قد مر أربعة أشهر فى هذا العالم مثل الماء لم يشعر بها أحد واصبحنا فى العام 1824 وبالتحد في شهر فبراير شهر الحُب والاحبة.
سريعة تلك الأيام أ ليس كذلك؟وكيف لا؟ ونحن نرى أنه قد مر أربعة اشهر تقريبًا على انقلاب حياة ابطالنا وتغيُرها تغيُر جذرى تام.
فلم تعد الأسود تزئر والاسماك تسبح.
ولكن لله الحق فإن التغير كان للأفضل طبعًا وللغاية.
فأمامنا حكمت التى استعادت شطر كبير من صحتها وروحها ورونقها، وقد باتت علاقتها بانطونيت أقوى وافضل من ذى قبل وباتت لها ابنه لم تُنجبها.
وبالمثل انطونيت التى اعتبرتها أمها لا تنم إلا عند سماع
قصصها وعودت يحيى للقصر في المساء ولا تحكى شئ إلا لها ولا تترك يدها وترعاها فى مرضها كأنها شابة كبيرة لا طفله لم تتجاوز السادسة.ويحيى فيكفى إسلامه وقد اثبتت الأيام أنه كان بحاجة للإسلام لكن لم يكن يعرف أو لعل تلك الغشاوة التى كانت على عينيه والأقفال والتروس الصدئة على قلبه التى تراكم عليها الصدء والغبار لمدة خمسة وثلاثون عامًا من التعصب والغضب والحقد كانت تمنعه من إيجاد نفسه وحياته وطريقة الذى يريد أن يمشى فيه ويسلكة للنهاية.
فمثلًا أنا كنت أخاف القطط والاقتراب منها بسبب سمعى الدائم والمستمر عن ما يحمله فراء القطط من أمراض وطُفيليات وعضتها القوية وخربشتها المؤلمة، ولكن عندما تعاملت مع قطة لطيفه باللون الأخضر الداكن بخطوط سوداء تغيرت وجهة نظرى ولم تخدش يدى أو تعضنى باسنانها الحادة لأننى تعاملت معها بلطف ورحمة ولكن ذلك الفتى القصير في حينا الذى يركب عجلته ويسُب المارة بلا تربية أو أدب ووالدته تجلس أمام التلفاز تُتابع المُسلسل التركى وترى أفعال سمر المُشينة مع مهند تاركة ابنها بلا تربيه عندما فكر في أذية القطة شرحت يدية.
والأمر سيان وبالمثل مع يحيى الذى كان يسمع منذ صغره أن هؤلاء المسلمين والأندلسين همج ومتوحشين يقتلون الناس والاطفال ويسلبون الأموال والبلاد تكونت له مناعة وردت فعل عنيفة ضدَّهم ولكن عندما تعامل مع والد حكمت وأمانته في صنع الأسلحة والأموال والخامات وحب خديجة له ورعايتها بيتهم وصيانة عرضه وتحملها إعاقته في ساقة، ومن ثم حكمت وكل ما تحمل من حسن خلق وخجل وشجاعة وصبر وإيمان وخالها الصالح الذى لم يتردد لحظة في حماية ابنت اخته وأهل المغرب الذين كونوا وشكلوا صورة بأخلاق الإسلام السمحة غيرت جُل تفكيره وفتحت أمامه أفاق وابواب من المعرفة والحقيقة التى كان يجهلها وأحيانًا يرفض فهمها.
ولكن اليوم يوم مميز في هذا الشهر.
لا ليس عيد الحب، بل عيد ميلاد حكمت الثالث والعشرين، لنتمنى لها سويًا العمر المديد.
أنت تقرأ
وسقطت حكمت! | The fall down of Hikmat! ✔️
Historical Fictionالرواية فازت بالمركز الثالث فى مسابقة كأس الإبداع للعام ٢٠٢٣. شكراً لفريق رواء على الغلاف الرائع. حاصلة على المركز الاول في #حكمت #الأندلس #جوليانا بتاريخ 23/10/2023 هى جوليانا او حكمت لن يفرق الامر كثيرًا لكن المهم انها لم تكن تريد تلك الحياه اب...