9

233 23 17
                                    

  فى تل الغرباء وفى المساء كانت خديجه في غرفتها هى وطارق الذى كان يجلس على كرسيه في زاويه الغرفه ممسكًا بمركب خشبيه قد صنعها له اثانيوس خصيصًا من أجله بعد أن علم بسفرهم الذى بات على الأبواب وما هى اثلا ايامًا قلائل ويعود الطير مع امه إلى عشهم الصغير في مدريد للعوده إلى عصفور في ورطه ينتظر امه لتنقذ جناحه المكسور.

لكن طارق لا يريد ان يعود أبدًا يريد أن يبقى فى غرناطه مع أبناء خلانه ورفاقه الجدد هنا وقد ألف المكان والناس وأحب تلك الروح الطيبه التى تغمر الجميع في البيت وكان الكل يلعب في فريق واحد قد تجد بعض المشاحنات والغيره لكن أن مس احدهم الضُر يتكاتف الجميع وينسون تلك المشاحنات ويصبحون على قلب رجلاً واحد من أجل أجتياز تلك المحنه وأضف إلى ذلك أنه لم يشعر بهذا الدفئ إلا بين اسرته وهنا لا مكان لتلك المشاعر في مدريد بين اصدقائه الذين كلما تقدم بهم العمر باتت تظهر بينهم نزعه من الأنانية والغيرة والفتور الذى لم يشعر به بين أقربائه هنا، وبالطبع لم يترك وسيلة اقناع إلا واستعان بها وفعاها سواء أن توسل إليها، أو ساق خلانه على امه امتنع عن اللعب في الشارع، أو اطاع أوامرها، أو رتب الغرفه، ولكن للأسف كالعادة بأت محاولات بالفشل الذريع وقد استعان باخر حل هو الامتناع عن الطعام وقد عزم على حبس نفسه في الغرفه لكن هذا ايضا لم يُجدى نفعًا ولم تقتنع خديجه بشيء وهى أكثر منه عنادًا وتمسكًا برايها بالرغم من محاولات الجميع إلا أنها استعانت بالله وعزمت على إكمال حياتها في مدريد إلى جانب ابنها وابنتها.

وبين حل الفينة والأخرى كانت تختلس الأنظار تجاهه بينما تحيك بعض الجوارب ببكرة صوف وإبرة تطريز عملاقة وقد رق قلبها له وشعرت بالاسه تجاهه بسبب الحزن الحقيقي الذى ملئ وجهه وهو يشرد في تلك اللعبه بين يدية حتى تركت ما بين يديها و امرته بالمجيئ وقد ازعن في تلبية الأمر وجلس على السرير جوارها مطأطأً رأسه حتى احتضنته وضمته إلى صدرها قائله بهدوء ومسايسه: أنا أعلم أنك حزين لأنك لن ترى اصدقائق هنا إلا بعد مده طويله أو قصيرة الرب وحده يعلمها لكن حياتنا كلها في مدريد قبر ابيك واختك وعملى و عملاختك ودراستك في الكنيسة، كل هذا في مدريد لا غرناطه.

رفع راسه من علي صدرها ونظر لها بعينى القطه وتموجت جبهته قائلاً باعتراض: لما لا تأتى جوليانا إلى هنا وأذهب إلى كنيسة هنا وينتهى الأمر.

هزت رأسها نافيه قائله بهدوء وحزم: اخيلا في تلك الدنيا ليس كل ما نريده ونتمناه ندركه، يجب علينا التضحيه لاجل الاهم، ألا تريد أن تصبح نجار وتهوى الصيد؟

هز المعترض رأسه لتستانف هى قائله: مدريد مليئه بالأنهار عكس غرناطه تستطيع الصيد كيفما شئت وهناك ستعمل في النجارة لكن لا حياة لنا في غرناطه يا صغيرى. اتفقنا يا اخيلا؟

هز رأسه منكسًا إياها ووافق على مضد مضطرًا وهو يرى كل الطرق والسُبل قد سُدت في وجهه ولا أمل في حديثًا لا طائل منه سوى الرفض.

وسقطت حكمت! |  The fall down of Hikmat! ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن