23

204 21 32
                                    

قد مر أسبوعين كاملين منذ أن أخذ حنا الإجازة وقرر الإبتعاد عن بلايو الذى كل يوم يزداد كرهه له وغضبه يوم بعد يوم تُجاه بلايو.

وكم هو مقرف هذا الرجل يملك شر لا حد لجنونه وبربريته!

فيكفى حقًا أنه السبب في قتل روزيتنيا المسكينة التى كل جريمتها أنها فقط حاولت إنقاذ النعجة التعيسة من فكى ضبعًا قذر وجمع قلبين تائهين.

ولكن بلايو يضمر من الحقد والكرة لكل من يقف في طريقة كما يضمر من الحب والعشق للسلطة.

ولا تظنوا أن بلايو أقدم على ما أقدم حتى ولو بطريقة غير مباشرة سواء تفرقة حنا وجوليانا وقتل صانع السم وقتل روزيتنيا _وكل ذلك عن طريق رجال بلا ضمير إنساقوا وراء شهوة المال والعوز والحاجة _بدافع حب حنا فقط فقط!

وإن ظننتم ذلك فاسمحوا لى نحن هكذا نعيش في عالم كوكب زمردة على سبيستون ونرى العالم مبتهج وسعيد كما رأه شمشون بعين سبونج بوب.

بل دافع بلايو مادى بحت وكله خوفًا على فرار السلطة منه وتلوث سمعته بمجاراته الفقراء والمشكوك في كثلكتهم وبائعات الهوى، وإن عرف أحد سيدعى الجميع الشرف والعزه وتُسحب منه طبقته الاجتماعية.

لكن القتل فعل عظيم وسيئ حقًا، فلا أدرى كيف سينتقل إلى الدار الآخره بيدين مُلطخه بدماء الأبرياء هكذا؟!

---------------------------------------------------------------------------------------

أ تتذكرون ذلك القصر الكبير المليئ بالحدائق والورود وبه إمرأة جميله الذى وعد به حنا انطونيت؟

ها نحن الآن فيه أو حنا هو من يقتحم أبوابه بهدوء وسلام داخلى وطمئنينة تغزُ قلبه عند الإقتراب منه.

وقد أتبع أصوات الضحك القادمة من الغرفة الواسعة في الطابق الثاني متجاوزًا الخدم القليل جدًا الذين شرعوا في وضع الطعام على الطاولة قاصدًا حديقة المرح بالأعلى.

أبتسم بهدوء بعد أن دخل الغرفة ورأى انطونيت التى تجلس على كرسى كبير ضاعت فيه لضئالت جسدها على مكتب وإلى جانبها جوليانا التى كانت كلتا قدميها مربوطة بشاش طبى وكذلك رأسها وكانت تغطيها أسفل اشارب صغير حتى لا يرى أحد رأسها المُجرد من الشعر.

مهلًا لحظه، جوليانا!...

نعم جوليانا، هي جوليانا بأم عينها ولا أحد غيرها.

مالكم حط على رؤوسكم الطير فلا يزال في القصة بقية!

قفزت انطونيت من علي كرسيها تاركه جوليانا التى كانت تعلمها كيفيه كتابة أسمها وقفزت في احضان حنا مُتعلقه برقبته وقد بادلها العناق وحملها من علي الأرض.

قلبت وجنته الملتحية قائله بسعادة: عمي حنا اشتقت لك كثيرًا، ثم اشارت إلى الأوراق على المكتب قائله: انظر لقد استطعت كتابة اسمى من دون خطأ، خالة جوليانا ساعدتنى.

وسقطت حكمت! |  The fall down of Hikmat! ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن