6

98 5 0
                                    

                                 *****

فكرت كثيراً: وقررت أن أخبر سلمى  بكل شيء, لن أدع رزان تفسد علاقتي بصديقتي, أفسدها أنا ولا يفسدها غيري.

-"سلمى: أتعلمين يا باتي؟ أشعر بالأسى لحال أخي, أصبح سجين غرفته, وأفكاره, حتى أنه بدأ بشرب السجائر, ولا يقبل أن يزوره أصدقائه؛ كي لا يروا عجزه كما يقول, حتى زيد صديق عمره صار يتهرب منه, ويفرش أمامه الحجج كي لا يراه"

كيف سأخبرها الآن؟ أشعر بالخوف من ردة فعلها, قلبي ينتفض بألم, مع كل نبضة غصة. 

-"سلمى: باتي..باتي.. هي بتونيا"

أفقت لواقعي المرير, وقلت:

-" أنا السبب بحادثة وسيم"

وبدأت أذرف الدموع, وأنظر إليها برهبة منتظرةً ردها, تجمدت في أرضها دون أن تنطق بشيء.

-"بتونيا: أنا أسفه, لم أكن أعلم نتائج فعلتي, أرجوكِ لا تصمتي, وبخيني, اضربيني أنا راضيةً بحكمك"

أجابتني وهي مكسورة الخاطر, وعينيها تذرفان الدموع: 

" أنتِ يا صديقتي السبب؟! هل أرحتِ ضميرك الآن؟ هل أفضيتِ ضغينتك من والدكِ بوسيم؟ "

-"بتونيا: أنا أسفه, فكرت كثيراً بفعلتي, وصفعت نفسي كثيراً, صدقاً تألمت أضعاف آلام وسيم"

-"سلمى: أين أنتِ من آلام وسيم عندما كان لا يستطيع النوم من شدة الوجع؟ لا يتناول طعامه, ولا يحادث أصدقائه, ينفث السم إلى داخله من خلال سجائره, ويبتلع أكواماً من الأدوية المسكنة؛ للتخفيف من أوجاعه, أخي المُحب للحياة أصبح منغلقاً على نفسه, يُفكر مطولاً بحاله, ويخاف أن يبقى مسنوداً على عكازٍ طوال حياته, أين أنتِ من هذا كله يا صديقتي؟

-"بتونيا: أنا آسفة, لا أدري ماذا أقول؟ أشعر بالخجل منكِ, ومن عائلتك"

نهضت واتجهت نحو الباب, وقبل أن ألتقط المقبض, أمسكت بيدي ودفعتني إلى الجدار, وبدأت تصفعني وتهزني, وتشتمني, وأنا خاضعةٌ لها, وأطلق العنان لعينيَّ, ثم أمسكت بيدي وقالت:

-"ستذهبين معي الآن لغرفة وسيم, وتخبريه بكل شيء"

-"بتونيا: لا, أرجوكِ, لا أستطيع أن أفعل هذا, لا أستطيع"

-"سلمى: ستأتي معي وسيكون هذا عقابك, أخي ينتظرك ليُقدم لك الكتاب الذي طلبتهِ منه ذاك اليوم, وهو يشعر بالخجل من تصرفاته السابقة معك, ولا يعلم أنك جمل حقود وسيء"

-"بتونيا: هل ستسامحينني إن أخبرته يا سلمى؟"

أشاحت بوجهها عني وقالت:

-" المهم الآن أن يعلم أخي بمكيدتك, وبعد ذلك أتفرغ لك"

-"بتونيا: أريد أن أخبرك بشيء آخر "

بتونيا زهرة المجرة 🌸 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن