اقتباس

2.9K 76 45
                                    


  استنوا اللى جاى حماس  ان شاء الله!!👀

ان شاء الله مواعيد النشر كل جمعه واول فصل ان شاء الله يوم الجمعه بتاريخ 29/9/2023

والأن ! ما أن خرج جنود الكنيسة حتى تركوها مُكبلة الأيدى والأرجل و مُغمضت العينين برباط أسود فى حضرت الدوق حنا ، و الذى كان يجلس على كرسيه الفخم المنجد بريش النعام و مغطى بالقطيفة ومطلية مسانده بماء الذهب ومن خلفه تلك الشموع العطرة ذات الرائحة النفاذة وضوء القمر الفضى الخافت الذى تسلل على استحياء من خلف ستائر النافذه الزجاجية العالية . وأى وقت أفضل من هذا الوقت من الليل الدامس حتى يتسنى لهذا العاشق الذائب فى شلالًا عنيفًا من العشق لكى يرى هيامه فى الحياة .

و لكن حال هذا العاشق ليس بخير اطلاقًا . و كيف يكون هذا ؟ و هو يرى من قتلته بإبتسامتها الخجولة سابقًا الآن تقف أمامه وقد خسرت نصف وزنها ، خسرت لون بشرتها البرونزي اللامع واكتسبت أخر أسود مُذربي من الأتربة والكدمات ، خسرت وجنتها الجميلة المتوردة دائمًا واكتسبت أخرى مشوهها سوداء وكدمات زادت من تورم وجهها ، خسرت بهاءها فى تلك الثياب المُهترئة ، خسرت روحها وضحكها وأملها وحلمها تحت أقبية المعبد هذا .

وضع يده على وجنته فى دهشة و هو يشعر بمرور هذا الشئ الساخن على وجنته والذى ادهشه أنها دمعة فرت من عينيه !! حقاً لا زال الزمان يأتينا بكل غريب !! الدوق حنا الذى مر زمانه وهو غارق بين الأبرياء يحاكمهم و يصدر الأوامر والنهى والأمر بالقتل والعقاب والنزال سوء العذاب هو وزبانية جهنم من جنود المحكمه على الأبرياء ، يبكى فقط لمجرد أن من سلبت نومه وعقله أمامه بتلك الحالة المذرية وهو السبب وأمثاله من ملوك العذاب والألم .

لا يعلم كيف نزل من على كرسيه ووقف أمامها وساقته قدماه إليها وقد انقبض قلبه وهو يرى إرتجاف جسدها من تلك العباءة الخفيفة من الخيش وهذا الشال الصلب على راسها والذى إنزلق إلى الوراء بعض الشيء ليبرز رأسها الأصلع المشوة نتيجة حرق شعرها وتلوث جراحها وتلك الرائحة الكريهة المنبعثة منها بسبب الدماء المتجلطة فى جسدها ولكن مهما حدث ستظل الأزكى ريحًا والأجمل خلقة وخلُقًا .

اما تلك المسكينة فكانت أقل ما يُقال عنها أنها مرعوبة بل أن الرعب لا يصف فيها شئً . وعقلها يصور لها أبشع الأحداث وألوان العذاب التى ستحل بها من دون سبب وبالفعل ليست مُستعدة لأى ألم فيكفى حصت الألم التى حصلت عليها فى صباح اليوم من كسارت الأصابع ولا تزال تشعر بأن تروس الآله تضغط على عظام أصابعها الآن . ولكن الغريب تلك الرائحة العطرة التى تشمها والهواء النقى وأخيرًا بعد طول غياب وقد ظنت أنها فقدت حاسة الشم بسبب رائحة تفسخ الجثث والرطوبة التى أعتادت عليها منذ شهر مضى كالقرن .

التف من خلفها وحل اصفاد يديها وقدميها ثم همس فى اذنها اليسرى بهدوء جعلها تنتفض خوفًا قائلاً فى هدوء : لا تفتحى عينيكِ حتى أمرك جوليانا .أتفقنا ؟

هزت رأسها بنعم سريعة ومرتعبة وبالفعل احتضنت يديها إلى صدرها مُنتظره الأمر حتى تكلم صاحب الصوت الفخم قائلاً : أفتحى عينيكِ !

 

وسقطت حكمت! |  The fall down of Hikmat! ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن