الفصل الثاني والعشرون ج٢

3.3K 103 1
                                    

الجزء2 من الفصل الثاني والعشرون

كانت غزل تجبر نفسها على دخول المطبخ والبدء بإعداد وجبة تصلح لأن تكون عشاءا مقبولا لدلع ووالدها لا سيّما وبغض غير عادي بدأ ينمو بداخلها اتجاه المطبخ وكلّ ما يمت له بصلة حين سمعت رنين جرس باب شقّتها يقرع... حسنا ربّما قد جاءت الحجّة المناسبة كي تطلب من كرم احضار وجبة عشاء معه فمن الواضح أنّه سيكون لديها ضيوف.. أليس كذلك؟!

ارتدت غزل حجاب الصلاة الذي يلازم موقعه بجانب الباب وعندما رأت من كان يقف وراءه كانت صدمتها كبيرة ليس لأنّ عمر ليس من المعتاد تواجده في شقّتها وزيارتها ولكن لأجل الحال الذي كان يبدو عليها

أمسكت غزل بحافة الباب تقول لعمر بوجهه الشاحب وعيونه المحمرّة التائهة: عمررر شو في؟

نظر لها عمر شاردا وقال: ولا إشي

فتحت غزل عينيها تحاول استيعاب منظره المحطّم: كيف ولا إشي ليش هيك شكلك؟!

لم يجبها عمر بل بقي سارحا وكأنّه يهيم بعالم آخر لا يسكن أحد فيه إلّاه فاقتربت منه بخوف تهزّه من ذراعه بقوّة وتسأله والرجفة بدأت بصكّ قدميها: عمر احكي ماما فيها شي؟!

هزّاتها باغتته فقال بذات الشتات: ما بعرف... ما شفتها... بس هي كويسة

حينها أمسكت غزل بيده وجرّته وراءها لتدخله وأجلسته بعد أن تأكّدت أنّ دلعها لا زالت هانئة مستمتعة في غفوتها وجلست أمامه تهدئ من نبضات قلبها المضطربة بينما تتأمّله بصبر علّه يبدأ بالفضفضة عمّا يثقل كاهله من همّ يخنقه وبعد الكثير من الصمت زفرت غزل حانقة وقالت له مستنطقه وقد فاض فيها كيل غلاته ومحبّته لديها: طيب بما إنّك مو ناوي تحكي لحالك وبما إنّه ماما الحمد لله كويسة فأعتقد إذا الكلمة السحرية هي رحيق!!

حينها وبلحظة أدركت غزل أنّها أصابت لا سيّما وهو يرفع رأسه إليها وينظر لها بوجع كما لو كانت قد ألقت حجرا على رأسه فأصابته به فابتسمت له برفق وقالت بصوت خافت دافئ: شو في عمر؟ مالها رحيق؟

بعيونه الحمراء التي لا تزال مغمّسة في بحور الندامة والألم أجابها بصوت مهتز: أنا... أنا جرحتها لرحيق... لأ ما جرحتها أنا دبحتها... أنا حقير... واطي ورخيص... أنا ضيّعت الأمانة يا غزل ضيّعتها!!

قطّبت غزل حاجبيها وقالت بينما تحاول أن تحلّل بعقلها مسبّبات ما يقول: عمر طوّل بالك مش هيك... يعني أكيد إنت مكبّر الموضوع... شو في تخانقتوا "تشاجرتم" إنت ورحيق؟

نظر لها عمر بتشتّت قبل أن يدفن وجهه بين كفّيه بينما زفرات الضيق تهشّ على النيران المحترقة بداخل صدره فتزيدها تأجّجا وتزيده اختناقا فاقتربت منه غزل وضيقه ينتقل إليها تدريجيا وقالت تحاول التوصّل لأصل معضلته: عشان الكلام اللي قالته مبارح قدّامنا؟

عندما يعشقون صغاراً(الجزء الثاني من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن