هتف سليم بهدوء عكس غضبه الداخلي الكبير لكنه لايريد ان يكلم والده بطريقة غير مهذبة : يعني ازي حضرتك مش متاكد انه ابنك وعاوز تعمل فحص ليه
قاسم بجمود : دا اللي عندي عشان اقدر خليه يعيش معايا
سليم بعصبية : ليه كده يابابا
قاسم بغضب : أنا عاوز كده وخلص
سليم بعصبية وعدم وعي : وأنا مش هقدر ضحي بأخويا تاني كفاية بسببك ضاع مننا بصغره وانحرمنا منه بسببك يابابا صار كده بسببك خسرنا اخويا وبعد عننا انت مقدرتش دافع عن ابنك ودلوقتي أنا بقدر دافع عن أخويا
رمقه قاسم بصدمة ممزوجة بوجع كبير جعل قلبه ينبض بطريقة مؤلمة قاسية وجع جعله يحدق بوجه ابنه بصدمة دون ان ينبس بحرف
لتتحول صدمته رويداً رويداً إلى خيبة كبيرة خيبة أضيفت لقائمة خيباته الكبيرة
لايعلم لماذا شعر بالحزن والوجع هل لان ابنه الذي كان دائماً يفخر به تكلم بطريقة سيئة معه وهو لم يعتاد إلا على سليم المحترم
هل حزن لأنه ألقى هذه الكلمات القاسية عليه أو حزن لأنه هو بالفعل لم يستطع حماية عائلته وسبب بعد صغيره عنهم هو
هل حزن لأن سليم يراه هكذا وانه سبب للمشاكل بحياتهم
لايعرف أي سبب هو الاصح لحزنه وربما لأن الإنسان عندما يحزن على شيء يتذكر كل شيء أحزنه في هذه الحياة ويعود للحزن عليه مع حزنه الجديد وكأن حزناً واحداً لايكفيه
بينما سليم وعى لنفسه ليشعر بوجع عميق عندما تذكر طريقة كلامه مع والده بل بشاعة كلامه
وماأوجعه أكثر نظرات والده الصامتة المخذولة المعاتبة المعتذرة النادمة
كانت نظرات تحمل مشاعر عدة هتف بندم وحزن : بابا
رمقه والده بتعب وصمت ليقترب سليم ممسكاً يده ويقبلها هاتفاً بوجع وندم : آسف مش قصدي يابابا بس خايف خايف أخسر أخويا خايف يابابا يضيع مني بعد م لقيته
تنهد قاسم ثم هتف بوجع : وأنا مش ظالم ياسليم عشان ابعد ابني عني بس عاوز اتاكد عاوز اتاكد من الموضوع دا مش عاوز اتعلق بوهم وبعدها اكتشف أنه كذب عاوز اتاكد أنه دا بدر ابني
هتف بكسرة مخفية : أنت ابني ياسليم ومش هخبي عليك أنا خايف خايف يكون دا مش أخوك يكون اللي بيحصل لعبة من جدك وهو عامل كل اللعبة دي
هتف سليم بتوتر وكأنه الآن تذكر خبث جده : ب بس أنا شفت ملف بدر بمكتب جدي وحتى مسجل مؤيد باسمه
قاسم بغصة : وأنت مش عارف جدك ياسليم مش ممكن لما عرف أنك بتعرف مؤيد عمل كده عشان يعلقك بيه وأنه أخوك وبعدها يصدمك انه مش أخوك
رمقه سليم بتردد كبير معه حق فجده شخص خبيث ماكر لايجب ان يثق بكلامه أو يثق بشيء يخصه
أنت تقرأ
صرخة مظلوم
Mystery / Thrillerعاش حياته وحيداً حزيناً ضائعاً أقرب الناس جرحوه وعذبوه أصبح يعيش حياته جسد بلا روح لم يستطع أن يخلص نفسه من جحيمهم فهل من منقذ له
