متنسوش النجمة والفلو يا بطابيط
---------------------------------------------------------------------------------------
قبل ستة اشهر من الان فى العام 1820 وفى صباح أحد ايام الشتاء القارص فى الفردوس المفقودة عادت الاسرة الصغيرة من أحد اسواق مدريد المزدحمة بالإسبان ولفيف من الجنود الفرنسين بعد ان اشترى كلاً منهم ما يحتاجه ويحتاج البيت.
وقد كانت حكمت تلاعب طارق آن ذاك وهو يحمل بعض الحقائب وحكمت بيدها سله من القش متوسطة الحجم وضعت بها بعض الاعشاب والعطارة الخاصة بالوصفات الطبية التى تصنعها وتقتات على ما تدُرها عليها وعلى أسرتها من اموال .
وإلى جانبهم خديجه التي ضيقت جفونها في تشكيك بصحة بصرها حول هوية الواقف امام باب بيتها ، ولكن لا بصرها سليم بعد ان صاح طارق وهو يشير الى باب البيت قائلاً بحماس : أمي هذا اثانيوس .
هزت راسها بنعم وقد دُهشت بشدة وأخذت فى تبادل الانظار مع حكمت في دهشه وحيرة من الأمر وتلك أول مره يأتي فيها ابن اخيها اثانيوس -" عثمان" -الى بيتها من اقصى الجنوب من غرناطة الى قلب اسبانيا مدريد مع العلم أن اثانيوس ليس بالغلام أو الصبى بل شاب في الثلاثين من عمره ولديه ثلاثة اطفال لكن الطريق بعيدة ووعرة في ظروف الاحتلال تلك .
وقد فضلت خديجه الاخذ به الى داخل البيت أفضل وهى تشعر أن الجميع يحملق في هذا الغريب عليهم وقد دخلوا جميعًا و افرغوا ما بيدهم وهى نظره واحده في عيونهم الدهشة والريبة !
ولكن اثانيوس ليس على ما يرام قد يكون اجهاد السفر ولكن وجهه مسود وتظهر عليه أثار العصبية نتيجة ضيق ما في صدره . وعلى العكس تمامًا من شخصيته المرحة المعتادة فقد اقبل على عمته و صافحها بهدوء و كذلك حكمت و طارق .
وما ان فرغ حتى نظرت له اليزبيث فى شك قائله : ما الامر هل الجميع بخير هل ابوك بخير؟ لا تثر ريبتي.
طأطأ اثانيوس راسه وهزها بنفى قائلاً بأسف : لا عمتى ... ابى بخير ... لكن جدى فى السماء .
لطمت خديجه _اليزبيث _ صدرها بعنف وصرخت بقوة قائله فى نواح عالٍ مقهور : ابى ...ابى مات ... منذ متى ... وكيف؟!
ثم جلست على اقرب كرسي وأخذت فى البكاء بقهر و حرقه وهى على كلمة واحده : ابى ... لقد كنت اريد رايته ... لما لم ينتظر ... لما رحل وتركني ... ابى؟!
وقد نظر اثانيوس لها بشفقه ولحكمت _جوليانا _ و طارق _ اخيلا_ فى خجل من هذا الجو السلبى الذى نشرة فى البيت ولكن الموت حقًا مكروة ولا بد منه حتى ولو طال الزمن سيأتي سيأتي لا محال .
جلست حكمت على ركبتيها وأخذت راس خديجه الى صدرها وأخذت فى ترويح عنها وكفكفت دموعها و بطت على ظهرها فى مواساه هادئه حتى لا تمرض من الانفعال والحزن وقد أقبل عثمان وبيده كوب من عصير الليمون وبه عشبة العُصفر ليُزيل عنها التوتر والهلع ومن خلفهم طارق الذى اغلق النوافذ وشد الستائر بأمر من حكمت حتى لا ياتى احد الجيران اليهم وهى فى تلك الحالة لبائسه .
أنت تقرأ
وسقطت حكمت! | The fall down of Hikmat! ✔️
Ficción históricaالرواية فازت بالمركز الثالث فى مسابقة كأس الإبداع للعام ٢٠٢٣. شكراً لفريق رواء على الغلاف الرائع. حاصلة على المركز الاول في #حكمت #الأندلس #جوليانا بتاريخ 23/10/2023 هى جوليانا او حكمت لن يفرق الامر كثيرًا لكن المهم انها لم تكن تريد تلك الحياه اب...