آنّا

7 1 0
                                        

الفصل الخامس عشر
( آنّا )
السبت، 3 آب/أغسطس 2013
في المساء


ذهب توم ليلتقي زملاءه من أيام الجيش ويتناولوا شراباً معاً. أما إيفي فهي نائمة الآن. أنا جالسة في المطبخ. الأبواب والنوافذ مغلقة
رغم الحر. توقف مطر الأسبوع الماضي أخيراً؛ والمكان مغلق إلى حد خانق.
إنني ضجرة. لا أستطيع التفكير في شيء أفعله. أفكر في الذهاب إلى التسوّق وإنفاق بعض المال على نفسي؛ لكن هذا مستحيل في
وجود إيفي. إنها تنزعج من ذلك، فيصيبني التوتر. وهكذا... أجد نفسي جالسة في المنزل. لا أستطيع مشاهدة التلفزيون ولا النظر في
الصحف. لا أريد أن أقرأ شيئاً عن ذلك؛ لا أريد رؤية وجه ميغان. لا أريد التفكير في هذا.
كيف أستطيع الامتناع عن التفكير في هذا بينما نحن هنا، على مسافة بضعة بيوت فقط؟
أتصل ببعض الصديقات لأرى إن كانت إحداهن راغبة في نزهة، لكن لديهن جميعاً مخططاتهن الخاصة. بل إنني أتصل حتى بشقيقتي،
لكن على المرء طبعاً أن يرتّب معها موعداً مسبقاً، قبل أسابيع! على أي امرئ أن يفعل ذلك عندما يريد لقاءها؛ أما في ما يخصني أنا فقد
قالت إنها تعاني آثار الشرب إلى حد لا يسمح لها بقضاء الوقت مع إيفي. جاءتني موجة حسد فظيعة عند ذلك... تُقتُ إلى قضاء أيام
السبت مستلقية على الأريكة ومن حولي الصحف وفي رأسي ذكرى ضبابية عن مغادرة الحانة ليلة أمس.
هذا غباء، حقاً، لأن ما لديّ الآن أفضل من ذاك مئة مرة... وأنا أبذل تضحيات حتى أحافظ عليه. ليس عليَّ الآن إلا حماية ما لديّ. وهكذا
أجلس في بيتي المختنق حراً، وأحاول ألا أفكر في ميغان. أحاول عدم التفكير فيها، لكني أقفز في مكاني كلما سمعت صوتاً وأجفل كلما
مرّ بالنافذة ظل من الظلال. لا أستطيع احتمال هذا.
ما لا أستطيع التوقف عن التفكير فيه هو حقيقة أن ريتشل كانت هنا ليلة اختفاء ميغان. كانت تسير مترنّحة في الخارج، ثملة تماماً، ثم
اختفت فجأة. ظل توم يبحث عنها وقتاً طويلاً، لكنه لم يستطع العثور عليها. لا أستطيع التوقف عن التفكير في ما كانت تفعله. لا صلة
تربط بين ريتشل وميغان هيبويل. تحدثت عن ذلك مع ضابط الشرطة، المحققة رايلي، بعد أن شاهدنا ريتشل في بيت هيبويل. لكن
رايلي قالت إن هذا ليس أمراً مقلقاً. قالت: «إنها متسكِّعة. تشعر بالوحدة، وباليأس قليلاً. لا تريد إلا أن تشغل نفسها بشيء ما».
لعلها على حق. لكني، عند ذلك، أفكر في قدومها إلى بيتي. أفكر كيف أخذت طفلتي، وأتذكر الذعر الذي انتابني عندما شاهدتها، حاملة
إيفي، هناك... قرب السياج. وأتذكر تلك الابتسامة الصغيرة المخيفة التي جعلت الدم يتجمَّد في عروقي... تلك الابتسامة عندما رأيتها
خارجة من بيت سكوت هيبويل. لا تعرف المحققة رايلي كم يمكن أن تكون ريتشل شخصاً خطيراً.

فتاة القطارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن