قد مرت الساعات والليالى والأيام والأسابيع واجتزنا الشهور والحب يزداد ويشتد ويقوى بين قلبين أبىٰ الله إلا أن يجمعهما في حلاله وبسعادة وتفاهم وود ورحمة.كانت حديقة القصر مُزدهره وازدادت إزدهارًا بتلك الورود والأزهار والأعشاب التى غرستها حكمت في تلك الحديقة، والروائح العطرة والوصفات الطبية التى ملائت القصر وجدرانه، وتلك الصغيرة التى اضافت إلى حياة الزوجين وحياة مارلين وريموندا الفارغة طعم من المرح والسعادة افتقده الجميع بلا استثناء.
وبالأخص ريموندا التى باتت تشعر بالفراغ والفتور يحيط بقلبها وعقلها من كل جانب بعد زواج إيفا وانشغالها بطفلها وسفر ديف منذ خمسة سنوات، ولا تقولوا بلايو سيتكفل بالحب والود لا، فزواج بلايو منها لم يكن إلا شكل إجتماعيّ فهى ابنة دوق وهو يحب السطلة وهى أسهل وسيلة للسلطة حتى ولو بطريقة غير شرعية، فلم يدق الحب باب زواجهم أبدًا على عكس يحيى وحكمت تمامًا.
فيكفى أنه منذ مدة أرادت حكمت وضع رقعة عين حتى لا يخجل من شكلها مع أقاربه وأصدقائه من السادة وقد رفض تمامًا وأحرق تلك الرقعة متعللًا بأن الله وهبه في عينيها لؤلؤه وقدح قهوه وكلاهما اروع من الآخر.
وها هو جدار البيت يشهد بذلك التحول الجذرى في حياتهم وحياة العائلة بعد أن رحل الرسام وتعلقت تلك الصورة التى تضم بلايو ومارلين وريموندا وإيفا وتيتوس ويحيى وحكمت وانطونيت وقد أدرك بلايو المعمية عينيه أن حكمت وانطونيت حقًا باتوا من العائلة، وها هى زوجته تقربت منها وبالمثل مارلين وإيفا عندما تاتى للزيارة وبات هو نسيًا منسيًا، ولكن هو من فعل بنفسه هذا لم يحب ابنائه أو زوجته أو اخيه أو امه كما يدعى وينبغى بل احب السلطة أكثر وأكثر وفعل كل ذنب وقبيح غير مكترث لعاقبتة في الآخرة.
وإن كنتم تتسائلون عن خديجة وطارق فأقول هم في خير صحة وعافية وقد بدأ طارق بالعمل في مراكب السيد خطابى إلى جانب دراسته وزاع سيط خديجة بين أهل الحى بمهارتها في الحياكة والتطريز وباتت حياتهم مستقرة لا ينقصها إلا حكمت.
وهناك فى غرفة نوم العصفورين قد صففت حكمت شعرها الذى تطاول قليلاً ولامس كتفيها، ومن خلفها يحيى الذى أضجع على السرير مُعطيها ظهره في حالة من التية غريبة بمر بها في الاونة الأخيرة منذ مدة.
تركت الفرشاه على التسريحة وإندست جانبه أسفل الغطاء ومررت يدها على كتفه حتى تقلب واخبأ رأسه بين احضانها وطوق خصرها بذراعيه ساحبًا أكبر قدر من الهواء الممزوج بعطرها ثم زفر بهدوء وراحه واصابعها الرقية تلاعب خصلات شعره الكثيف ليتحدث بهدوء مغمضًا عينيه يفرغ حمل صدرة: منذ مدة قدمت طلب استقالة من محكمة مدريد واستقلت الأمس وعدت إلى الشرطه وغدًا ساستلم العمل، فكرت مليًا ووجدت اني غير مرتاح نظرات الأسرى تعطيني احساس بالذنب وغير هذا انا احب التحقيق والبحث والتحرى الجلوس على المكتب لا يليق بى.
أنت تقرأ
وسقطت حكمت! | The fall down of Hikmat! ✔️
Fiksi Sejarahالرواية فازت بالمركز الثالث فى مسابقة كأس الإبداع للعام ٢٠٢٣. شكراً لفريق رواء على الغلاف الرائع. حاصلة على المركز الاول في #حكمت #الأندلس #جوليانا بتاريخ 23/10/2023 هى جوليانا او حكمت لن يفرق الامر كثيرًا لكن المهم انها لم تكن تريد تلك الحياه اب...