" ملاذ "

11.2K 481 87
                                    

🎼Izzamuzzic - shootout🎼

....

قد يتسائل الكثير ما الذي تعنيه كلمة 'ملاذ' وما أصلها في المعاجم !

هل هي مأوى دافئ يعزلكَ عن بُرودة العالم ، أم علاج لِروحك
المُبعثرة ؟

هل هي ملجأ يلملم شتات عقلَك ويمحو أفكارك الملوثة ؟ أم حُضن دافئ يخبرك أن لا بأس بحب ذاتك السَيِئة ؟

هل من المفترض أن يكون مَلاذك شخص أم مكان ؟ روح أو وطن ..؟

بل هل الملاذ متواجد حقاً ؟ أم مجرد وهم أختلقه عقلك المشتت ؟

في الواقع ، لِكلٌ منا ملاذ خاص به ، ليس عليك أن تخلقه أو تقنع ذاتك بعدمه !
بل أن تبحث عنه كما لو كان منطقة راحتك ، عليك إكتشاف معدنه وسببه ..

عليكَ معرفة ما الذي يمنع شهقاتك ليلاً من الصدور ، ما هو خيط الأمل الذي تتمسك بِطرفه ؟ ما الذي يخبر عقلك المُظلم أن العالم مليئ بِالنور ؟

أما عن بطلة حكايتي سافانا ؛ لِطالما كانت تبحث بِعجز عن ملاذ
يُخرجها من ظُلِماتِها وُيشفي جروحها التي لم تلتئم يوماً
ملاذاً يخبرها إن لا حاجة لِمُقت هذا العالم بوجوده
أرادت فحسب شخصاً يحتويها ويَقبل ضُعفها ويُقّبِل عيوبها
غير إبهة بِصورته وهويته ، إن كان عائلة ، صديقاً ، حبيباً

أما هو ، فكانَ جميعها
كان الصديق الذي يركض معها مُمسِكاً يَدها ضاحِكاً بين الأزقة
والحبيب الذي يُقبل عيناها كلما ذرفت دُموعاً ، ويعانِقها كُلما كسرت جناحاً
وكانَ العائلة التي إنتظرتها أشهر عديدة لِتخط أقدامِها المنزل مرة أُخرى ..

وفي كل مرة حدقتْ عيناه العسلية بخاصتها نطقت بِكلمات لم ينطُقها ثغره
《 قد لا أبني لها قصراً ، ولا أشتري لها ورداً
قد لا أدعوها الى موعد ولا أشتري لها ثوباً
قد لا أغازلها بكلمات عاشقة ولا أكتب لها شعراً
ولا أخبرها " أحبك "
ولكن ..
كنت ملاذها في أسوء لحظاتها ، كنت أنا من انتشلها مِن ظُلماتها
بين وجوه مزيفة كنتُ حقيقي ، وفي عالمها الضبابي كنت انا فحسب المرئي  ..
في حين كانت هي العالم بأكلمه لي 》

وبطريقة ما لم يكن ملاذاً فَحسب
كان لها كل شيء في في حين كانتْ هي لِنفسها لا شيء

...

<< 22/12/2021

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

<< 22/12/2021

مُلاذي الوَحيد || 𝐌𝐲 𝐎𝐧𝐥𝐲 𝐒𝐡𝐞𝐥𝐭𝐞𝐫                 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن