الفصل السابع عشر

227 5 1
                                    



الفصل السابع عشر

اقتربت من حمزة الذي اسند راسه بارهاق واضح على الاريكة ... نادته بصوتها الناعم الذي ذوب قلبه ... نظر اليها ... توقف قلبه عن الخفقان للحظة ... ملاكه يقف أمامه .... كم تخيلها تتقدم ناحيته و هي ترتدي الأبيض عروساً تزف له ... وقف سريعاً ... ارتد الى الخلف ليحدق بها محاولاً السيطرة على انفاسه المتسارعة ...
_ أماني
نظرت الى الارض و هي تفرك كفيها بتوتر ... حلّ الصمت عاصفاً بينهما .... جاهد حمزة للسيطرة على نفسه ... يريد أن يحتضنها بين خلجات قلبه المتسارع بجنون عشقٍ عصف في صدره منذ سنوات ... يريد ان يزرع اصابعه بشعرها البني المنسدل على كتفها العاجي ... كم يشعر بعطشٍ يريد ان يسقيه من شفتيها .... لكن هناك ما يمنعه من الاقتراب .... حاجز بغيض يفرض نفسه .... انه دورها اليوم ... هي من بيدها القدرة على هدم هذا الحاجز ...
رفعت أماني راسها و هي تعض شفتها بتوتر كاد يفقد حمزة عقله و ما بقي من صبره .... اقتربت منه ببطء ... لم يبقى بينهما سوا بضع سنتمترات قليلة .... نادته بهمسٍ خجل :
_ حمزة ... انا ... اسفة .... لا أريد أن أخسرك ...اريد أن أستمر في السكن داخل قلبك ..أرجوك لا تطردني من مكاني الدافيء و الآمن ... أنا اسفة ... انا ..أنا .... أحبك
ابتسم حمزة بخفوت و هو يقول :
_ هذا لا يكفي يا أماني

نظرت اليه و الرعب يسيطر على قلبها هل ستخسره ؟؟؟
قالت بصوت مختنق :
_ حمزه ارجوك لا تفعل ...لا تفقد الأمل بحبي
قطع المسافة المتبقية بينهما ليحتوي وجهها بين كفيه و هو يقول بحنان افتقدته :
_ يا حمقاء حبك محفور في باطن القلب ... قدر لا خيار لي فيه ... هل تفهمين ؟؟ ... لكنك زرعت الخوف في قلبي ... لقد طلبت الطلاق يا أماني ..الطلاق
قالت و هي تهز راسها بقوة :
_ و ان كنت فعلتَ وقتها ..لقتلت نفسي .... لا حياة لي من دونك
نظر حمزة لعمق عينيها ليجد جواباً يبحث عنه :
_ اريدك ان تخبريني الآن هل ستثقين بي ؟؟
_ بالطبع سأفعل
ابتعد عنها و هو يصارع نفسه و أشواقه :
_ اصبحت اخاف قربك يا أماني أخشى من أفكارك و مخاوفك ....لقد ضربتك بيدي ...كرهت الشخص الذي اصبحت عليه بسبب شكوك ...
قاومت أماني دموعها و هي تحاول استجماع شجاتها .... هي ستحارب لأجله كما فعل ... اقتربت منه و قفت امامه ...نظرت لعينيه برقة و عذوبة ....وضعت يدها على صدره حيث يخفق قلبه متسارعاً
_ هذا القلب لي ... لن اسمح لك بالإبتعاد عني ... لا أنكر أن الصفعة التي تلقيتها منك ذبحتني ....لانها من يدك أنت ... نفس اليد التي كانت الى جانبي طوال عمري تساندني و تحميني ...
_ و انا اسف يا أماني ما كان ...
قاطعته أماني و هي تنظر الى صدره الذي يهبط و يعلو سريعاً :
_ و لكن انا أخطأت ما كان علي أن أتسرع و أحكم و أنفذ .... كان علي أن أسألك و أثق بك أكثر .... انا آسفة ....حقاً اسفة حمزة
شعرت بذراعيه تحيطانها ليضمها بقوة لصدره .... عندها تحررت دموعها و هي تردد :
_ أحبك حمزة ...أحبك .... كل ما أريده من الدنيا قربك يا حلم الطفولة الجميل
ابتسم حمزة و هو يبعدها قليلاً ليمسح دموعها و هو يقول :
_ لا أريد أن أرى دموعك بعد اليوم
ابتسمت جذلة و هي ترى ذلك البريق يلمع في عينيه .... وضع يده في شعرها فك مشبك الفراشة و هو يقول :
_ لقد ظلمت هذه الفراشة ... كم تبدو قبيحة امام وجهك الذي أعشق
خفضت عينيها بخجل و هي تتمسك بقميصه ...غرز اصابعه بشعرها و هو يرفع وجهها .... التقط شفتيها ليبث اشواقاً طالت .... ذابت معه في سمفونية خاصة بهما ... مرر يده على ظهرها ببطء و من ثم رفعها بين يديه هامساً لها :
_ و الآن أميرتي هلا أرحتني من النوم على هذه الاريكة البغيضة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمسك الطفل بقميص والده و هو يطالع هذه الوجوه الغريبة التي تحيطه ... لا يفهم سر هذا التجمع المشحون .... والده كان أشد تمسكاً به محاولاً الحفاظ على هدوئه امامه حتى لا يثير ذعره رغم أن الغضب مشتعل بصدره ..قال بنفاذ صبر :
_ أنا لا أفهم سبب احتجازي هنا ... ستفوتني الطائرة
تجاهله الضابط المسؤول بصمت مما زاد من حنقه و تصلبه ... زفر بضيق و توتر و هو يقول :
_ أريد الإتصال بالمحامي خاصتي
دخل زياد الغرفة مسرعاً و من خلفه رجل يرتدي بدلة رسمية حاملاً حقيبة جلدية فاخرة ... نظر حازم لزياد بريبة ألجمت لسانه .... بدأ الرجل صاحب البدلة بإخراج عدة أوراق من حقيبته تحت ناظر حازم الذي استشعر ماهية كل هذا ... استند زياد الى الحائط و هو يشير للموجدين بالخروج ... بالنهاية فقد حازم صبره وهو يقول :
_ سوف تفوتني الطائرة و أنا أقف هنا
قال الرجل صاحب البدلة :
_ يمكنك الإنصراف بأي لحظة سيد حازم ... لكن الطفل ممنوع من السفر وقد تم إبلاغك بذلك ... و لمخالفتك الأمر القضائي ستقوم الشؤون الإجتماعية بتسليم الطفل لأمه ليبقى تحت رعايتها لحين البت بقضية الحضانة التي رفعتها باسم السيدة ياسمين
لمع الغضب ممزوجاً بالخوف و الألم في عينيه ...قال بصوتٍ أجش مختنق :
_ لم أُبلغ بأي شيء من الترهات التي تتلفظ بها ..... !!
قال المحامي بصوت رتيب لا يحمل أي مشاعر :
_ لقد تم تبليغك على عنوانك في منطقة الخالدين ... لم تكن متواجداً في المنزل .. قام المحضر المسؤول عن التبليغ بالصاق التبليغ على باب المنزل بحضور شاهدين قال حازم بعصبية و هو يحكم قبضته على يزن :
_ انا لا اسكن ذلك المنزل ...لم أقترب منه منذ ثلاث أعوام
نظر اليه المحامي بلا مبالاة و هو يقول :
_ و لكنه منزلك و عنوانك
نظر حازم لزياد الذي التزم الصمت بغضب ينذر بانفجار قريب ... تابع المحامي كلامه :
_ ستصل مندوبة الخدمة الإجتماعية في أي لحظة أو يمكنك تسليم الطفل للسيد العقيد بصفته مفوض من السيدة ياسمين و تنطلق لرحلتك بسلام
ضحك حازم ساخراً و هو ينظر الى زياد :
_ لم أكن اعلم انك تجيد اللعب القذر سيدي العقيد
نظر اليه زياد ببرود و هو يقول :
_ لو أنك لم تنكث بوعدك يوم أزمة القنبلة و جئت للمسكينة بطفلها ... لو قمت بالتوقف عن ابتزازك لها و استخدام ابنك كثمن ..لما فعلتُ ما فعلت .... ياسمين لم تعد تحتمل الفراق .... انها تذبل كل يوم و كله بسببك انت
قال حازم و هو يشد على اسنانه بقوة :
_ انت لا تفهم شيئاً
تدخل المحامي و هو يقول :
_ قرارك سيد حازم ...
نظر اليه حازم يتوعده :
_ انا من سيقوم بإيصاله
_ و الطائرة
_ لا تتدخل ...
رفع المحامي يده كما لو كان يقول انه شأنك ... توجه الجميع الى الخارج و منهم الضابط المسؤول و مندوبة الخدمة الاجتماعية ... طلب الضابط من حازم الصعود الى سيارة الشرطة .. كاد حازم ان يفقد اعصابه .... لكن زياد تدارك الموقف مسرعاً
_ سوف يصعد السيد حازم معي في سيارتي بعد إذنك قاسم
_ بالطبع سيدي العقيد كما تشاء
طلب حازم من مربية يزن ان تحضر حقائبه و أغراضه و أن ترافقه ... صعدا مع زياد في سيارته ... كانت عيناه تنطقان بحزن عميق و ألم مع لمحة من ارتياح غريب بأن يزن سوف يعود الى احضان أمه !!!!
قال زياد مقاطعاً الصمت الذي القى بثقله عليهم :
_ ياسمين لا تعلم بأمر القضية ..... رفعتها بموجب التفويض الذي وقعته بعد حادثة القنبلة حتى انها لم تكن واعية لماهية الأوراق .... لم أخبرها خوفاً من تدخل والدها في الأمور و إفسادها... و خشيت من أن يرهقها الترقب
قال حازم ساخراً :
_ كنت اظنك شخص يحترم القانون ....سيدي العقيد
قال زياد بصوت تسلل إليه الألم :
_ هناك اشياء تتغير سيد حازم .... لم اعد أحتمل رؤية الانكسار في عينيها ..لقد عذبتها بما يكفي .... انا لم أخالف القانون ..لا أنكر أن فكرة ارسال التبليغ الى عنوان لا تتردد عليه ضايقتني في البداية ... لكن كان يجب ان يعود يزن لأمه ...
تابع حازم بهدوء غريب :
_ كان يجب ان توقع بي لحظة سفري خارج البلاد ... توقع بي و أنا غافل عن أمر القضية و الأمر القضائي بإبقاء يزن داخل البلاد ...
_ لو أنني تركت القضية تسير بشكل طبيعي لانقضى وقت طويل في المحاكم و انا واثق أنك تحمل في جعبتك الكثير سيد حازم
أسند حازم رأسه و هو يراقب يزن الذي استغرق بنوم عميق قائلاً :
_ صورتي مشوهة للغاية أمامك سيدي العقيد و لكن ..... أنا أستحق هذا
قال زياد و هو يطلق نفساً عميقاً :
_ لقد ضربتها .... هذا شئ يجعلني غير قادر على رؤية أي صفة أخرى تتعلق بك ..
أغمض حازم عينيه باستسلام ... تذكر كل مرة قام بها بالتعدي على من أحب و عشق ... من الأفضل لها أن يتركها و شأنها هذا أقل ما يمكن أن يقوم به حتى تستعيد نفسها التي ضاعت في الدرب الذي جمعهما لفترة قصيرة ...و عليه أن يجد درباً جديداً يجد فيه نفسه بعيداً عن ماضي يلقي بظلاله عليه ... قد يلتقيان من جديد ..... كيف أصبح الشخص الذي كرهه ..كيف يصبح كأباه الذي ضرب والدته عل مر السنوات قبل ان تنفصل عنه .... كيف يذيق من يحب قسوة ماضيه و ألمه .....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفاجأت بيد تسحبها الى سيارة غريبة ..لم تجد الوقت للمقاومة و خاصة مع حركتها الصعبة .. أرادت الصراخ لكن يداً ضخمة أطبقت على فمها لتسرع السيارة بالابتعاد
حاولت المقاومة لكن الصوت الذي تسرب لأذنها جعلها تتجمد ..
_ أستاذة ريتاج اهدأي ... لن يطالك أي أذى ..
نظرت لصاحب الصوت و عيناها تتسعان على آخرهما .... تركها ببطء وهو يتأكد من هدوئها ...قالت بهمس كما لو كانت تخشى أن يسمعها أحد :
_ أنت !!!! كيف ؟؟ .... أنت معتقل في منزلك .... الجنود يحيطون بك من كل حد و صوب
ابتسم علي بزهو و هو يقول :
_ لقد كنت واثقاً بأنك سوف تتعرفين علي سريعاً ... أما عن كيف فهي لعبة أتمتع بها بمواجهة اولائك الأوغاد ... أتمنى أن أرى وجهوههم عند اكتشافهم اختفائي
قالت ريتاج بغضب :
_ تتحدث عن الأمر كما لو كان هيناً ... لو أمسكت بك السلطات هنا سوف يسلمونك مباشرة لهم و هذه المرة سوف يقومون بإعادتك للحبس
نظر اليها بخيبة وهو يقول :
_ الأسر أستاذة ريتاج .... نحن أسرى و لسنا محكومين ...لطالما كانت هذه كلماتك ...
نظرت ريتاج الى عينيه كما لو ضرب وتراً في نفسها القديمة :
_ أعتذر منك أنا آسفة لقد أخطأت
قال مسرعاً :
_لا ....إياكِ أن تعتذري ... فأنتِ من القلائل الذين يبقون النبض حياً في قضية تحتضر وسط صخب السياسة و المصالح و القوة ...
شعرت بركلة من جنينها كما لو كان يذكرها بوجوده .. .وضعت يدها على بطنها و هي تقول :
_ سيد علي ... لقد أخبرت المحامي الذي اتصل بي بأنني توقفت عن العمل مع أي منظمة حقوقية ..أنا آسفة
_لو تعلمين كم يشعرني الأمر بالخيبة و الألم ...لكن هناك أمر آخر ... أمر يتعلق بالمرحوم فراس ...
تجمدت حواس ريتاج عند ذكره اسم فراس.... عادت تلك الطلاسم في الدفتر الصغير لتشعل حيرتها .... قالت بصوت مختنق :
_ فراس!!!!
قال وهو يحسب وزن كلماته :
_ لقد تركت في عهدته أمانة ثقيلة و مهمة .... و من الضروري أن اسلمها لاصحابها
_ عن أي أمانة تتحدث ؟؟
_هي عبارة عن دفتر صغير و .....
_ مكتوب بشيفرة معقدة
نظر اليها بصدمة و خوف عليها من المعلومات التي تتواجد في هذا الدفتر :
_ أين الدفتر استاذة ؟؟
قالت ريتاج و هي تنظر إليه بتوسل :
_ أرجوك أخبرني بما ورط فراس نفسه ... أكاد أجن من التفكير بما فعله
_ عليك أن تفخري بفراس ... صدقيني ما فعله يعد شجاعة بالغة
_ أريد أن أفهم
أخذ علي يشد على كفه و يرخيه كما لو كان يخرج شحنات التوتر المسيطرة عليه ليقول بعد تفكير :
_ فراس و أنا و آخرون كثيرون منتشرون في أنحاء العالم جميعنا ننتمي لمنظمة سرية " شباب بلا حدود " مهمتها تطهير بلدنا من الفساد و الشرور بعيداً عن أي مكاسب سياسة و مالية و وظيفية ... و من ضمن أهدافها إيقاف المنظمة أكس عند حدها و هذا ما كان يعمل عليه فراس و شركائه في هذه البلاد الى جانب أمور آخرى...
صدرت صوت همهمة من السائق الذي التزم الصمت طوال الوقت .. حتى
أن ريتاج لم تنتبه لوجوده .. قال علي و هو يربت على كتفه قائلاً :
_ لا تقلق يمكن أن تثق بها ... هي الاستاذة ريتاج .... المنظمة لا تزال فتية ومواردها محدودة ... لكن نحاول على قدر الاستطاعة
كانت الدموع تسير على خديها سريعاً و هي تحاول تدارك كم المعلومات التي تلقتها بالدقائق الأخيرة .... احترم علي دموعها و صمتها أخذ يتطلع الى البحر الذي تسير السيارة بمحاذاته ... بعد دقائق قليلة أخذت ريتاج تمسح دموعها و هي تقول:
_ أعتذر عن بكائي هكذا.... لكن لقد نسجت صور و خيالات بذهني منذ اكتشافي ذلك الدفتر ... لقد اقتربت من حافة الجنون
قال بصوتٍ مهديء و مطمئن :
_ لا ..إياكِ أن تفكري فيه هكذا .... فراس كان بطلاً مقداماً حاول أن يقدم للوطن و لكِ شيئاً بعيداً عن الفرقة التي قصمتنا و قتلتنا ...
أغمضت ريتاج عينيها بقوة و هي تفرك جبينها قائلة :
_ لقد أقدمت على تصرف لا أعلم نتائجه الآن .... أقصد فيما يتعلق بتلك القائمة
تجمدت حواس علي و تشجنت ملامحه ... تابعت ريتاج و هي تقول :
_ لقد سلمت القائمة لعقيد يعمل لدى جهاز الانتربول
ضرب السائق المقود بقوة .... بينما أسند علي رأسه الى كفيه و هو يدير الأمور و يقلبها في رأسه...
سألت ريتاج بصوت منخفض كما لو كانت طفلاً ارتكب خطأً فظيعاً يحاول اصلاحه :
_ لايمكنك تذكر المعلومات الواردة في تلك القائمة ؟؟
أجاب بصوتٍ مضطرب و غاضب :
_ انا لا أعلم كل ما دون فيها ...فراس كان نقطة الربط لأكثر من عشرين مورد للمعلومات ... استغرقته القائمة شهوراً طويلة لجمعها و عندما اقترب موعد التسليم رحل و رحل مجهوده معه
قالت ريتاج بسرعة :
_ تحدث لزياد ..سوف يساعدك أنا واثقة
نظر اليها متسائلاً ...ردت بثقة و حزم :
_ العقيد زياد طارق الذي سلمته القائمة المشفرة ...إنه رجل مخلص و يعتمد عليه
_ لا خيار آخر لدي ..أتمنى أن يسلمني القائمة و إلا سيكون خروجي من موطني بلا فائدة
قال السائق غاضباً :
_ علي !!!! هل فقدت عقلك ..تقول لك العقيد ....عقيد .. رجل دولة .... هل تفهم ذلك ..سوف يسلمك للسلطات
_ اهدأ ... لقد سمعت عنه الكثير قبلاً .... أظنه سوف يتفهم الوضع ...و من ثم لا حل أراه أمامي .... هل لديك حل آخر ؟؟
التزم السائق الصمت وهو يشد على المقود حتى كاد أن يتفتت تحت قبضته ...قال علي :
_ أستاذة هلا طلبت منه ان يلاقيك بمكان نحدده نحن ... لا يمكن أن أظهر الى العلن .... أعلم ان ذلك قد يضعك بمشاكل و .....
قالت ريتاج بحزم و قوة افتقدتها منذ شهور :
_ بالطبع ..لا تقلق سنرتب الأمر ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
وقفت ياسمين بباب غرفة سعاد .. تريد ان تخبرها عن المعلومات التي توصلت إليها بخصوص سامر.... لم يعد الكتمان خيار لديها .... تجمدت يدها على المقبض و هي تستمع لكلمات أختها :
_ لا يا سامر .... حبيبي أرجوك أن تهدأ تعلم أن روحي معلقه بك و لا أقبل ان تغضب ...... اعدك بأني سوف أتحدث مع أبي قريباً ... أخبرتك عن حال ياسمين لا .... اعلم .... أعلم ..... و أنا أيضاً لا أطيق فراقك ... أحبك كثيراً ....
عادت ياسمين الى غرفتها و هي تعذب نفسها بأفكار مؤلمة :
_ الى متى سوف تكون حجر عثرة بطريق اختها الوحيدة ..ضحت سعاد بسنوات شبابها من أجلها .... و ما زالت تضحي .... و الآن تجد نفسها أمام واقع مخيف .... قد يكون سامر متورط بأمر خطير يمكن أن يتسبب بإعدامه ... هل يمكن لشخص يحمل الحب في قلبه كل هذه السنوات أن يكون خائناً لوطنه ؟؟ و إن كان بريئاً من كل هذا كيف لها ان تقنع أختها بالزواج من رفيق روحها و توأم قلبها .... هل تقبل بالزواج من حازم ؟.؟ هل تعود لتعيش تحت رحمته... هل تقبل بكونها زوجة معنفة تتعرض للضرب ؟؟ ... أم تقبل الزواج بزياد .. رجل يسهل الوقوع بحبه .... لكنه لا يسلم قلبه مرتين ....!!!! يعشق زوجته حتى النخاع .... هل تقبل بأن تكون نصف امرأة ...أن لا تكون كافية لأي رجل!!! هل هي لعنة ألقيت عليها ؟؟
طرقات الباب أخرجتها من أفكارها الطاحنة ... مسحت دموعها التي بللت و جهها ... خرجت لتجد سعاد واقفة أمام الباب جامدة لا تعابير على وجهها ... ابتعدت عن المدخل ليدخل حازم حاملاً يزن نائماً بين ذراعيه و من بعده زياد .... نظر الرجلان الى ياسمين التي حبست أنفاسها و هي تحدق بطفلها الذي ينام بسلام بين ذراعي والده غير عالم ببراكين المشاعر التي تتفجر حوله ...
عادت الدموع تغرقها ..... حاولت التقدم .... لكن قدميها أصبحت ثقيلتان ... أسرعت سعاد اليها و هي تبكي دون وعي .... ساعدتها على الجلوس .... مدت يديها باتجاه الطفل و هي تبكي بشهقات مكتومة ... اقترب حازم منها ....ليضع يزن بين يديها بهدوء .... جالساً على ركبته أمامهما .... ما إن استقر يزن بين يديها شعرت بألم انفاسها تحرق رئتيها ... شعرت بألم الولادة من جديد بعودة روحها ... أخذت تتأمل ملامحه الهادئة .... تلمس بأطراف اصابعها شعره الذهبي كوالده ... أخذت اهات متفرقة تنفلت من صدرها ... نظرت الى حازم ... الذي كان يودع قطعة من قلبه ... لقد اعتاد أن يصحى و يغفو على صورة وجهه و وقع كلماته ... كيف سوف تمضي أيامه من دونه ..هو الأن يُسقى من نفس الكأس الذي تجرعته ياسمين طوال السنة و النصف الماضية ... لقد خسر حب عمره و نبض حياته مرتين .... قالت ياسمين بصوت متقطع و هي تحرق حازم بنظرات غضب لم تعرفه :
_ لن أسامحك ..لقد حرمتني منه ... أي ذنب ارتكبته لتوقع علي هكذا عقاب ؟؟؟ ... انه روحي ...روحي هل تفهم ؟؟
قال حازم و هو يطلق تنهيدة حارة .. مبعداً خصل شعر ياسمين التي سقطت على وجه يزن و جعلته يتذمر في نومه :
_ أغراضه موجودة في هذه الحقائب ..سأحضر الباقي غداً .... و هذه مربيته ....
قاطعته ياسمين بغضب مكبوت
_ لا أحتاج لمربية ..
نظر لعمق عينيها المشتعلة و هو يقول :
_ أرجوكِ هو يحتاجها و خاصة في البداية ... لا تحرميه من العالم الذي اعتاده دفعة واحدة وجودها سوف يريحه قليلاً .. لفترة فقط حتى يعتادك
_ بسببك يجب أن يعتاد ابني على وجودي !!!
_ ياسمين أرجوكِ لا تحرميني من يزن كما فعلت كونِ أفضل مني
وقف سريعاً متجاوزاً زياد .... خرج تاركاً ابنه و روحه خلفه .... فتح يزن عينيه بتكاسل ...ليحدق بوجه أمه للحظات ... ليستوي بجلسته و هو ينظر حوله .. رأى المربيه تقف بعيداً ..نادها و هو يمد يديه الصغيرتين :
_ نانا ..نانا ..تعال ..تعال
اقتربت المربية سريعاً و هي تقول له بلغة عربية متكسرة :
_ لا تقلق حبيبي انا هنا
شعرت ياسمين بنار الحزن و الغضب تتاكلها ... كيف يمكن لابنها ان يألف المربية و لا يعرفها .... اقتربت سعاد من ياسمين و همست لها :
_ لا تحزني ... سوف يعتاد على وجودك و يحبك ...
هزت ياسمين رأسها موافقة ... سلمت يزن للمربية و هي تطلب منها الدخول مع سعاد لغرفتها حتى تتحدث لزياد الذي كان يراقب الموقف من بعيد و هو يشعر بألم لم يعرفه من قبل .... ألم الحرمان من زوجته و طفل لم يبصر النور .. من عائلة يستمد منها الدفء بدلاً من الخواء الذي يجثم على صدره ...
جلس مع ياسمين و وضح لها كل الوقائع ... و اخبرها عن القضية ..لم تغضب او تنفعل بل شكرته و قدرت صنيعه ....بعد دقائق من الصمت و بعد تردد تخطته بتشجيع من زياد قالت بصوت منخفض :
_ لقد توصلت لمصدر محاولات الاخترقات التي تعاني منها الشعبة
_ ياسمين انا لم اعد موظفاً فعالاً في الشعبة
_ اعلم ...و لكن المدير الجديد سوف يحكم على ظاهر الأمر ... أرجوك اتوسل إليك أن تتحقق من الأمر .... و ان طلبت مني التبليغ عن الأمر سأفعل .... لكن بعد ان تحقق انت بالموضوع
قال زياد و الحيرة تسيطر عليه :
_ ما بالك ؟؟ لما هذا التردد بالكشف عن المصدر ....
بدأت ياسمين تطرح عليه ما تملك من معلومات و تخبره عن علاقتها بحمزة و سامر ... أطرق زياد مفكراً بتعقيدات الأمور ....لكنه كياسمين يشعر ان هناك أمراً وراء سامر و حمزة .... وعدها ان يتقصى عن الأمر .... و خاصة انه يعرف العقيد جمال و حكمه المتسرع على الأمور وسعيه لتسجل انتصار عليه في الدرجة الأولى
في غمرة نقاشهما خرج يزن مسرعاً وهو يضحك و من خلفه سعاد :
_ اعتذر عن المقاطعة لكن هذا الطفل لا يستطيع الجلوس لدقيقة في مكان واحد
ابتسم الجميع بسعادة و هم يراقبون حركاته ... اقترب من ياسمين و وضع يديه على ركبتيها وهو يقول :
_ هاد...يامن ... صورة ...يامن
حاولت تمالك دموعها و هي ترفعه ليجلس على احضانها وقد فهمت مقصده :
_ أجل انا ياسمين الموجودة في الصورة على حائط غرفتك
ضمته بحنان لم يمانعه ....أخذ يعبث بخصل شعرها سعيداً ... عندها دخل والدها المنزل .... شعرت بقلبها يتوقف عن الخفقان ... الرعب يغزو أطرافها ...لطالما رفض فكرة وجود يزن تحت رعايتها ....
نظر الى الطفل بريبة و دون ان يلقي بالسلام لزياد قال :
_ من هذا الطفل ؟؟
وقفت ياسمين سريعاً و ناولت سعاد يزن و طلبت منها الدخول به .... وقفت بمواجهة والدها و هي تقول :
_ هذا يزن أبي .... ابني و حفيدك الوحيد
نظر اليها بغضب و قال بصوت كالفحيح :
_ لا مكان له في منزلي ... اتصلي بوالده ليأخده من هنا ... لن أربي حفيد ذلك السافل المنافق
قالت ياسمين بثبات :
_ لكنه ابني ...لم لا تفهم .... ابني انا
خرجت سعاد و هي تراقب الموقف المتوتر ...قال :
_ لن يجمعني معه سقف واحد ...هل تفهمين ؟؟
قالت ياسمين و هي تحاول السيطرة على نفسها :
_ سأخرج من هذا البيت و أعيش معه بعيداً عنك
صرخ بصوتٍ هادر :
_ على جثتي ...هل تفهمين ؟؟
أسرعت سعاد إليه و هي ترجوه ليبقى يزن لكنه تجاهلها و هو يدخل الى غرفته يهدد بالبحث عن رقم حازم بين أوراقه ...
انهارت قدما ياسمين تاركة المجال لدموعها بالجريان .... جلس زياد الى جانبها و هو يمسك كفها :
_ اهدأي ياسمين .. لا تبكي الآن ... عليك ان تبقي قوية لتواجهيه
_ يجب أن أرحل من هنا ...لن أحتمل ابتعاد يزن عن حياتي ثانية ...لا ..لا
قال زياد بصوت حازم :
_ و أنا معكِ....لا تضعفي الأن
قالت و هي تحدق بعينيه من وسط دموعها و هي تفكر بحل لمشاكلها ..سعاد ....يزن ..حازم .. والدها ... عيون زياد الحزينة بعيداً عن حب حياته .. اصبحت تجيد الإطلاع على خفايا نفسه
قالت بصوت متقطع :
_ هل لازلت تريد الزواج بي .؟؟
علم زياد ان موافقتها ما هي الا حل لمشكلتها و مشكلته ... و كل ما أراده بتلك اللحظة التمسك بأي حلَ يجده و ان كان الزواج من فتاة وقفت الى جانبه في أحلك أيام حياته .... حتى و إن لم يجمعهما الحب ... حتى الأن...
عاد والدها و هو يطلق الوعيد و سعاد خلفه ترجوه ان يهدأ وقف زياد مسرعاً و هو يقول :
_ سيدي اتمنى منك ان تحدد موعد زفافي اناو ياسمين في أقرب وقت
قال و الدها و هو يضرب كفيه ببعضهما
_ هل تجد الأمر لعبة ايها العقيد ؟؟ ... ألم تطلب الزواج من ابنتي قبل ستة شهور؟؟ لم أسمع منك شيئاً منذ ذلك الوقت
_ معك حق سيدي ..لكنك تعلم ماهية الظروف التي مررت بها في الفترة الأخيرة
_ أعلم و كل البلاد تعلم ... و أنا واثق من بياض صفحتك و لا أصدق الإشاعات التي تدور حولك ... و ثق بي ..سوف يعيدونك للعمل قريباً
_ أشكر لك ثقتك سيدي
_ إذاً تقدم لابنتي بصورة رسمية و سيكون الزفاف نهاية الاسبوع القادم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرجت نورا من مبنى الشركة التي تعمل فيها و كما كل يوم ... يقف هناك مبتسماً بعذوبة تضرب أوتار قلبها... أراد الرحيل بعد أن أطمئن عليها ... لكنها أسرعت بالإقتراب منه .. توقف مكانه ينتظرها ...كم زاد الحجاب من جمالها و تألقها .... في وجهها رقة لم يعرفها سابقاً ... وقفت أمامه و حمرة غزت خدها لتقول بتوتر واضح :
_ كيف حالك أمجد ؟؟
أبتسم بفرح حقيقي :
_ الان أصبحت بألف خير
ابتسمت بهدوء و هي تعبث بحزام حقيبتها الجلدية .... قال أمجد و هو يطلق تنهيدة قوية:
_ الى متى يا نورا ستعذبينني ببعدك عني ؟؟ .... متى ستوافقين على الزواج بي ؟؟
تجمدت ملامحها للحظات و لكنها استجمعت شتات نفسها لتقول :
_ يجب أن أخبرك بسبب هروبي من المنزل في البداية و بعدها إن بقيت راغباً بالزواج مني .... فصدقني سأكون سعيدة للغاية
قال وهو يضع يديه في جيبه :
_ أخبرتك ان الماضي لا يعنيني
_ و لكنه جزء مني ..... كان يمكنني أن ألتزم الصمت و لكن أخشى أن يطفو الأمر على السطح من جديد ليدمر حياتنا ...
_ نورا!!!
_ فقط اسمعني و لا تقل شيئاً ... و سأتفهم اختفاءك من حياتي بعدها .. لك كل الحق بهذا ...لنجلس في الحديقة العامه أرجوك
جلست نورا على المقعد الخشبي و هي ترتب الكلمات بذهنها ... تحاول تخفيف وقع ما ستقول .... و لكن لا بد أن يتسبب الأمر بجروح و ندوب عميقه تضرب في الصميم .... نظر أمجد لفاتنته بترقب حذر ..... أختار الوقوف خشيت أن يحرجها بجلوسه الى جانبها ..يشعر بالقلق بتصاعد داخله .... يخشى أن يدمر ما ستقوله قصوراً بناها من أمال و أمنيات
أخذت نفساً عميقاً لتشحن قوتها و إصرارها على أن تكون عادله معه .... و بدأت تلقي بكلماتها المرتجفة .... نخزات تلقاها قلبه و من ثم تحولت لطعنات .... تخيل مئات الأسباب لما حدث معها في الماضي ... و لكن لم يصل بخياله لحقيقة الأمر ... انتهت من كلامها و الدموع بللت و جهها ....لم تتمكن من رفع عينيها ناحيته .... كم تشعر بالخجل و الندم يتآكلها ... و لكنها أزاحت ثقلاً كان يكتم أنفاسها شهوراً طويلة
ما إن انتهت حتى شعر أمجد بصواعق تضربه من كل حد و صوب ... أراد أن يضربها و يوبخها .... لكنه فضل الانسحاب دون أي كلمة ... تركها خلفه تراقبه يبتعد كحلم جميل حان وقت رحيله و انتهاءه ..... ركزت نظراتها عليه حتى أختفى تودعه الوداع الأخير ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
في اليوم التالي توجه زياد الى مبنى الرئاسة متبعاً الإجراءات المتعارف عليها في أوساط عالم المخابرات و الأمن .... ركب السيارة التي كانت تنتظره في المكان المتفق عليه و بعد سلوك السائق العديد من الطرق الفرعية وصل الى مبنى الرئاسه و بعد اجتياز الإجراءات الأمنية المشددة ... مشى في ساحات الرئاسة الداخلية حيث تحولت لثكنة عسكرية ...دولة مستقلة بحد ذاتها .... يتم اخضاع المنتسبين الجدد فيها لتمارين و ظروف معيشة تفوق بقسوتها تمارين الجيش و حرس الحدود و ضباط المخابرات .... يتم تهيئة النخب هنا... قليلون من يتحملون نمط المعيشة و التدريبات التي تفرض عليهم في هذا المكان ... لقد كان هنا يوماً مبتديءً... معتقداً ان ما يمر به هنا هو الاسوء في حياته ... كم كام مخطئاً باعتقاده ....
وصل للمكتب الكبير ... و بعد دقائق انتظار قليلة ..طُلب منه الدخول ليجد رئيس الدولة و القائد الأعلى لهيئة الأركان يقفان باستقباله .... أدى زياد التحية العسكرية باحترام .... قام الرئيس و القائد برد التحية ... و بعد ان تجاوز الجميع المجاملات المعتادة .... بدأ رئيس الدولة بإدارة دفة الحديث :
_ العقيد زياد ... أريدك ان تعلم أولاً بأننا على يقين بأنك لم ترتكب أي خطأ أثناء عملك في شعبة الإنتربول .... و ان الأقوال التي يتم تناقلها محض إشاعات لا مكان لها من الصحة .. و من الواجب علينا اعلان برائتك أمام الجميع
_ أشكر لك موقفك سيدي الرئيس
_ قد تتسائل لما صمتنا عن كل هذا و لم نتحرك ... لم يعد يخفى علينا بأنك مستهدف و يتم تخريب عملك .... لا يفهم أحد سبب ذلك و اتمنى ان تقف أنت على حقيقة الأمر ... و لهذا سكتنا عن الأمر حتى يظهر لخصومك انك أصبحت ضعيفاً و أن عملك قد توقف فعلاً
التزم زياد الصمت و هو يشكل صورة عن ماهية هذا اللقاء :
_ و الآن أيها العقيد الشاب حان وقت العمل ....سوف يتم تكليفك بشكلٍ سري بمهمة الاسقاط بمنظمة أكس .... يمكنك العمل بعيداً عن شعبة الإنتربول و بعيداً عن أي قيود ,المجال مفتوح امامك لتتصرف بحرية .... يمكنك ان تشكل الفريق الذي تختاره بسرية ... ويمكن ان تطلب أي مساعدة من القائد ..سيكون الإتصال بينكما مفتوحاً .... ما رأيك ؟؟
_ أليست هذه مهمة شعبة الإنتربول سيدي الرئيس ؟؟
_ لقد لمست الفساد و الأسرار التي تجذرت فيه ومن ثم هذه المنظمة تأثر على بلدنا بطريقة لا تتصورها ... يجب أن تقف الأمور عند حدها ... لقد تعرضت لمحاولة اغتيال السنة الفائتة لرفضي دفع مبلغ افتدي به نفسي ... و من قبلها قاموا بتفجير السوق التجاري تنفيذاً لمهمة من قبل أحد الجماعات التخربية التي تستهدف أمن بلادنا وقتل الكثير
أطرق زياد رأسه مفكراً بعمق بالمعطيات الجديدة .... هذه فرصته ليعمل على اساس نظيف يشكله و ينظمه كما يشاء .... قال القائد الذي التزم الصمت طوال الجلسة
_ زياد نحن نعتمد عليك .... الوطن بأكمله يعتمد عليك
وقف زياد بطريقه عسكرية و هو يقول :
_ و أنا فداء للوطن
وضع الرئيس يده على كتف زياد و هو يقول :
_ ستنجح أيها الشاب ستنجح ....و بعد هذه المهمة أريدك ان تفكر باستلام قسم المخابرات في الدولة
_ سيدي الرئيس ...لقد رفضت العمل سابقاً في قسم المخابرات ... لأنه عالم يدور مع السياسة في فلك واحد ... و السياسة عالم لا أرغب بدخوله .... لقد خسرت صديقاً بسببها ....
قال القائد بغضب :
_ أيها العقيد عليك أن تحذر مما تقول ..انت تتجاوز الحدود
قال الرئيس مسرعاً :
_ لا ..لا توقفه جرئته بالحق هي سبب اختيارنا له .... اسمع أيها الشاب .... معك حق قد نلجأ لأمور قذرة و لكن هذا عالمنا ... و الآن ركز على مهمتك ...اتمنى لك التوفيق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ

رواية الشبح لكاتبة زهرة نيسان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن