19

211 20 48
                                    

  كانت أجارس كنيسة المُدينه تدق لتعلن عن موعد صلاة يوم الأحد مثل كل أسبوع وكانت من عادة خديجة وابنائها أن يؤدوا الصلوات في إحدى كنائس الحي القريبة والصغيرة بعيدًا عن الضجة والزحام وألم القلب من دخول كنيسة قديمة وكبيرة كانت في الزمن الخالى مسجد أُقيم فيه الأذان يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

   وكم من مصلى صلىٰ لله في هذا المسجد سواء في عيد الفطر والأضحى، وكم قيام ليل أُقيم في رمضان، وكم إفطار وكم تهجد، وكم اعتكاف، وكم فرض، وكم نافلة، وكم طفل قلد أباه في الصلاة وبيده الأخرى بعض الحلويات يأكلها بجهل برئ أثناء الصلاة، وكم فتاه حضرت إشهار زفافها، وكم صلاة جنازة وخوف وأستسقاء وكسوف، وآهً عليكى يا مدريد وعلى مساجدك الممتهنة والمشتاقة جدرانك وزواياكى إلى سماع صوت الأذان ولو بالخطأ!

  وقد تحقق الكابوس والخيال المؤلم على أرض الواقع وقد شهدت تلك القلوب المتألمة الخائفة ما كانت تهرب منه طوال العمر.

   وللأسف اليوم يوم عزيمة مارلين وحنا قد تفرغ اليوم وقد مر على بيت حكمت من دون سابق إنذار وكاد أن يتشاجر مع خديجة لأخذهم للصلاة معه والذهاب للبيت لولا حكمت وطارق الذين حلوا الأمر وتدخلوا بينهم لكانت حدثت مشكلة وللأسف أيضًا أخذهم إلى مسجد.. اسفه كنيسة المُدينة حاليًا لإقامة الصلوات وبينما حنا مشغول ومنكب في الصلاة يدعوا ربه أن يحقق أمانيه وأحلامه في تلك الحياة كانت من خلفه حكمت و خديجة وطارق في عالم أخر من الكمد والغضب لما حدث إلى هذا المسجد المقدس وكيف انقلب حاله بسبب تفكك ملوك الطوائف لأهواء شخصية شيطانية جعلتهم أضعف من بيت العنكبوت، وها هم يدفعون ثم حقد ونزاع وغباء لا ذنب لهم فيه.

   إنتهت الصلاة وانفض الجميع بعد أن أخذوا خبز التناول وكأس الخمر _وبالطبع بالإكراه لأصدقائنا _ تقابل حنا مع طارق وخديجة بعد أن بحث عن حكمت ولم يجدها ليسال طارق قائلاً ببعض القلق: أين جوليانا؟ لم اجدها في الكنيسة ولا في مكان الأعتراف.

  أشار له طارق إلى الجهة المُقابلة ناحية حكمت قائلاً: إنها هناك.

  التفت حنا إلى تلك الجهة مُتجاهلًا نظرات خديجة النارية له وقد ألتحم حاجبيه وهو ينظر إلى تلك المرأه التى معها طفلة في عمر السادسة على الأكثر  وكانت تقف مع حكمت هناك والتى لأول مره يراها مع حكمت على الإطلاق طوال الثمانية أشهر الماضية التى انقضت في معرفة حكمت لكن لا يدرى لماذا يشعر بأنه رأى تلك المرأه أو قابلها مرةً ما لكن عقله لا يسعفه الآن ولا يساعده في التعرف عليها ولكنه يُقسم بكل ما هو مقدس أنه قد قابل تلك المرأه من قبل لكن لا يذكُر أين.

  مرت حكمت واجتازت الطريق اليهم أمام العربة بعد أن صعد الجميع وقد صعدت إلى جانب والدتها ومقابلهم حنا وطارق وبالرغم من أن حكمت قد ركزت على الطريق الذى حفظته إلا أن حنا كان في عالم أخر مع حكمت ليس الحب فقط الآن بل الغموض وأمر تلك المرأه يشغل باله وتفكيره بصدق ولا يستطيع أن يتذكر تلك المرأه حقًا. يا ربي ما هذا الغباء الآن؟!

وسقطت حكمت! |  The fall down of Hikmat! ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن