الخاتمة
توقف الزمن ... لم تعد مواقيت البشر تعنيه....لا يعلم كم مرّ من الوقت .... ساعات .. أيام ... شهور ... حقيقة واحدة يدركها ... لقد رحلت و تركته وحيداً في الدنيا ...كئيباً ...مظلم النفس ..كسيرَ الروح ...بسببهِ ماتت ... قُتلت ... خسر طفله معها ... الأيام دارت دورتها ... سقته من ذات الكأس التي تجرعها زياد بسببه ... كانت الأيام الأولى رهيبة و قاتلة ... انهار أمام قصره ... حمله رجال ريكاردو و ضعوه في إحدى سيارتهم ... نقله لقصرا آخر و أحضر له طبيباً عالج جروحه .. لقد قاومه ..أراد الموت ...أصبح يصرخ و يضرب كل شخص يقترب منه بجنون ... حاول رجال ريكاردو السيطره عليه و لكنه في كل مره كان ينتفض و يصرعهم أرضاً ... استعملوا بالنهاية مسدساً مخدراً ... اسقطه أرضاً ليغيب عن الوعي غارقاً في السواد وصوت سلام المحتضرة يضطربه بقسوة ... أصبح الوقت يمر عليه بذات
الرتابة ... قبل زوال مفعول المخدر ..يتم حقنه بآخر ليبقى خاضعاً لتصرفاتهم و إرادتهم ... نقله مر ثانية لأستراليا في رحلة طويلة و هو مخدر ... استقر بغرفة داخل قصر مهيب وسط الجبال ... يبقى مقيداً لدعامة سريره و محلول التغذية متصل بوريده يبقيه على قيد الحياة ... و إيزابيلا تدخل غرفته وقت قرب زوال مفعول المخدر ... لتحقنه بجرعه جديدة ليغيب عن العالم .. ولكن الألم يبقى رفيقه ينهش روحه و قلبه ......يعذبه و بجلده بسياط من نار
دخلت إيزي غرفة قصى الفاخرة و المترفة و معها حقنتها المعتادة ... تبتسم بمكر و حقد ... لا تفهم لما يبقيه والدها في هذه الحال ....لا هو ميت و لا حي .... نظرت لوجهه وقد طال شعر ذقنه بهمجيه.... و رغم شحوبه و ذبوله ....كان يبدو وسيماً و رجولياً لحدّ مخيف .... مدت يدها تريد لمس شعرات لحيته تستجيب لإغراء تفرضه وسامته
فتح عينيه فجأة و هو يحرقها بنظرته .. تراجعت مرتجفة تسقط الحقنه من يدها و أنفاسها تختنق بصدرها خوفاً و رعباً... رغم أن جسده ساكن و يديه مقيدة بسلاسل لدعامة السرير.... لكن بنظرة واحده أثار الذعر بنفسها ....
ابتسامة ساخرة انسلت من شفتيه و هو يغمض عينيه متجاهلاً وجودها ... ابتلعت ريقها و هي تتناول الحقنة المخدرة عن الأرض تحاول كبح ارتجافها ... أرادت الإقتراب منه حتى تحقنه و تنتهي ... ما كان قصى ليمنعها فحالة الوعي تعني مزيداً من الجراح و الألم ...
صوت ريكاردو جاء من الخلف يأمرها بالتوقف و عدم حقنه و الخروج ... فتح قصي عينيه و هو يرصد اقترابه و خروج إيزي من الغرفة ... أشاح بوجهه للناحية الثانية يغلق عينيه رافضاً أي إتصال مع العالم الخاجي ... قال ريكاردو و هو يفك قيود قصي قائلاً :
_ لقد أتعبتني معك يا فتى .... حيرتني ... خيبت أملي بك ...منذ ستة شهور و أنت على هذه الحال
التزم قصي الصمت متجاهلاً وجوده و قد ارتخت يديه لجانبه دون أن تظهر عليه أي علامة على الحياة ... جلس يكاردو إلى جانبه و هو يقول :
أنت تقرأ
رواية الشبح لكاتبة زهرة نيسان
Romanceمن كان يعلم ان ايقاف يوم طيران واحد واحد فقط يسبب حادثة اختطاف الطائرة الفرنسية وعلى متنها ٢٠٠ راكب ومن ضمنهم السفير الفرنسى قد تؤدى الى اختلاف حاضر ومستقبل ابطالنا وحتى نظرتهم للماضى بصورة لم يتصورها احدهم تاهت خططهم وضاعت تصوراتهم تشابكت خطوط اقد...