الفصل العشرونتوقفت السيّارة أمام بيت أهله فنظرت له آنجلا معترضة وقالت: لماذا أحضرتني إلى هنا
نظر لها عماد وقال مستعجبا بدوره: ماذا تعنين بلماذا أحضرتني إلى هنا
تأمّلته آنجلا مقطبة وقالت مرتبكة: ليس أنّني لا أعلم أنّك ستأخذ آبدالله لجدّيه الليلة ولكن كان بإمكانك إيصالي أوّلا إلى حيث أنا سأقيم
الارتباك في عيني عماد جعلها تكمل: أم أنّك لم تحجز لي مكانا لإقامتي... حسنا لا بأس تستطيع أخذي إلى إيّ فندق وأنا سأتدبّر أمري غدا كما تدّبرت أمري سابقا!
تشجّع عماد حينها واستدار إليها بجسده بالكامل وقال متنحنحا: آنجلا لم لا....
قطع جملته عندما فُتح الباب من جهتها على حين غفلة ليطلّ والده برأسه ويقول: لم لا تأجلون حواركم ألا تعلمون ما بنا من شوق لعبدالله وأمّه أم أنّك تريد ان تستأثر بهما لنفسك عماد
رؤية آنجلا لأبي عبدالله أفرج أساريرها وأراح روحها فالتفتت مبتسمة تقول له: اشتقت لك أيضا عمّي ولكنّ كنت أقول لإيماد أن يأخذني لمكان حيث أستريح الليلة...
قاطعها أبو عماد مجددا وقال: ستفعلين عزيزتي ولكن أوّلا دعينا ندخل البيت وإلّا ستجدين خالتك أمّ عماد تخرج إلينا الآن ناسية غطاء رأسها ومطلقة للسانها العنان لا سيّما وأنّ أكلة "المقلوبة" التي تحبينها جاهزة الآن وحارّة بانتظارك
خجلت آنجلا جدا من كلمات أبي عماد المرحبة ونزلت على مضض مقرّرة أن لا تبقى لأكثر من ساعة كي لا تتطفّل عليهم أوّلا وعلّها تستطيع أن تريح عينيها ولو لسويعات قليلة ثانيا فالأيّام الأخيرة كانت مرهقة جدا لها على الصعيدين النفسيّ والجسدي فنسف حياة كاملة استعدادا لبداية اخرى في مكان آخر أمرا ليس بالهيّن كيف ومواجهات كثيرة كان عليها أن تكون في خضمّ كلّ هذا ليس أبسطها اثنتين واحدة مع محمّد وثانية مع والدها!
آآآآه.... تأوّه آنجلا الداخلي كاد يخرج منها فعلا صارخا ومسموعا بينما تتذكّر ذلك الألم الذي ملأ عيني محمّد وذلك الشعور بالخيانة الذي أحسّت به ينطق من نظرات الخذلان والاتهام التي رشقها بها... وكأنّ الأمر كان بيدها أو حتّى كان لها خيارا فيه، لو يعلم فقط كم أنّ الأمر قاسيا عليها وهي التي لا تحبّ أن تؤذي أحدا... أن تقف أمامه وتخبره ما علمه هو منذ مجيء عماد معها إلى المانيا وقرّر باختياره تجاهله... أن تقول له أنّها قد قرّرت مصاحبة ابنها والبقاء معه ومساندته باختياره أذنبها أنّ بها أمومة تحكمها ولكنّ محمّد أبى أن ينظر للأمر من هذا المنظور مفضّلا تحويله لأمر عاطفيّ متعلّق بعماد مؤكّدا أنّها لا تزال تحبّ عماد وأنّها ما تجاوزت ذلك قط... كم كانت كلماته المتهمة مستفزّة لمشاعرها الجاهزة للانفجار وكم هي آسفة الآن على قسوة كلماتها التي كالتها له ردّا لاعتبارها: حبّي لعماد ما كان يوما أمرا مفاجئا لك أنت بالذات محمّد لا سيّما وقد كنت صديقا مقرّبا له!!
أنت تقرأ
عندما يعشقون صغاراً(الجزء الثاني من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملة
Romanceرواية بقلم الكاتبة المتألقة نيفين أبو غنيم.. الجزء الثاني من سلسلة مغتربون في الحب حقوق الملكية محفوظة للكاتبة نيفين ابو غنيم..