14

207 19 15
                                    

  قد عدنا الآن إلى الحاضر وأرض الواقع وذهب الماضى مع الذاهبين وفُنيى مع الفانين ولكن هناك من تعلق قلبه وعقله في الماضي ولا يستطيع الهرب منه، وهناك من تمنى الخير من رب الخير في القادم، وهناك من زاد حبه وتعلقه وعشقه بالأخر وهناك من زاد خوفه وهروبه من القادم المجهول، ولكن هناك تلك الفتاة التى كانت في غرفتها تتلحف ببطانيه كبيرة وثقيلة بالرغم من كونهم في نهاية الصيف إلا الشعور بالبرد يكاد يقتلها بسبب إصابتها بدور الأنفلونزا الخاصة بالصيف وقد كان جبينها يتفصد عرقًا بالرغم من أنها ترتعش بشده من هذا الشعور بالبرد.

  وبالرغم من أن عافيتها ومناعتها جيدة الآن أن هُناك همًا أخذ يتسلل ببطء إلى قلبها وجسدها بسبب التفكير والقلق ولم يرحم ضعفها وأخذ يسنذف طاقتها بقوة بلا رحمة أو شفقة والآن فقط أدركت معنى كلمة أنهكه التفكير.

   وشعرت بوالدتها عندما كانت تمر عليها أيامًا ثقالاً من التفكير الذى كان يُلبسها ردأ المرض والعجز وينشر في قلبها اليأس وفى بدنها الكسل.

  ولكن أنا أريد أن اضيف على كل هذا خوفًا ما يتردد في قلب حكمت يزيد من حالتها سوءًا ومرضًا وهو خوف غير مبرر لكن تشعر بأن شئ سيئ سيحدث ولن تستطيع مواجهته سيسحب منها كل أملها وحياتها وعائلتها ولم تستطع تفسيرة أو معرفة سببه لكنها على إيمان أن القلوب لا تخطأ أبداً.

  بدلت خديجه ملابسها وقد جهزت بعض الأغراض التى طلبتها مارلين وبعض الأدوات والتصميمات الخاصة بفستان زفاف إيفا وكانت تتمنى لو بيدها أن تؤجل ذلك الأمر ليومين فقط لكن لا يمكنها وقد أعتذرت منهم الأسبوع السابق بسبب انشغالها طوال الأسبوع.

  تمنت لو مكثت مع جوليانا طوال اليوم لكن ما باليد حيلة.

  دخلت غرفة حكمت ومن خلفها طارق الذى قد ساعد السائس ووضع الأغراض في العربة وجاء ليخبرها أن السائس يستعجلها لكن وقف قليلاً وهو يرى خديجه التى أخذت تتحسس حرارة حكمت وتعطيها كوب الليمون قائله وهى تمسح على شعرها بحنان: سأذهب ولن اُكثر هناك وسأعود بسرعة فقط أرتاحى أنتِ.

  تمسكت جوليانا بيد خديجه قائله برجاء: امي ارجوكى لا تذهبى أبقى معى.

   ربتت خديجه على كف جوليانا قائله بحنان وهدوء: جوليانا ابنتى لقد كبرتى على تلك الأفاعيل أخبرتك أنى لن أكثر، نامى وعندما أعود سايقظك. ثم ساعدتها على التمدد ودثرتها جيدًا غير ملاحظة لدموعها التى تهبط بغزارة وبلا توقف ثم التفتت إلى طارق قائله: راعى اختك حتى أعود ولبى احتياجاتها، اتفقنا يا بطل؟

  هز اخيلا رأسه بالموافقه وسار خلفها قائلاً وهم على أعتاب باب البيت: لا تقلقى يا أمى سأهتم بجوليانا جيدًا.

  قبلت خديجه رأسه وربتت على وجنته قائله بحنان: هذا هو بطلى هيا لا تترك أختك أنا ساغلق الباب.

وسقطت حكمت! |  The fall down of Hikmat! ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن