سيّارتها بخفّة فراشة كانتها يوما قبل أن تبدأ بالاضمحلال أمام مسؤوليات الحياة الكثيرة التي كانت تبتلعها دون أن تشعر لا سيّما وشعورها ببنطالها يوشك أن يسقط عن قوامها يزيدها خفة وسعادة فنظامها الغذائيّ الصحيّ الذي اتبعته منذ أسابيع قد أتى ثماره أخيرا وها هي ذاهبة الآن لتكافئ نفسها بالدلال وتشتري ملابس جديدة تبهجها و... تسعد زوجها

أحمد... كم تشتاقه وتفتقده وكم... تحتاجه وهي التي ظنّت لقلّة ساعات تواجده الفعلية في البيت أنّها ما عادت تفعل ولكن شقاوة أولادها الزائدة هذه الفترة وتطاول ألسنتهم أخبرتها كم هي مخطئة خاصّة وأنّ غيبته قد طالت كثيرا

أسابيع طويلة قد مرّت مذ ودّعته آخر مرة في مطار الملكة علياء الدوليّ أسابيع منذ تركها خلفه تتقلّب على جمرات القهر والـ... غيرة... أسابيع منذ تركته يغادر مع مجموعة الزملاء والـ... زميلات... الأنيقات... الطموحات... المتحررات الجميلات الرشيقات الـ... مهتمات... أسابيع منذ لاحظ صدمتها وغيرتها بينما ترى المجموعة التي كان سيسافر معها ليهمس لأذنها بخبث "كم مرة حكيتلك تعالي معي... هاي النظرة العتبانة... ما إلك حق فيها!!"

بيومها وأمامهنّ وكما تظنّ بعينيه رأت كم أنّها أصبحت باهتة كئيبة بلا ألوان... امرأة عادية سمحت لتيار الحياة أن يجرفها دون مقاومة سمحت لنفسها بان تكون متفرجة في المقاعد الأخيرة بعد الزوج والاولاد والبيت... فاستسلمت للكيلوات التي كانت تتزايد دون أن تشعر بين كلّ ولادة وأخرى واستسلمت لعجلة الحياة المتسارعة أن تنسيها أناقتها وحتّى أنّها سمحت لحجابها أن ينسيها أنّ لها شعرا عليها أن تفخر به في بيتها وليس خارجه فتركته لربطات الشعر دوما مستسلما وللتقصفات راضيا...

بيومها شعرت وكأنّما تلقّت صفعة مدويّة أفاقتها من غيبوبتها الاختيارية فقرّرت أن تعود سراب التي كانتها الضاحكة الباسمة التي تنشر البهجة والألوان حولها أينما حلّت بابتسامتها وأناقتها ورشاقتها فتفاؤلها وحبّها له... حبيبها وعشقها الأبدي... أحمد...

.................................................. ......................



كان عبدالله يتحسّس تلك الأشياء التي تجمعها جدّته أمامه على الطاولة قبل أن تبدأ برصّها بحقيبة مقوّاة مخصّصة للنزهات بينما كلماتها كانت تصله محفزّة ومتآمرة: انتبه لوالديك جيدا نريدهما أن يصطلحا... كلّ ما عليك فعله هو فعل ما أقوله لك بالضبط فجدّتك تعرف ما تفعله وتجيد التخطيط... (تكمل بالعربية) تيتا "لقب الجدّة" هون (تشير بسبابتها لعقله) كبيييير... بابا وماما... عماد وملاك... هون (تشير للرأس من جديد) ما في.... خالص ولااا حبّة... مجنون مجنون....

عندما يعشقون صغاراً(الجزء الثاني من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن