1

1.5K 57 70
                                    

في ورشة نجارة في العام 1967 كان الراديو المغربي في مدينة طنجة يصدح بإذاعة القرآن الكريم بصوت الشيخ محمد رفعت المصري صاحب الصوت الملائكي.

واسفل الراديو الموضوع على ذلك الرف كأن هناك رجل في الخمسين من عمره غزى الشيب رأسه وقد أمسك بقطعة الصنفرة الخشنة وأخذ في تسوية جميع جوانب الرف الذى يصنعه لتكوين مكتبة صغيرة وإلى جانبه ابنه الأكبر في الرابعة والعشرون من عمره وقد اقبلت ابنته الصغرى ذات التاسعة عشر ربيعًا منذ قليل تحمل اطباق الغداء وقد أغلق ذلك الرجل ابواب الورشة وشرع في الأكل مع ابنائه واُنس حياته بعد وفاة زوجته منذ عامين غابرين.

ولكن تعلقت الملعقة قبل ان تصل إلى فمه في الهواء وهو يستمع الى ذلك الخبر في نشرة أخبار الظهيرة وقد تجمعت الدموع في عينيه وهو يستمع الى صوت المذيع المُجيد للغه العربيه ينقل ذلك الخبر "أعلن الجنرال فرانكو حاكم إسبانيا حرية الأديان عام 1967، وأعلنت أكثر من 600 عائلة إسبانية عودتها للإسلام عقب تنصيرها بالقوة بعد سقوط الأندلس."

تنبهت حواس ابنائه عاشقي تُراب الاندلس وابتسموا بسعادة وفرح عكسه وقد خلع نظارته الطبية يمسح دموعه قائلاً بصوت متقطع ومتحشرج: يا الله! لا... تعرفون... كيف دفع جدى الأكبر يحيى وجدتي حكمت... ارواحهم ثمنًا لرؤية ذلك اليوم؟!

نظر له ابنه باهتمام وترك قطعة الخبز من يده قائلاً: كيف يا ابتى؟

استند على ركبتيه وهو يقف ثم اتجه إلى ذلك الرف وامسك بالصندوق من جانب الراديو ثم عاد إلى الطاولة الصغيرة واخرج مفتاح قفل الصندوق واخرج منه دفتر قديم قائلاً: سأحكى لكم قصة جدكم وجدتكم يحيى وحكمت لتعرفوا كم عانيا للفوز ببعضهم وحاربوا الدولة والقوانين حتى ينعموا بالحب والسكينة ثم فتح الكتاب وبدا يقرا أول اسطر في المقدمة التي خطتها حكمت بيديها.

---------------------------------------------------------------------------------------

في عام 1820 وفى اوروبا التي كانت في حاله من اضطراب العنيف والشديد جراء الحملات البريطانية والفرنسية الاستعمارية التي أخذت تطوف العالم شرقًا وغرباً شمالاً وجنوبًا في صدد تحقيق هدفها الأزلي وهو هدف جميع ملوك الارض منذ خلق الجن وأدم الى نهاية الزمان وقيام الساعة يوم الوقت المعلوم الا وهو امتلاك الارض ومن عليها وقد نسي جميع ملوك الارض السابقين ان الله يرث الارض وما عليها وجميعنا سواسيه امام الله العزيز الحميد والعلى الكبير وفى يومًا لا ينفع فيه ملا ولا حكمًا ولا ولدًا سيندم كل من فرط في لحظة كانت اولى منه بالعبادة والتقرب الى الله زُلفى.

   وأنا لا اعد نفسى عليكم وصاية لكن كأخت لكم فقط ناصه وأشدّ مما تعرفه في حياتها هو مرارة الندم ، فصدقًا ولله الصدق ان الفرصة واحده ولا تتكرر والفرحة لحظه والندم عمر .

   وعلى كلاً فليس هذا سياق قصتنا الحزينة اليوم بل هناك قصه اخرى واقولها قبل البدا في تلك المغامرة الصغيرة بين ثنايا الاحرف القليلة إن كنت من عشاق الترف والفرح فاذهب ولا تجعل قصه صغيره تنكد عليك هناء عيشتك الطيبة فتلك المرة انا لن احكى قصة البطل والبطلة الذائبين في بحورًا من العشق ولا البطل الكاره للبطلة وفى نهاية المطاف ستأسره ببراءتها بل قصتي اليوم جريئة ومختلفة اكسر بها ركاكة وملل الجو المحيط بين بطل وبطله اختلافهما وتباعدهما أبعد ما يكون بين السماء السابعة والارض السُفلى ودعوني لا اطول الحديث الذى لا طائل منه علكم فصتنا اليوم في بلاد القوت الغربين سابقًا والمسلمين سابقًا والكاثوليك المسيحين حاليًا قصتنا في شبه الجزيرة الإيبيرية وبلاد الوندال قصتنا في بلد ذات اسمين ، فشرقًا تُسمى الاندلس الجنة المفقودة وغربًا تسمى اسبانيا ولنعود للتاريخ المذكور اعلاه في اسبانيا التي سقطت في يد نابليون بونابرت عبر حملاته الاستعمارية والذى اتخذ قرار غير مجرى تاريخ اسبانيا حيث امر بإلغاء محاكم التفتيش التي كانت تعاقب كل من تشك في مذهبه الكاثوليكي سواء كان يهوديًا او مسيحيًا بروتستانتي او أرثوذوكس او أريسي او مسلمً !

وسقطت حكمت! |  The fall down of Hikmat! ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن