الفصل الثامن عشر ج٢

3.8K 104 4
                                    

الفصل الثامن عشر ج2

أنهت رحيق صلاتها ووقفت أمام المرآة تنظر لنفسها وتوضّبها بشكل سريع فجدّدت من وضع أحمر الشفاه الورديّ اللامع على شفتيها ورتّبت حجابها المعرّق بألوان متداخلة من تدرجات الأخضر جميعها مدموجة مع الأبيض والذي تناسبت مع بلوزتها الفستقية الشفافة التي انسدلت بروعة ونعومة فوق تفاصيلها لتنتهي مزمومة فوق وركيها مبرزة إيّاهما بشكل جذاب مثير من فوق تنورتها الجينز المسحوبة بشكل مثير على طول قدّها

ابتسمت رحيق راضية عن نفسها وعن شكلها متسائلة إن كانت ازدادت جمالا خلال هذا الأسبوع أم عقلها من يهيئ لها ذلك... تصاعدت نبضات قلبها وكلّها يتخيّل ويهفو لنظرات الاشتياق التي لا يفتأ يرشقها بها عمر... نظرات مشتاقة ملتاعة و... حائرة

لا تنكر رحيق أنّها قد ازدادت به تعلقا وله حبّا خلال هذا الاسبوع بل ومنذ ليلة الحفل التي صدمها بها بمحبّ جامح قد يكونه لولا عقدة الخجل... ذلك الاعزاز الذي أشعرها به ليلتها وتلك الفرحة التي كانت واضحة في عينيه وحتّى الأغنية التي اختارها لها كلّها أشياء أينعت الأنوثة الخجولة فيها وزادتها ثقة بتأثيرها القويّ عليه كرجل وبأنّها تعني له شيئا وأنّه ربّما مع الأيّام قد يحبّها حقّا ولو ربع مقدار محبتها له فهي ليست ساذجة لدرجة أن تظنّ أن شوقه لها كرجل قد يعني بالضرورة حبّ ولكنّها أيضا تؤمن أنّ كثير من المحبّة قد يأتي بعد الزواج

تغضّن جبين رحيق رغما عنها وسرحت عياناها بعيدا بحزن متشككة فإن كان إيمانها حقّا قويّا لتلك الدرجة لماذا إذا ذلك الانقباض لا يفارق صدرها أبدا، لماذا لم تستطع حتّى الآن أن تنسى تنكّره لها في الجامعة، لماذا لا زال هناك خوف في صدرها لا يهدأ ولا يتوقف يمنعها حتّى من احقاق ثأر منه تتمنّى نيله ولماذا... لا يتوقف النزاع داخل عقلها ما بين فكرتين... ارضاءه ومعاقبته!

نعم هي لم تستطع حتّى الآن تجاوز فعلته بالجامعة وكيف عرّف عنها كابنة عم له بدلا من زوجة أو حتّى خطيبة، وذلك الأسبوع الذي عذّبته به قبل موافقتها على اعلان زواجهم زاد من جوعها للانتقام منه بدلا الاكتفاء لا سيّما أنّها تشعر أنّها وبشكل ما لم تستفد حقّا شيئا من ذلك العقاب فلا هو اعتذر ولا لم ينل ما يريد

وهكذا ما بين عدم رغبتها في خسارته وبين رغبتها بتلقينه درسا... ودون أن تدرك وجدت رحيق نفسها تلعب معه لعبة لم تخطط لها فعلا ولا حتّى تدرك قوانينها أو

عواقبها... لعبة الرغبة والتمنع

كان عمر يخرج من غرفته عندما سمع صوت باب غرفتها يفتح فتأهّب جسده تلقائيا وطارت لها عيناه

التماعة الشوق التي رآها في عينيها سرعان ما خبت لتخبو معها نبضات قلبه قبل أن تقترب منه متمايلة على كعبيها العاليين وتبتسم له قائلة بخفّة: في شي حبيبي بدّك شي ليش تارك الضيوف؟

عندما يعشقون صغاراً(الجزء الثاني من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن