نظرت حكمت إلى طارق بتوتر ودهشه وقد زاد توترها عندما اقترب حنا بهيئة الاشباح تلك ووقف امامها قائلاً بضيق وحزن والم: أريد أن أتحدث معكِ وارتاح واينما ستذهبين سأذهب لكن لا ترفضينى أرجوكِ لا أحد لى غيرك.
نظرت حكمت بتوتر إلى طارق الذى كان يشعر ببعض الخوف والقلق من حالة حنا المزرية تلك التي قد تدفعه لأى جنون أو حماقة تجاة أخته إذا رفضت الخضوع لأمره وفي نفس الوقت خائف من أن يراها أحد مع حنا وتكون فضيحة وضجة لا داعى لها وقد أدرك منذ أن عرف الحقيقة الكاملة كم أن أسرته الصغيرة بحاجة ماسة إلى الستر والتخفى بعيدًا عن أعين الناس وقد أحتار عقله في حزم الأمر.
لكن حكمت كان لها رأى مغاير لطارق ونظره أخرى قد تخللها الحب والأشفاق على حال الحبيب بالرغم من أنها قد فكرت بنفس منطقة طارق إلا أن قلبها يكاد ينفطر على حال حنا ويرق له وقد عاهدته صلبًا رابط الجأش حتى في لحظات مرضه لكنه لم تعهده خائر القوى ضعيف العزم كالطفل الصغير يتطلع إليها بأمل أن توافق على الحديث معه وتخفف عنه ذلك الحمل الثقيل المعلق في رقبته كالاغلال الحديدية تقيض عنقه بشدة.
اغمضت عينيها لثوانى معدودة وسحبت نفسًا عميقًا قبل أن تزفره بقوة وتهز رأسها بالموافقة وكأن شيئًا ما غير عقلها يدفعها للقبول.
هزت حكمت رأسها بالموافقة قائله بهدوء و عينيها تأبى أن تلتقى بعينيه الميتة: اخيلا ذاهب للصيد سنجلس أسفل شجرة الزيتون هناك.
امسك يدها وسار إلى جوارها بتثاقل وخطى ثقيلة قائلاً بصوت خالى من الحياة: أي مكان المهم أنكِ معى.
لم ترفض أن يتمسك بها بتلك الطريقة بالرغم من صراخ ما تبقى من رشدها وعقلها أن تتوقف عن تلك الحماقة وتدرك حرمة ما تفعله لكن نفسها الأمارة بالسوء ابت أن تستمع إلى نداء العقل وتمسكت بيد حنا التى تشبثت بيدها بقوة واتجهت إلى اسفل تلك الشجره وإلى جانبها طارق الذى كان يكاد ينفجر من الغيظ من أفعال اخته المتهوره وكل مره تقول أنه آخر لقاء وتنقض العهد فور رؤيتها لذلك الابله حنا.
شرع طارق في الصيد والقى صنارته والى جواره لكن على بعد قليل تمسك حنا بيد حكمت بقوة وشبك أصابعهم سويًا واراح رأسه على كتفها بلا تردد أو تفكير وأغلق عينيه بهدوء وسلام شعر به الآن فقط ورائحتها الذكية تتغغل إلى قلبه قبل أنفه اما هي فكان الخجل يلتهمها من كل جانب بسبب فعلته الحمقاء تلك ولم ولن تكون قريبة من أى رجل في حياتها من قبل بتلك الطريقة السيئة.
زفر انفاسه بهدوء وكأنه غريق وصعد إلى الهواء ومازال مغمض العينين ليتحدث بثقل قائلاً حتى ينزل ذلك الحمل من علي صدره: ادواردو صديقي واخى الصغير مات، منذ أن رحل وأنا أراه في كل مكان لا يفارق عقلى، لم أنم منذ يومين، ثم رفع يده الحرة ونظر إلى يده قائلاً بألم وعذاب: بيدى تلك البسته بدلة زفافه وبيدى أيضًا سجيته إلى قبره،ثم اخفض يده باهمال وقد استسلم لثقلها لترتمى على فخذيه بقوة ويكمل بخجل من نفسه وشعور كبير بالدونية والجُبن والوضاعة: اه يا جوليانا! وأكثر ما يؤلم قلبى ويعذبنى أننى لم استطيع أن أخذ حقه من قاتله ونظرات عيني اطفاله يوم دفنه كانت كالرصاص اخترقت قلبى بشدة وكلما نظرت في عينيهم لا اجد سوى ادواردو، لماذا رحل باكرًا يا جوليانا لقد كان صغيرًا وصالحًا لم يكن يتغيب عن الصلاة أبدًا ولم يرتكب خطيئه أبدًا لماذا رحل وأمامه العمر كله؟
أنت تقرأ
وسقطت حكمت! | The fall down of Hikmat! ✔️
Ficción históricaالرواية فازت بالمركز الثالث فى مسابقة كأس الإبداع للعام ٢٠٢٣. شكراً لفريق رواء على الغلاف الرائع. حاصلة على المركز الاول في #حكمت #الأندلس #جوليانا بتاريخ 23/10/2023 هى جوليانا او حكمت لن يفرق الامر كثيرًا لكن المهم انها لم تكن تريد تلك الحياه اب...