السادس والعشرين

2.8K 80 61
                                    


يجلس آسر وحده في غرفته ليتنبه على طرق الباب ويليه دخول سيلين تبتسم بطيبة وحنية له ممسكة صينية طعام

توتر رامقاً اياها بخوف غصباً عنه  ليفرك يديه وهو يحاول أن يتظاهر بالهدوء

وضعت الصينية على الطاولة ثم هتفت بحنية : ازيك ياحبيبي قوم  اتعشى أنت مرضيتش تنزل تتعشى معانا

رمقها بدهشة  هل بالفعل انتبه أحد أنه لم يتواجد على طاولة الطعام

ياليته يعلم أن الجميع انتبه لغيابه وقد حزنوا بشدة

هل بالفعل وجد أحد يهتم بأمره أحد يفرق وجوده معه

أول مرة يحدث معه هكذا اول مرة شخص يدخل بصينية الطعام إلى غرفته ويدعوه للطعام بحنية كبيرة

وعلى قدر ماأسعدته هذه الحنية على قدر مااوجعته يشعر أنه يريد البكاء يشعر أنه يريد أن يصرخ

يشعر أنه يريد أن يبكي حتى تنتهي اوجاع قلبه حتى يرتاح

يبكي ويبكي ويترافق مع تساقط دموعه تساقط همومه والآمه وأوجاعه 

لقد قرأ ان الدموع تغسل العين ويريدها أن تغسل قلبه من اوجاعه وهمومه

طال صمته وطال شروده مع تفكيره المهلك  ولم يلاحظ سيلين التي جلست على الكرسي وامسكت صينية الطعام تملئ الملعقة بالحساء 

هاتفة بحنية وقد اعتقدت أن سكوت الآخر رضا عن مايحدث : يلا ياحبيبي افتح بوقك

جملتها أعادته لواقعه لينتفض ناهضاً من جلسته هاتفاً برعب :  ع عاوزة ايه

رمقته بتعجب هاتفة : مش عاوزة حاجة ياآسر بس أنت لازم تأكل وتهتم بنفسك ياحبيبي احنا عاوزينك تقوى ومش عاوزينك تبعد عننا وتكرهنا راحتك بتهمنا أوي ياحبيبي

صوت عميق لايتركه صوت دائماً يجعله يتذكر أصعب أيام حياته

بتمنالك العذاب عطول ياآسر بتمنى متنبسطش بحياتك والكل يعذبك ويبعد عنك

وكيف يتركه وهو صوت والدته صوت التي من المفترض أن تكون أحن إنسانة عليه

رفع نظراته المقهورة لسيلين هاتفاً بجمود مصطنع : مش عاوز حاجة سيبيني وتفضلي خرجي

رمقته بحزن ولكن رغم ذلك لم تكون حزينة منه بل كانت حزينة عليه هتفت بابتسامة دافئة جعلته يكره نفسه أكثر جعلته يعتب على والدته أكثر ويلومها ويمقت تصرفاتها أكثر : ماشي ياحبيبي هخرج عاوز حاجة

رمقها بجبين مقطب دون أن يتكلم وقبل خروجها ربتت على كتفه بحنية وبقي هو مكانه وشعور القهر والحرمان يزداد داخله

جلس بتعب على السرير واضعاً يديه حول عينيه وهو يشعر أن وجع قلبه يزداد لايعلم هل لأنه مريض أو بسبب مشاعره الممزوجة بين الكسرة والوجع والحرمان والعتاب والخذلان

صرخة مظلوم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن