18

241 25 47
                                    

   كان الوقت الآن هو صباح ذلك اليوم الذى توعد الجميع فيه لطارق بالمجئ وإنقاذ تلك المسكينة من ذل ومرار الأسر وبالرغم من أن والدتها قد أدخلت إليها الإفطار إلا أن حكمت لم تأكل شئ منذ الأمس ترفض الأكل حتى تخرجها خديجة وتسمعها وخديجة رأسها أصلب منها وقد تلبسها شيطان سوء الظن والشك وأقسمت على أن تعرف الحقيقة وقد تشاجرت معها عند دخولها إليها وساومتها إما أن تتكلم وتخبرها بالحقيقة أو ستعاقبها بطريقة سيئة لن ترضى بها ولن تنساها أبدًا ولكن حكمت أصرت على نيل حريتها أولًا ثم الحديث ولكن إنتهى الأمر بأن صفعتها خديجة للمره الألف ولم يسبق أن يرى بيته السعيد في حالة التوتر والبؤس تلك وكل هذا بسبب هؤلاء الواشون النمامون الذى لا يعرفون حرمات الله.

  لهذا لا استغرب أبدًا لماذا قذف المحصنات الغافلات من السبع الموبقات والسبب واضح أمامنا انظروا لأم مثل خديجة كانت هي وابنتها مثل الاصدقاء وأكثر فقط كلام القاذفون أشعل نار الشك في قلبها وتلبسها سلطان العمى عن الحقيقة الجلية والدفاع عن عفة ابنتها التى ربتها بنفسها وكأن الاثنين والعشرون عامًا من عمر أبنتها  لا شيء يذكر.

  وعلى الناحية الأخرى كان طارق يجلس في غرفته وعلى سريره وينظر إلى النافذة بتوتر وقلق وقد قاربت الظهيرة ولم يظهر أحد بعد وقد بدأ اليأس يتسلل إلى قلبه بأن أمر اخته بات نسيًا منسيًا وستظل على تلك الحال السيئة.

  لكن بدأ الامل يتجدد من جديد ويظهر مفعولة عندما لمح خيال جورج أو محمد يطرق باب البيت وقد تأنى فى الخروج حتى ينتظر والدته تفتح أولاً وبالفعل وقد خرج طارق من الغرفة إلى محمد قائلاً بسعادة: عمى جورج كيف حالك اليوم؟

  أبتسم محمد وهو يتقن دور الضيف المار بالصدفة قائلاً: بخير يا اخيلا كيف حالك؟ ثم أخذ يقلب بنظره في ارجاء البيت قائلاً: اين جوليانا لا تقول أنها نائمو حتى الآن.

  نظرت خديجة إلى طارق قائله بوجهها الجامد: طارق إلى غرفتك أنا والسيد محمد لدينا حديث خاص.

  رفع طارق حاجبيه عاليًا واتسعت حدقتيه عندما علم أن جورج هو محمد ومسلم مثلهم وقد شعر بدلو ماء بارد سُكب عليه في ليالى يناير الباردة ليبتسم محمد ببشاشه قائلاً بسعادة لمعرفة طارق حقيقة دينه: مرحبًا بك يا طارق، أخيرًا يا بطل والدك كان ينتظر هذا اليوم طوال عمره ليرحمه الله.

  ثم التفت إلى خديجة بوجهه الأبيض المحمر ولحيته البرتقالية تلك قائلاً بهدوء وعقلانية: خديجه زوجة أخى طارق اخبرنى بما حدث مع حكمت، ما فعلتيه ليس صحيحًا بالمرة وحرام.

  تخلصت خديجة من جمودها هذا واندفعت مثل الذئب المفترس على الفريسة طارق حتى تضربه وقد سبته لكن يد محمد الذى اختبئ خلفه طارق منعتها ليصيح بحدة قائلاً: اعقلى يا امرأة واهدئى يكفى أتباعك للشيطان وأنا أراه قد عطس في انفك، طارق فعل الصواب.

وسقطت حكمت! |  The fall down of Hikmat! ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن