٢٢

440 20 1
                                    

عفاف

لماذا لا يريد بابا امين التحدث مع ابنه ؟!

هذا لا يبدو جيدا. دارت في ذهني سلسلة من الأسئلة بينما كنت أنام بجوار عمران. شيء ما حول هذه المعلومات الجديدة لم يكن على ما يرام. هل كان عمران يكذب على في  الشخص الذي تحدث معه في الهاتف؟ لكن عمران لم يكذب قط بشأن أي شيء.

                   

في اليوم التالي ، بعد صلاة الفجر وتلاوة القرآن ، اصطحبت عمران إلى نفس الحديقة لممارسة رياضة العدو السريع هذه المرة. كان هناك ألم طفيف في أرجلنا لأن كلانا بدأ للتو في هذا الروتين الجديد. بعد جولتين جلسنا على أقرب مقعد وجدنا. مررت عمران بزجاجة الماء.

                   
"عمران ، كنت هتقولي حاجة انهاردة"

                   
"انا كنت هقول؟!"

"انت مش فاكر كنا بنتكلم عن ايه امبارح قبل م ننام؟"

هز رأسه.

ذكرته "المكالمة !زياد!".

"آه"
تنهد وتغيرت تعابيره فجأة. ظهرت خطوط الإجهاد على جبهته وهو يجعد حاجبيه. ما الذي كان يتجاهله منذ الليلة الماضية ولماذا؟

                   
"عمران؟" ، ارتجفت لا أعرف عاقبة دفعه إلى إخباري

                   

  نظر إلي وشفتيه منحنيتين بابتسامة حزينة. لم تعجبني تلك الابتسامة. أحببت ابتسامته الحمقاء. ينزلق على المقعد ويقترب مني ويمسك بيدي.

                   

  
   تنهد مرة أخرى: "عفاف ، انتي اكيد خدتي بالك ان محدش بيتكلم عن زياد صح؟ "
                   

"آه، اكيد عشان مش عايش معانا" ، حاولت التفكير.

                   

"وكمان عشان بابا مبيرضاش ان احنا نتكلم عنه"

نفس الشيء الذي قاله لي الليلة الماضية. لم يكن يكذب.

                   

"ليه؟!"

". لم يكن هناك أي سبب يمكن أن أتنبأه في ذهني حيال تجنب بابا امين ابنه بهذه الطريقة السيئة.

                   

"ممكن تحسي ان الامور كويسة في البيت بس الحقيقة ان كل الابتسامات دي مزيفة و السعادة مجرد غطا انتي جزء من عيلتنا هعرفك ورا الغطا ده ايه بقي

كانت كلماته تجعل قلبي ينبض بسرعة ،

"احنا كلنا فينا كسر صغير جوانا و الماضي له سبب في كده"

. ماذا كان ماضيهم؟ هل سيبدو الأمر مروعًا؟ هل كان شيئًا سيئًا حقًا؟

                   

"سأعمر قلبك بالحب" بقلم / فرح حسامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن