ميغان

26 2 0
                                    

الفصل السادس
( ميغان )

الخميس، 10 كانون الثاني\يناير 2013
في الصباح
أحياناً، لا أحب الذهاب إلى أيّ مكان. وأفكر في أنني سأكون سعيدة إذا لم يكن عليَّ أن أضع قدمي خارج البيت مرة أخرى. بل إنني لا
أشتاق إلى العمل أيضاً. لا أريد إلا أن أظل آمنة دافئة في مأواي مع سكوت... من غير أن يزعجني شيء.
يساعد في هذا الإحساس أن الجو مظلمٌ الآن، وبارد أيضاً... طقسٌ قذر. يساعد أيضاً أن المطر لم يتوقف منذ أسابيع ـ مطر متواصل،
مزعج، شديد البرودة، تصحبه هبّات من ريح تعوي في الشوارع بصوت مرتفع يبتلع صوت القطارات. لا أستطيع سماع القطار ماضياً
في طريقه... لا أستطيع الآن سماعه يحرّضني، يغريني بالسفر إلى مكان آخر.
اليوم، لا أريد الذهاب إلى أي مكان. لا أريد الهرب، ولست أرغب حتى في الخروج للسير في الشارع. أريد أن أظل هنا، أن أظل ثابتة هنا
مع زوجي، نشاهد التلفزيون ونتناول الآيس كريم بعد أن اتصلت به وطلبت منه العودة من عمله باكراً حتى نستطيع ممارسة الجنس
في وسط بعد الظهيرة.
سوف يكون عليَّ أن أخرج في ما بعد، بطبيعة الحال، لأنه يوم موعدي مع كمال. كنت أتحدث معه عن سكوت في الآونة الأخيرة، وعن
كل ما فعلته من أشياء خاطئة، عن فشلي في أن أكون زوجة. يقول كمال إن عليَّ أن أجد طريقة لأجعل نفسي سعيدة، وإن عليَّ أن أكف
عن البحث عن السعادة في أماكن أخرى. هذا صحيح، أفعل هذا... أعرف أنني أفعل هذا... ثم أجد نفسي في تلك اللحظة، وأقول في
نفسي: إلى الجحيم، الحياة قصيرة جداً.
أفكر في ذلك الوقت عندما ذهبنا في عطلة عائلية إلى سانتا مارغريتا خلال عطلة الفصح المدرسية. كنت قد بلغت الخامسة عشرة...
وقابلت ذلك الشخص على الشاطئ. كان أكبر مني كثيراً ـ لعله كان في الثلاثينات، بل لعله كان في أوائل الأربعينات. وقد دعاني إلى
رحلة بالقارب الشراعي في اليوم التالي. كان بن معي، وكان مدعوّاً أيضاً. لكنه قال -كان أخي الأكبر الذي يحميني دائماً- إن علينا عدم
الذهاب لأنه لا يثق بذلك الرجل. قال إنه وغد قليل الأخلاق. لقد كان كذلك بالطبع! لكني غضبت كثيراً، فمتى تسنح لنا فرصة أخرى
للذهاب في رحلة بقارب شراعي في البحر الليغوري في يخت خاص يملكه أحد الأشخاص؟ قال لي بن إننا سنحظى بفرص كثيرة لفعل
ذلك؛ وإن حياتنا ستكون كلها مغامرات. لم نذهب في نهاية الأمر. وفي ذلك الصيف، فقد بن السيطرة على دراجته الآلية على الطريق
10 آ. لم يتح له، ولم يتح لي، بعد ذلك الذهاب في رحلة بقارب شراعي.
أفتقد عيشنا معاً... عندما كنا معاً، بن وأنا. كنا لا نخاف شيئاً.
لقد أخبرت كمال كل ما يتعلق ببن؛ لكننا صرنا الآن أكثر قرباً من الأشياء الأخرى، من الحقيقة، من الحقيقة الكاملة ـ ما حدث مع ماك، وما
قبل، وما بعد. أشعر بالأمان عندما أتحدث مع كمال لأنه لا يستطيع أن يخبر أحداً أبداً، لأن عليه المحافظة على أسرار المرضى.
لكن، حتى إذا كان قادراً على إخبار أحد ما، فلست أظن أنه سيفعل ذلك. إنني أثق به، إنني أثق به حقاً. أمر غريب... لأن ما يمنعني من
إخباره كل شيء ليس الخوف مما يمكن أن يفعله بتلك المعلومات، وليس الخوف من حكمه عليّ... الأمر متعلّق بسكوت. أشعر كأنني
أخون سكوت إذا أخبرت كمال شيئاً لم أقله له. عندما أفكر في كل الأشياء الأخرى التي فعلتها، في الخيانات الأخرى، تبدو هذه الخيانة
أمراً هيناً، لكنها ليست كذلك! يبدو هذا أسوأ، على نحو ما، لأنه متعلق بالحياة الحقيقية... إنه في داخلي... وأنا لا أطلِع سكوت على ما
في داخلي.
لا أزال مترددة، متمنّعة، لأن من الواضح أنني لا أستطيع قول كل ما أشعر به. أعرف أن فكرة المعالجة النفسية قائمة كلها على أن أقول
ما أشعر به، لكنني لا أستطيع. عليَّ أن أحرص على بقاء الأشياء غائمة، وأن أخلط بين الرجال، العشاق والأصدقاء السابقين والأزواج
السابقين... لكني أقول لنفسي إن هذا ليس مشكلة لأن هويات هؤلاء الأشخاص ليست مهمة، المهم هو ما يجعلونني أحسه: مختنقة،
مضطربة، جائعة. لماذا لا أستطيع أن أحصل على ما أريد؟ لماذا لا يستطيعون إعطائي ما أريد؟
نعم... إنهم يعطونني ما أريد أحياناً. سكوت هو كل ما أريده أحياناً. فقط... لو كنت أستطيع أن أبقي على هذا الشعور، هذا الشعور الذي
أعيشه الآن ـ لو كنت أستطيع فقط أن أكتشف كيف أركّز على هذه السعادة، كيف أستمتع باللحظة من غير أن أتساءل من أين ستأتي
اللحظة الرائعة الأخرى ـ لو تحقَّق لي هذا لصار كل شيء بخير.
في المساء
علي أن أحافظ على تركيزي عندما أكون مع كمال. يصعب علي أن ألّا أترك عقلي يتجول، هنا وهناك، عندما ينظر إليّ بتلك العينين
الأسديَّتين، عندما يضم كفّيه معاً في حجره، وعندما يصالب ساقيه عند الركبتين. يصعب عليَّ ألّا أفكر في الأشياء التي يمكن أن نفعلها
معاً.
علي أن أحافظ على تركيزي. كنا نتحدث، حتى الآن، عما حدث بعد جنازة بن، بعد هربي. عشت في إبسويتش فترة من الزمن؛ لم تكن
فترة طويلة. قابلت ماك هناك، أول مرة. كان يعمل في حانة، أو ما شابه. التقطني في طريق عودته إلى بيته. أشفق عليّ.
«لم يكن راغباً حتى فيَّ... أنت تفهم هذا». بدأت أضحك... «عدنا إلى شقته وطلبت منه نقوداً، فراح ينظر إليّ كما لو أنني مجنونة. قلت
له إنني كبيرة بما يكفي، لكنه لم يصدقني. وقد انتظرني! نعم... انتظرني... انتظرني حتى يوم ميلادي السادس عشر. كان قد غيّر شقته
بحلول ذلك الوقت؛ انتقل إلى بيت قديم بالقرب من هولكام. كان كوخاً حجرياً قديماً في نهاية درب مفضية إلى لا مكان. ومن حوله
قطعة أرض... على مسافة نصف ميل من الشاطئ تقريباً. كان هنالك خط قديم لسكة الحديد يمرّ على امتداد أحد طرفَيْ تلك الأرض.
كنت أستلقي يقِظة في الليل ـ كنا نشرب كثيراً في ذلك الوقت، وندخن كثيراً ـ كنت أتخيل أنني أسمع أصوات القطارات. كنت واثقة جداً
من أنني يمكن أن أنهض وأخرج من البيت وأنظر باحثة عن أضواء تلك القطارات».
تحرك كمال في مقعده وأومأ برأسه... بطيئاً. لم يقل شيئاً. يعني هذا أن عليَّ أن أستمر، أن أواصل الكلام.
«في الحقيقة، كنت سعيدة هناك، مع ماك. عشت معه مدة... يا إلهي، كان ذلك نحو ثلاث سنوات كما أظن... بلغت المدة ثلاث سنوات في
النهاية. لقد كنت... كنت في الثامنة عشرة عندما تركته... نعم... كان عمري ثمانية عشر عاماً».
يسألني كمال: «لماذا تركته إن كنت سعيدة هناك؟.» نعم... لقد بلغنا تلك النقطة. بلغناها بأسرع مما ظننت. لم أحظ بالوقت الكافي للمرور
عبر ذلك كله، للاستعداد من أجله. لا أستطيع أن أفعل هذا. لا يزال الوقت أبكر مما يجب.
«تركني ماك. لقد حطّم قلبي». هكذا قلت. كانت تلك هي الحقيقة، لكنها كانت كذبة أيضاً. لست جاهزة بعد لكي أقول الحقيقة كلها.
أعود إلى البيت فلا أجد سكوت. وهكذا، أفتح حاسوبي وأبحث عنه في غوغل... هذه أول مرة أبحث عنه في غوغل. هذه أول مرة، منذ
عشر سنوات، أبحث عن ماك. لكني لا أستطيع العثور عليه. إن في العالم مئات الأشخاص الذين يحملون اسم غريغ ماكينزي، ولا يبدو أن
أحداً منهم هو الذي يخصّني أنا.
الجمعة، 8 شباط\فبراير 2013
في الصباح
أمشي في الغابات. خرجت قبل أن يلوح الضياء. إنها بداية الفجر الآن، صمت كالموت لا تقطعه إلا اندفاعات عارضة لاصطفاق أجنحة
الغربان في الأشجار فوق رأسي. أستطيع أن أشعر بها تراقبني، بعيونها الخَرَزية، تحاول تقييم وضعي. سيل من الغربان. واحد للحزن،
اثنان للفرحة، ثلاثة لفتاة، أربعة لولد، خمسة للفضة، ستة للذهب، سبعة لسرٍّ لن يُحكى أبداً.
إن لديّ بعضاً من هذه الأسرار.
سكوت ليس هنا. إنه في دورة دراسية في مكان ما من ساسكس. ذهب صباح الأمس، ولن يعود قبل هذه الليلة. أستطيع أن أفعل ما
أريد.
أخبرت سكوت قبل أن يسافر إنني ذاهبة إلى السينما مع تارا بعد جلستي مع المعالج النفسي. قلت له إن هاتفي سيكون مقفلاً. وتحدثت
معها أيضاً. نبَّهتها إلى أنه يمكن أن يتصل بها. يمكن أن يتفقّدني. سألتني تارا هذه المرة عما كنت أعتزم فعله. لم أقل لها شيئاً... غمزت
بعيني وابتسمت. فضحكت. أظن أنها تشعر بالوحدة، وأن حياتها يمكن أن تستوعب مؤامرات من هذا النوع.
في جلستي مع كمال، كنا نتحدث عن سكوت، وعن ذلك الأمر المتعلّق بالحاسوب. حدث ذلك منذ أسبوع تقريباً. كنت أبحث عن ماك ـ
أجريت هذا البحث مرات عدة قبل ذلك. أردت فقط أن أعرف مكانه، وأن أعرف ما يفعله. يبدو لي أن في الإنترنت صوراً لكل الناس هذه
الأيام؛ وقد أردت أن أرى وجهه. لم أستطع العثور عليه. أويت إلى الفراش في وقت مبكر تلك الليلة. ظل سكوت يشاهد التلفزيون.
نسيت أن أحذف سجل تاريخ التصفّح في حاسوبي. غلطة غبية ـ يكون ذلك عادة آخر ما أفعله قبل أن أغلق حاسوبي مهما يكن الشيء
الذي أبحث عنه. أعرف أن لدى سكوت طرقاً لاكتشاف ما كنت أفعله على أي حال، فهو ماهر في التكنولوجيا. لكن الأمر يستغرق وقتاً
في تلك الحالة. وهذا ما يجعله يصرف نظره عن تلك المحاولة، معظم الأحيان.
لكني نسيت. وقد تشاجرنا في اليوم التالي. كان شجاراً من أسوأ الشجارات بيننا. أراد أن يعرف من هو غريغ، ومتى كنت أراه، وأين كنا
نلتقي، وما الأشياء التي فعلها لي ولم يفعلها سكوت. وبكل غباء، قلت لسكوت إنه صديق من أصدقاء الماضي. لكن هذا لم يفعل إلا أن
زاد الأمر سوءاً. سألني كمال إن كنت خائفة من سكوت، فانزعجت كثيراً.
قلت زاعقة: «إنه زوجي! لست خائفة منه طبعاً».
بدا لي كمال مصدوماً تماماً. لقد صدمت نفسي في الحقيقة أيضاً. لم أكن أتوقّع قوَّة غضبي، وعمق إحساسي بضرورة حماية سكوت.
فاجأني هذا، أنا أيضاً.
«أخشى أن هنالك نساء كثيرات يخفن أزواجهن يا ميغان». حاولت أن أقول شيئاً، لكنه رفع يده ليسكتني، وقال: «إن هذا السلوك الذي
وصفته ـ قراءة رسائلك، والتفتيش في تاريخ التصفح في الإنترنت ـ لقد وصفت هذا كله كأنه أمر عادي، كأنه شيء طبيعي. إنه ليس
كذلك يا ميغان. ليس من الطبيعي أن يعتدي أحد على خصوصية شخص آخر إلى هذه الدرجة. يعتبر هذا عادة شكلاً من أشكال الإساءة
إلى مشاعر الآخرين».
ضحكت عند ذلك... ضحكت لأنه جعل الأمر يبدو مأساوياً إلى هذه الدرجة. قلت له: «إنه ليس إساءة! ليس إساءة إذا كنت لا أمانع في
ذلك. وأنا لا أمانع في الحقيقة. لا مانع عندي».
ابتسم لي عند ذلك... ابتسامة حزينة بعض الشيء، ثم سألني: «ألا تعتقدين أنك يجب أن تمانعي حدوث ذلك؟».
رفعت كتفي: «قد يكون عليَّ أن أمانع، لكن الحقيقة هي أنني لا أمانع. إنه غَيور، بَلْ استحواذي. هكذا هو. وهذا لا يجعلني لا أحبه. ثم إن
هناك معارك لا تستحق خوضها. إنني حذرة... عادة. وأنا أخفي آثاري. وهكذا فإن الأمر لا يسبب مشكلة في العادة».
هزّ رأسه هزة خفيفة،تكاد لا تُرى.
قلت له: «لم أكن أظن أن عملك هو إطلاق الأحكام عليّ!».
وعندما انتهت الجلسة، سألته إن كان يحب أن يشرب كأساً معي. قال إنه لا يريد ذلك، لا يستطيع، لأن ذلك لن يكون أمراً مناسباً. وهكذا
تبعته حتى بيته. إنه يعيش في شقة على طريق عودتي إلى بيتي من عيادته. قرعت بابه. وعندما فتح الباب سألته: «هل الأمر مناسب
هكذا؟»... دسست يدي خلف عنقه ووقفت على أطراف أصابعي وقبّلته على فمه.
فقال لي بصوت مثل المخمل: «ميغان! لا تفعلي هذا. أنا لا أستطيع أن أفعل هذا. لا تفعلي هذا».
كان شيئاً رائعاً، ذلك الدفع والجذب، الرغبة والتمنّع. لم أرد أن أترك هذا الإحساس يذهب عني، أردت كثيراً أن أتمكن من المحافظة
عليه.
نهضت في ساعات الصباح الأولى... رأسي يدور، والذكريات تملأه. لم أستطع أن أظل راقدة هناك، مستيقظة، وحدي... وذهني يتنقل
بين تلك الفرص كلها التي كنت أستطيع فيها أن أذهب، أن أغادر. وهكذا نهضت فلبست ثيابي وخرجت أمشي. وجدت نفسي هنا. إنني
أمشي هنا وهناك وأستعيد كل شيء في رأسي ـ قال... قالت... إغراء... راحة. لو أنني أستطيع الاستقرار على شيء ما، لو أنني أستطيع
اختيار الثبات... لو أستطيع ألّا أكون متغيّرة المزاج هكذا. ماذا لو أن الشيء الذي أبحث عنه لا يمكن العثور عليه؟ ماذا لو كان شيئاً
مستحيلاً؟ الهواء بارد في رئتي. بدأت الزرقة تظهر على أطراف أصابعي. كان جزء مني راغباً في الاستلقاء هنا فقط، بين أوراق
الأشجار، في أن يترك البرد يأخذني. لكني لا أستطيع. حان وقت الذهاب.
كانت الساعة تقارب التاسعة عندما وصلت إلى شارع بلنهايم رود. وعندما انعطفت حول زاوية الشارع رأيتها آتية صوبي. كانت تدفع
عربة الأطفال أمامها. وكانت الطفلة صامتة... هذه المرة. نظرت إليّ وأومأت برأسها ومنحتني واحدة من تلك الابتسامات الواهنة...
ابتسامة لم أقابلها بمثلها. أتظاهر عادة أنني لطيفة. لكنني أشعر بأنني حقيقية هذا الصباح، أشعر أنني أشبه نفسي. إنني في مزاج مرتفع،
كما لو أني في رحلة. ولن أستطيع التظاهر كذباً بأني لطيفة، حتى إذا حاولت.
بعد الظهر
سقطت نائمة بعد الظهر. استيقظت محمومة، مذعورة. أشعر بالذنب. أشعر بالذنب فعلاً. لا، لا أشعر بالذنب إلى الحد الكافي.
فكرت فيه، في مغادرته عند منتصف الليل قائلاً لي، مرة أخرى، إن تلك هي المرة الأخيرة، المرة الأخيرة فعلاً، لا نستطيع أن نفعل هذا
من جديد. كان قد بدأ ارتداء ثيابه، كان يلبس بنطلونه الجينز. كنت مستلقية على السرير فضحكت لأنه قال الشيء نفسه في المرة
الماضية، وفي المرة التي قبلها، وفي المرة التي قبل ذلك أيضاً. نظر إليّ تلك النظرة. لا أعرف كيف أصفها. لم تكن غاضبة تماماً، ولم تكن
احتقاراً ـ كانت إنذاراً.
أشعر بانزعاج. أمشي حول البيت. لا أستطيع الاستقرار. أحس أن أحداً كان هنا بينما كنت نائمة. لم يضطرب شيء في البيت. لكن البيت
نفسه يبدو مختلفاً، كما لو أن الأشياء فيه قد تعرضت للمَسّ، كأنها تحركت من أماكنها قليلاً. وعندما رحت أتجول في البيت، أحسست
بأن أحداً آخر كان هنا، لكنه خارج مرمى عينيَّ دائماً. تفقدت النوافذ المطلة على الحديقة، ثلاث مرات، لكنها كانت مقفلة. لا أطيق انتظار
عودة سكوت إلى البيت. إنني في حاجة إليه.

فتاة القطارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن