*****
أوه.. ما هذا الإزعاج منذ الصباح الباكر؟, حملت وسادتي ولففتها حول وجهي؛ لتسد أطرافها أذناي, عبث.. صوت زغاريد خالتي وأبنتها يُصدع الجدران, ماذا سيفعل بوسادة من البوليستر؟ سامحك الله يا أمي, هل هذا وقته؟
صوت طرق الباب.. رزان بلا شك! من سيتطفل علي غيرها؟ أمسكت الغطاء وسترت به رأسي, فتحت الباب, وبدأت كلامها:
"استيقظ يا محب النوم, كل هذه التحضيرات من أجلك"
حاولت كتم نَفسي لكن عبث, اقتربت وسحبت الغطاء عن وجهي ليظهر أمامها وهو متجهم.
-"رزان: ما بك؟ لِمَ أنت عابس الوجه؟ هيا انهض"
-"وسيم: ماذا تريدين يا رزان؟ الدعوة للنساء؟ هل تعتقدين أني رغد مثلا؟ "
-" رزان: لكن الدعوة من أجلك, هل ستبقى في الفراش؟ "
-"وسيم: حسب معلوماتي؛ فأنا مريض مكسور الحوض, هل سأنهض لأشاركك الدبكة والزغاريد؟ "
بدأت تضحك وتوزع رنين صوتها في أرجاء الغرفة, بل أرجاء المنطقة كلها"
-"سلمى: ما الذي يحدث هنا؟ ما بك تصهلين يا رزان؟"
ها قد جاءت منقذتي, أختي العزيزة.
-"رزان: لا شيء, كنا نتحادث قليلاً"
-" سلمى: هل هذه كانت محادثة؟ ظننتكم بدأتم الإحتفال؛ فأتيت لأرقص على صوت صهيلك"
لم أستطع منع نفسي من الضحك, أخذتُ أُرسل ضحكات أعلى من صهيل رزان كما شبهته سلمى.
-"رزان: أنتما الاثنين تفيضان قذارةً "
ضربت الباب بشدة, وخرجت, عدنا لنقهقه بصوت أعلى من ذي قبل؛ فرزان أكثر إنسانة مستفزة على وجه الأرض.
-"سلمى: لا أحب التجمعات بسببها"
-"وسيم: لا عليكِ؛ فأنت ستمضين وقتك مع عقلة الإصبع"
-"سلمى: لا أعتقد, ربما لن تأتي, الحمد لله أن شهد موجودة؛ و إلا من سيتحمل خفة دم ابنة خالتك"
-"وسيم: لما لن تأتي هذا غريب؟ فهي من أكبر المعجبين بي, كيف ستفوت فرصة اللقاء؟"
-"سلمى: وسيم! لا تبدأ أرجوك"
-"وسيم: حاضر, لقد مازحتك و حسب, انتهى الخلاف بيننا"
-"سلمى: الحمد لله, لا أريد أن أقف بينكما, أرجوك"
-"وسيم: اطمئني عزيزتي سأتزوجها أيضاً؛ لأرضيكِ"
ابتسمت وخرجت: أما أنا فعدت لأدفن رأسي تحت وسادتي, هذه المرة لم أستطع النوم من صوت أفكاري, لِمَ لا تخرج من بالي عقلة الإصبع؟ منذ حادثتي: وأنا أراها في أحلامي, وأفكر بها في يقظتي, هل هذا يعني أنني بدأت أعجب بها؟ عقلي بدأ يخرج عن السيطرة, وسيم والحب هه, ربما تأثرت بقصتها, ووضع حياتها, وربما لأنني منذ نشأتي لم يُعاندني أحد كعقلة الإصبع.
أنت تقرأ
بتونيا زهرة المجرة 🌸
Roman d'amourرواية بتونيا "زهرة المجرة" pdf تأليف نعمه الزعبي.. رواية اجتماعية رومنسية، ستأخُذكَ بعيداً عن عالمِك حتى و إن كنت لا تُحِبُ القراءة؛ فستُعجِبُك روايتي هذه، ستذهبُ معها برحلةٍ طويلة نوعاً ما، لكنك ستُحِبها ستعيش تفاصيلها، ستُضحكُك و تُبكيك، وربما تك...