2

193 5 0
                                    

                                 *****

يَعْلُو الصراخ كالعادة من أجلي, لقد مللت من حالهم, فأبي يعارض كل ما أرغب به, يريد مني أن أكون مثالية بكل شيء: من درجات, وأخلاق وتهذيب. حتى مؤخراً منعني من مشاهدة التلفاز. انتظروا قليلاً سيحرمني المدرسة أيضاً. "أستغفر الله العظيم".

قطع حبل أفكاري صوت أبي:

-"بتونيا!"

ركضت باتجاهه:

-"ماذا تريد يا أبي؟"

-" سنذهب الآن لزيارة جدتك؛ لكنكِ لن تذهبي لبيت سلمى"

-"لكن يا أبي ..."

قاطعني صوته:

-" لتأتي هي لبيت جدتك؛ إن كنتما تنويان الدراسة."

-"بتونيا: حسناً سأخبرها, أمي هلَّا أعطيتني هاتفكِ؟"

والدي بزمجرة: 

-"ماذا تُريدين به؟ ألم أخبركِ أنه الهاتف ممنوع؟ "

أجبته بيأس:

-" كنت سأطلب سلمى؛ لأخبرها أن تأتي إلى منزل جدتي بعد ساعة."

-"زياد: أطلبي الرقم, أنا سأخبرها"

ماذا يُريد والدي؟ لم أعد أحتمل قلة ثقته بي, هل هذا خوفٌ علي كما تقنعني والدتي؟. 

-"بتونيا!" 

انتبهت لصوته...

-"إنه مُسجل باسمها على هاتف ماما"

-"زياد: اذهبي وارتدي حجابك "

-"بتونيا: كما تريد"

ذهبت إلى غرفتي أمطر من دموعي على وجنتاي: أتهدد, وأتوعد

 سأخبر جدتي بمعاملته هذه لي, إنه لا يستمع إلا لها. أتت والدتي تمسح على شعري وتحتضنني, ثم قالت بعطف:

-"أرجوكِ يا طفلتي, لا تغضبي منه, هو يحبك, و ..."

 قاطعتها:

-" ولا يثق بي, يخاف أن أرتكب الأخطاء. كل يومٍ يُحذرني, ويتوعد لي بأقسى العقوبات إذا أخطأت, هل هذا هو حبه لي؟, أنا سأُخبر جدتي عنه"

أمسكت بكلتا يداي وقالت بتوسل:

-"بنيتي, هذه من أسرار منزلنا, لا يصح أن نُخبر بها أحد. اصبري قليلاً"

أمي تخاف من شيء, لا أستطيع الوصول إليه:

-" إلى متى يا أمي؟ مرَّ أكثر من خمس سنوات, وهو يعاملني بقسوة, يعتذر ويعود إلى عهده"

قاطعنا كالعادة صوت والدي مزمجراً:

-" هيا, سأتأخر على عملي"

استقبلتنا جدتي بابتسامة ينشرح لها القلب, وأدخلتنا إلى غرفة المعيشة, جلس أبي معنا قرابة النصفِ ساعة, ثم استأذن وهمَّ بالخروج, وقبل خروجه رمقني بنظرةٍ أصبحت أعي معناها, وولى خارجاً. أوه لقد أتعبني والدي كثيراً, بعض الأحيان أجده حنون بشكل لا يصدق, وفجأة ينقلب حاله لما؟ وعلى ماذا؟ لا ادري.

بتونيا زهرة المجرة 🌸 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن