الفصل السادس والعشرون

4.5K 109 1
                                    

الفصل السادس والعشرون

منظر الشمس وهي تداعب البحر بغزل فاضح تتضرّج له صفحته باحمرار خلّاب كاد يخطف أنفاس آنجلا التي كانت تراقب تفاصيله أمّا عماد الجالس بجانبها فكان منظرها هي بتلك القبعة الدائرية بلونها الورديّ الذي نافس لون بشرتها بحوافها العريضة وتلك الربطة المعقودة حولها كالفراشة تخلب لبّه لا سيّما بنظرات عينيها اللتين قد حنّت عليه أخيرا فكشفتهما له من مخبئهما خلف النظّارة الشمسية فتُبهتان بحلو زرقتهما بهاء البحر والسماء فيقرّران التلوّن بألوان أخرى هربا من المنافسة

نظر عماد مبتسما نحو عبدالله الذي كان يجلس بجانبهما على الأرض فيداعب رمل البحر بين أصابعه يستشعر نعومته وحرارته التي ما بردت بعد ويحاول تخيّل لونه وشكله فيما صوت تضارب أمواج البحر تتلاعب فيما بينها تعزف لحنا مهدّئا على مسامعه المصغية

أمّا هي فقد كانت تتأمّل ما حولها وعقلها يدور سارحا هائما لا يزال يتلذّذ بحلو ما عرف منذ قليل يتحلّل ويحلم و... يأمل...

كانا قبل الاستقرار هنا على رمال الشاطئ كما أرادت هي قد مرّا على مقهاه الكائن بذات المكان لينهي أمرا ما فوجدت نفسها لا اراديا وكما اعتادت أن تفعل بالفترة الأخيرة تتهجّأ اليافطة الكبيرة المعلّقة على واجهة المحلّ بينما حينما اقترب منها ورأى محاولتها المجهدة تلك: اممم... امممم...

"ملاك"

باغتها صوته فوجدت نفسها تقول دون أن تشعر: نعم

فابتسم لكونها استجابت لاسمها الذي بدعوه به فهزّ رأسه نافيا وأشار لها بأصبعه نحو اليافطة وقال: ملاك!

فنظرت له متفاجئة وقالت: ما معناه؟!

فقال مبتسما: angel "معنى اسمها بالانجليزية ملاك"

بهتت حينها آنجلا وتألّقت عينيها بالتماعة جذّابة وهمست: لماذا؟

فوضع يده على يسار صدره حيث القلب وقال بصوت متحشرج خشن: لأنّك هنا –ووضع يده على رأسه وأكمل- وهنا!!

كلماته تلك دوّختها وما استطاعت لها ردّا حتّى اللحظة ولكنّها ما منعت الكثير من التساؤلات من التلاطم داخل عقلها بالضبط كما تلك الموجات التي باتت تتطاول وتداعب أصابع قدميها بغزلها الرقيق

صوتها ناعما قاطع حوار الطبيعة من حولهم بينما تسأله: ما اسمه؟

قالتها بينما تشير بإصبعها نحو البحر فأجابها مبتسما: بحر

قطّبت بينما تردّد من وراءه: باااهر

ثمّ ابتسمت وقالت فخورة: بااااهر هلوا هلوا "حلوة"

قهقه قائلا: البحر مذكّر فعليك قول حلو وليس حلوة

كشّرت حينها قائلة: اوووه أنا أسمعهم يقولون ذلك آآه لقد فهمت إذا المذكّر هلووو والمؤنث هللوا

عندما يعشقون صغاراً(الجزء الثاني من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن