13

214 22 9
                                    

وقف حنا وبدأ يرتب قميصه وملابسه وهو يضحك على كلمات ادواردو الذى يفضل العمل على العوده إلى زوجته وابنائه وكأنه قد تزوج الشرطى وأنجب المجرمين، أرتدى حنا قبعته وربت على كتف ادواردو قائلاً بسخريه: هيا يا ايها الثور دعنا ننهى هذا اليوم غيرك لم ينم منذ الأمس.

أمال ادواردو رأسه قائلاً بضيق: يا رجل أنت في أحلى أيام حياتك لما لم تنم، غدًا تتزوج وتستيقظ في منتصف الليل على بكاء الأطفال وتعود من العمل لتجد الصغار يتضاربون، وفوق هذا مُتطلبات الحياة أخبرني يا أخي كيف أعيش في تلك الحياة موحشة.

أبتسمت حنا بهدوء وربت على كتفه قائلاً وهما يهبطان على السلالم المؤدية إلى اسفل الأرض : يا أخي احمد الرب، وهناك من يتمنى تلك الحياة اولاد وعائلة وأسرة عندما تعود من العمل تجد من يُعد لك طعامك ومن يتعلّق بقدميك عند عودتك، فلتحمد الرب على ما أتاك من نعم.

ثم تابع وهما ينعطفان تُجاه غرفة ما فى نهاية الممر قائلاً وقد ظهر على صوته الحزن وفى عينيه نظره ندم لأول مره يراها ادواردو بالرغم من معرفتة الطويلة بحنا: أنظر اليخه لو عاد لي العمر مره أخرى للوراء لكنت تزوجت وكونت أسرة أفضل من تلك الحياة الفارغة صدقنى لا شئ مميز في العزوبيو.

رفع ادواردو أحد حاجبيه وإبتسم ببلاهه ووقف في منتصف الطريق وقد نظر إلى حنا بتقيم وتفكير ثم أنقلبت الإبتسامة إلى إبتسامة خبيثة وقد بدأ يجمع الخيوط ويربط بين حالته فى الأيام السابقة منذ عودته لأكثر من شهر سواء شرود فى اللاشئ أو فى ذلك المنديل الذى يلفه حول كف يده متعللاً بألم فى يده ولكن هل يدوم الألم لكل هذا الوقت؟!

التفت حنا الذى كان يسير عاقدًا ذراعيه خلف ظهره إلى الوراء ما أن شعر بهذا الفراغ بجانبه وقد نظر إلى ادواردو بدهشه وألتحم حاجبيه في حيرة من وقوفه المفاجأ ومن نظراته الخبيثة تلك.

هز حنا رأسه قائلاً بتساؤل: ما الأمر لمَ وقفت هنا؟

أقترب منه ادواردو ببطء قائلاً وهو يمط شفتيه مثل ابنته الكبرى ذات الأربع سنوات عندما تكتشف سرًا ما وتحاول التأكد منه أو أن تذل أحدهم به: لا شيء لكنك وقعت منذ قليل وأردت الأطمئنان عليك يا أخي العزيز.

زادت دهشة حنا وحيرته وضيق عينيه قائلاً بتساؤل وتفكير: ما الأمر هل انت محموم؟ أنا واقفًا أمامك لم أقع.

كور ادواردو قبضت يده ووكز حنا فى ذراعه أعلى مرفقه قائلاً بخشونه ومرح: يا رجل أنا أعنى الحب... العشق، لقد وقعت بالفعل ومنذ زمن والآن أكتشفت الأمر... هنيئًا لك عقلك الضائع وسهر الليل القادم.

   ثم أخذ في الضحك عاليًا والقهقة حتى أنحنى ممسكًا ركبتيه قائلاً وهو لا يستطيع أن يتوقف عن الضحك ويلتقط أنفاسه بصعوبه من بين قهقته: السيد حنا وقع في الحب،لا أصدق حنا يحب مثل باقية الرجل...وغدًا يتزوج ونجده يرقد خلف محبوبته...

وسقطت حكمت! |  The fall down of Hikmat! ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن