الفصل التاسع عشر

256 4 0
                                    

الفصل التاسع عشر
أسرعت تفتح الباب خوفاً من أستيقاظ يزن بعد حرب طويلة من الأقناع و الغناء مع محب السهر و الحركة ... تفاجأة بسامر يقف هناك راسماً على شفتيه نصف أبتسامة .... نظرت سعاد حولها خوفاً من أن يكون والدها متواجداً خلفها :
_ ما الذي تفعله هنا بهذا الوقت المتأخر ؟؟ لقد تجاوزت العاشرة
نظر إليها يتأملها بالفستان الذهبي الذي لم تخلعه الى الأن ... مما جعل الدماء تدفق سريعاً الى وجهها .... مدّ يده لأحد خصل شعرها المتناثره حول وجهها قائلاً:
_ لازلت غاضبة سعاد ... ؟؟
قالت و هي تشيح وجهها بعيداً عنه :
_ لقد أخفتني حقاً يا سامر .... لقد خفت منكِ ذلك اليوم ... كم أخشى أن تكون هذه طبيعتك التي شكلتها سنين الفراق
_ رفقاً بي يا سعاد ... أنت ِ أثرتِ أعصابي بتصرفاتك الطفولية ... و ثم منذ متى ترتدين امام الرجال ثوباً ضيقاً يرسم تفاصيل جسدك هكذا ؟؟
نظرت إليهِ بغضب و هي تقول :
_ أرجوك أرحل الأن... الوقت متأخر ...سنتحدث غداً
_ من على الباب سعاد ؟؟
جاء صوت والدها من الخلف جاعلاً قلبها يخفق سريعاً .. بينما حافظ سامر على هدوءه و هو يتقدم للداخل :
_ هذا أنا عمي ..أعتذر عن حضوري هكذا ... لكن سعاد تركت هاتفها معي .. جئت لأحضره لها ...
أخرج هاتفها من جيبه تحت أنظار سعاد التي لم تتنبه لعدم وجوده قبلاً
قال والدها :
_ أدخل بني .... سعاد حضري له طعاماً .. هو لم يأكل شيء طوال الحفل ...
أشتعلت الغيظ بصدرها و هي تجبر نفسها على الأبتسام متجه الى المطبخ :
_ بالطبع أبي سأفعل
قال سامر و هو يجاهد لكتم ضحكاته :
_ شكراً لك عمي .. فعلاً أنا جائع للغاية
_ بالهناء و الشفاء بني ..أعذرني لدي بعض الأعمال علي أنجازها في غرفتي ..
_ بالطبع عمي .... تصبح على خير
كانت سعاد في المطبخ تجاهد للسيطره على رغبتها في الأنفجار بوجهه ... شهقت عندما سمعت صوت سامر داخل المطبخ قائلاً :
_ و أخيراً سأتناول طعاماً من صنع يديكِ
قالت ساخره و هي تتجاهل النظر إليه ِ :
_ لا تفرح كثيراً سوف أعيد تسخين طعام الأمس
قال سامر بهدوء زاد من استفزازها :
_لا يهم .. ما دمتِ أنت ِ من ستقدمهِ لي
أخذت تتحرك بعصبيه مما جعل يدها تصطدم بالقدر الساخن لتصدر صوت تأوه مكتوم أسرع سامر إليها قائلاً بقلق واضح :
_ هل أنت ِ بخير حبيبتي ؟؟
نظرت إليهِ بحزن و الدموع قد ملئت عينيها و هي تمسك يدها المحمره :
_ حبيبتي !!! أخيراً تذكرت يا سامر ...
قال و هو يهز رأسه ممسكاً بيدها المصابه و هو يدفعها نحو المغسله تاركاً المياه البارده تغسل حرقها :
_ سعاد ... أعلم أني تصرفت بقلت نضج في الفترة السابقة و عصبيه زائدة ... و لكن أنتِ تصرين على الأبتعاد عني ... يكفينا السنين التي ضاعت .... لقد تعبت من بعدك .. تعبت حقاً ...
قالت و هي تسحب يدها من تحت الماء :
_ هذا يكفي شكراً لك أنا الأن بخير
عاد سامر يمسك يدها المصابه و هو يتأملها :
_ هل تحتاجين لطبيب ؟؟
هزت رأسها بلا دون أن تنظر إليه ِ ... عندها أقدم سامر على عمل كان يجاهد لتجنبهِ طوال الفترة الماضية ... ضمها لصدره بقوة يحاول زرعها داخل اضلعه تاركاً أصابعه حرية التغلغل بشعرها .... شعرت بنبض قلبه المتسارع يلمسها بنغم لم تعرفه قبلاً ....تسارعت أنفاسها و هي تحاول أستيعاب المشاعر الجديدة التي تتدفق بصدرها .... لم تفهم شيئاً و لكنها أدركت بأنها تريد البقاء هكذا لأخر يوم في عمرها تعيش على نبض قلبه ِ ... أقترب سامر بشفتيه من أذها هامساً لها بصوتهِ الذي غمره الحنان الذي أعتادته و أشتاقت إليهِ :
_ يا محبوبة الروح أرحمي
الشوق أظنى قلب المتيمِ
الليلُ ببعدك أصبح نارٌ تحرقني
أقتربي مني ولا تبتعدي
أقتربي مني و لا تبتعدي

رواية الشبح لكاتبة زهرة نيسان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن