ماسة بصراخ :وعدي.
وجه الجميع أنظارهم نحو باب القصر فوجدوا وعد تدخل و في يدها طفلة تحيط عنقها بيديها و خصرها برجليها الصغيرتين.
ريم بفضول: وعد من هذه.
وعد ببرود :إبنتي.
فتح الجميع أعينهم على مصراعيها و شعر رعد بقلبه يتمزق فجسم الطفلة يدل على أنها في الثالثة أو الرابعة من عمرها و لأول لا يستطيع التحكم في أعصابه وقال بانفعال :ما الذي تقوليه يا وعد.
تحدثت ماسة بحماس غير مبالية بصدمة الجميع و هي تتجه نحو وعد قائلة: كنت أعلم أنك ستحضريها... أعطيها لي أحملها.
وعد بابتسامة :هي نائمة الآن عندما تستيقظ تستطيع اللعب معها اتفقنا.
ماسة بسعادة: اتفقنا.
أحمد بغضب: وعد فلتشرحي لنا كيف تكون هذه الفتاة ابنتك.
ماسة بجدية : وعد اصعدي أنت و ضعي ياسمين في غرفتها ترتاح و أنا سأشرح لهم و لا أظن أن لدى أحد مانع أن أشرح أنا الموضوع.
كانت نبرة ماسة جادة و أصبحت مثل وعد تماما حتى استغرب الجميع من ذلك غير وعد التي ابتسمت بفخر و هي ترى طفلتها تنضج و أصبحت عاقلة.
سليم: أنا واثق بوعد و متأكد أنها لم تخطأ و يمكنك يا ماسة أن تتبثي هذا.
نظرت وعد لجدها بامتنان أما رعد فنظرت له بغموض و نظرة لن ينساها أبدا ثم صعدت تاركة ماسة تتكلف بالموضوع.
أحمد :هيا تحدثس يا ماسة.
ماسة :ياسمين من الأطفال الموجودين في مؤسسة وعد و تعتبر الأقرب من بينهم لوعد... ياسمين طفلة شاهدت موت والديها أمام عينيها و هي طفلة في الخامسة من عمرها... و كأن القدر لم يكتفي بهذا القدر من العذاب بل و بعد شهرين من موتهم ماتت جدتها التي تكلفت بتربيتها... فتاة في هذا العمر فقدت أقرب الناس لها فأصبحت انطوائية و فقدت النطق... و لكن الأصعب أن عائلتها رموها في شارع فارغ بجانب صندوق الأزبال بدون رحمة... لو رموها أمام ميتم سيكون أرحم لها و لولا أن ريان لم يكن في نفس المكان لربما ماتت... بفضله خرجت من تلك المنطقة و جمعهم القدر مع وعد فتكفلت بهم... كانت ياسمين لا تستطيع النوم خلال الليل بسبب الكوابيس و لم تتحسن حالتها قليلا إلا بعد شهور... منذ علمت بموضوعها و رأيت إهتمام وعد بها علمت أنها ستقوم بهذه الخطوة و تتبنى ياسمين لكن لم أتوقع أن تقوم بها اليوم.
نزلت وعد مرتدية بنطال و سترة باللون الأسود و قميص و حذاء أبيض و وجدت الصمت يعم المكان فعلمت أن ماسة أخبرتهم بكل شيء.
أنت تقرأ
لقد عادت من أجل الانتقام
Aksiعنوان الرواية : "لقد عادت من أجل الانتقام" تأليف : شيماء عبد الله رواية تتحدث عن فتاة تعرضت للخطف في صغرها الذي غيرها من فتاة لطيفة دائما مبتسمة إلى فتاة باردة و غامضة، حياتها مليئة بالأسرار. ابتعدت عن الجميع لسنو...