الفصل التاسع والعشرون ماقبل الاخير

305 4 0
                                    


الفصل التاسع و العشرون .. ما قبل الأخير

أسرع لمجد الواقف بباب غرفة دلال يتكيء على الحائط البارد بإرهاق واضح و قد سبقه قلبه مرتعباً... راجياً الله .... بعد أن صافحه سريعاً قال له زياد بقلق :

_ أعد ما قاله الطبيب ثانية ....لم اتمكن من إلتقاط كل كلماتك على الهاتف

أجابه مجد باقتضاب و هو يدلك جبينه :

_ قال أن دلال كانت قوية و شجاعة .. استطاعت و الحمد لله أن تنجو بحياتها دون أن تتعرض قدراتها الأخرى للضرر

قال زياد و هو يضع يده على كتف مجد :

_ الحمد لله .. الحمد لله

_ قام الطبيب بتغطية عينيها بعد الإنتهاء من إجراء العملية بواسطة الضمادات حتى لا تصاب بالإحباط بعد استيقاظها.... حيث أن النتيجة لن تظهر على الفور بسبب الضغط الذي سينتج بسبب العملية على الدماغ و مركز الإبصار

قال زياد بإرتياح و هو بمرر أصابعه بشعره :

_ كل هذا حسن ما المشكلة ؟؟

_ فعلاً ... و لكن اليوم و بعد أربع أيام من إجراء العملية .... جاء الطبيب ليزيل الضمادات عن عينيها حتى نتحقق من النتيجة .... رفضت و ثارت .... تريد الإبقاء على الضمادات ....

_ لماذا ؟؟

قال مجد بعصبية و هو يشير لغرفة دلال :

_ لا أعلم ما الذي أصابها ... أصبحت تصرخ بهستريا تطرد كل من يحاول الإقتراب منها ... و منذ ساعة تقريباً و هي تجلس مع الطبيب النفسي الذي أوصى به طبيبها المعالج

ألتزم زياد الصمت و هو يحاول تمالك نفسه و مشاعر صاخبة تعصف بصدره هادره و مجد يكمل بعصبية :

_ لا أعلم ما الذي أصابها كانت معنوياتها قبل و بعد العملية مرتفعة و لكنها جنت فجأة دون سبب أو مقدمات

لف الصمت ردهة المشفى لا يقطعه سوا مرور الممرضات و الاطباء و الزوار الهادئين ...

كان زياد يحدق بباب غرفة دلال ينتظر خروج الطبيب النفسي يتمنى اقتحامه ليقوم بأخدها لصدره ليطمئنها بأن كل شئ سيكون على ما يرام ... أخذ يتلمس الخاتم في يده اليسرى و قد تنبه الآن فقط ..أنه يلبس خاتم زواجه من دلال ..... الخاتم الذي يحمل اسمها و تاريخ زواجه منها ... لم يخطر في بالهِ أن ينزعه و لم يرتدي غيره حتى بعد زواجه من ياسمين .. نظر للخاتم طويلاً و هو يحاول فك طلاسم قلبه الذي تعقد أمره

خرج الطبيب متجهماً و هو يتوجه بالحديث لمجد :

_ أختك من أكثر الناس عناداً .... سأعود في وقت لاحق بعد أن يخف صداع رأسي

همس مجد ساخراً :

_ أخبرني بشيء جديد ... كأنني لا أعلم

نظر مجد لزياد و هو يقول متردداً :

رواية الشبح لكاتبة زهرة نيسان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن