*****
انتهت الحفلة وبدأ التحقيق: أمي وأختي, حتى زياد, كل واحدٍ منهم يطرح سؤال, أما عقلة الإصبع خاصتي فكانت تنظر نحوي, تنتظر أن أجيب.
"لا داعي لكل هذا القلق, لم أرى أحداً منهم, كنت أخرج من المتجر, وأتى أحدهم وضربني على مؤخرة رأسي, ثم تجمع حولي شابين أو ثلاثة, وانهالوا علي ضرباً, استيقظت في مركبة زيد, ثم توجهنا إلى المنزل, بدلت ملابسي وأتيتكم, هذا كل ما في الأمر"
-"رنا: لماذا تستصغر الأمر يا بني؟ دعنا نُخبر الشرطة؛ لنعلم ما غايتهم؟ بما أنها لم تكن سرقة"
-"وسيم: لا عليكِ يا أمي, سيقعون بيدي عاجلاً أم أجلاً, هيا لنعود للمنزل لن أستطيع الصمود كثيراً"
ودعنا عائلة باتي وانطلقنا إلى المنزل, أشعر بأن عمي هو المسبب وسأجعله يندم أشدَّ الندم, كيف يستطيع أن يُنغِص علي أحلى أيام حياتي؟ ما هذا القلب النتن الذي يحمله بين ضلوعه؟ من الآن وصاعداً سأكون بجانبه طوال اليوم, لن أفسح له المجال ليستغبيني أكثر, أول عمل سأفعله غداً هو تركيب كاميرات في المتجر.
أتت والدتي لتتفقدني وأحضرت معها كوباً من عصير البرتقال, ناولتني إياه, ثم بدأت تنظر نحوي وتبتسم بأسى.
-"وسيم: ما بكِ يا سلطانتي؟ لِمَ كل هذه التعاسة؟"
-"رنا: لا أعلم على ماذا سأفرح يا ولدي, هل على حالك الّذي يُقطع قلبي؟ أم على خطوبتك من طفلة؟ هل تُدرك إلى ماذا تجرُّ نفسك؟"
-"وسيم: أرجوكِ أمي ليس وقته, لقد تكلمنا بهذا الموضوع سابقاً, وأنتِ تحبين عقلة الإصبع, ويُعجبك تفكيرها ووعيها, وحتى شكلها. هل ما يعيق الأمر فقط عمرها؟"
-"رنا: ووالدها؟ هذا أكثر ما يُخيفني, الرجل معتوه, مريض نفسي, لم أرى على شاكلته بحياتي"
-"وسيم: لا عليك يا حبيبتي, أريد أن أسألكِ يا أمي "
-"رنا: تفضل يا ولدي, ماذا يجول بخاطرك؟"
-"وسيم: ما رأيك أن نشتري حصة عمي؟ أو نبيعه نصيبنا من المتجر."
اضطربت أمي وبان القلق على وجهها:
-" هو من فعل هذا بك أليس كذلك؟ أجبني يا وسيم"
-"وسيم: لست متأكداً من ذلك, لكنني أشك به؟
-"رنا: سيكون أول عمل لك غداً أن تُبلغ الأمن عنه, لن أبقيك لقمةً سهلةً له"
-"وسيم: لا يا أمي, انسي هذه الفكرة, سيُخلص نفسه بالتأكيد, أريد طريقةً لنستعيد حق والدي."
-"رنا: إذن سنذهب غداً لنتفاوض معه, إذا كان ذاك المتجر سيسبب المشاكل لنا, فلا أريده, لنبعه حصتنا ونشتري لك صيدلية تُديرها أنت, ويُصبح مالنا لنا "
-"وسيم: لِمَ لا, أعجبتني الفكرة, نُديرها أنا وزيد سوياً, وبعد تخرُّجنا نزاول مهنة الصيدلة "ذهبت أمي لتنام ورحت أنا أتقلب في فراشي, أُفكر بالكثير من الأشياء, وأولها الصيدلية: حُلم حياتي. هل سيقبل بشراء حصتنا من المتجر أم لا؟ متى سيأتي الغد وأرتاح؟
نسيت تماماً عقلة الإصبع, لقد تركتها متسائلةً والحيرةُ ترتسم على معالم وجهها الجميل, كانت كشُعلة من نور تُضيء البيت, وقلبي, و كل الحي, نجلاء العينين, صغيرة الشفتين كأنها حورية أضاعت طريق الجنة.
سَكَنتُ قليلاً وطيفها يلوح ببالي, ورحت أدندن:
( خايف أقول اللي في قلبي تثقل وتعند ويايا
ولو داريت عنك حُبي تفضحني عيني في هوايا
أنا زارني طيفك في منامي قبل ما حبك
طمعني بالوصل وسابني و أنا مشغول بك)
![](https://img.wattpad.com/cover/277435542-288-k257617.jpg)
أنت تقرأ
بتونيا زهرة المجرة 🌸
Romanceرواية بتونيا "زهرة المجرة" pdf تأليف نعمه الزعبي.. رواية اجتماعية رومنسية، ستأخُذكَ بعيداً عن عالمِك حتى و إن كنت لا تُحِبُ القراءة؛ فستُعجِبُك روايتي هذه، ستذهبُ معها برحلةٍ طويلة نوعاً ما، لكنك ستُحِبها ستعيش تفاصيلها، ستُضحكُك و تُبكيك، وربما تك...