من أنا "1"

9.7K 465 133
                                    

Faydee _ Unbreakable 🎧


                                           ~_________~

من أنا ؟

كل شيء يفلت مني ، حياتي كلها ، ذكرياتي ، مخيلتي بما تحتویه ، شخصيتي ، الكل يتبخر ،
أشعُر باستمرار أنني كنتُ شخصاً آخر ، وذلك الذي أعانيه هو مشهد من سيناريو آخر ....

لست وحيدة ولن أكون وحيدة ، هناك كُتب ، معزوفات عظيمة ، دفتر يوميات ، وشمعة مميزة ، وربما أي شيء آخر لكل يوم
لدي كل ما...سوف يغنيني دائما عن محادثة البشر.

فأنا إنسانة أعشق التفاصيل ، بأدق دقائقها .. تجذبني كثيراً أكثر من الصورة الكلية لأي شيء
أبحث دائماً عما بين السطور ، ما خلف الكلمات ، أحاول أن ألتمس الإحساس المنبعث من أي حوار ، أحاول فهم التواصل غير اللفظي
أحاول قراءة تفاصيل الجسد ، لغة العين ، الايماءات ، وكل شيءٌ غير مفهوم...

طاقتي الشعورية ، والذهنية ، والجسدية لا تسمح لي بالمجاملة ،
سأقول لا بدون خجل
سأقول لا للمناسبات الاجتماعية التي لا تهمني
سأقول لا للشخص الذي لا يعجبني
سأقول لا للفكرة التي لا تروقني
سأقول لا للمكان الذي لا يحتضنني
ستطول قائمة اللاءات ، وسأعترض ، وسأعيش لذاتي

أما بالنسبة للحُب ؛

"فمن سيحبك....سيحب أظافرك المتكسرة أولا ،
اللون الناقص من الطلاء . سيحب الندوب التي على وجهك ،
عيونك الذابلة ، هالاتك السوداء . وجهك الشاحب ، سیحب انكساراتك ومبالغاتك
، بكاءك غير المبرر ، الجرح الذي على كتفك ،
وكل عاداتك السيئة
سيحب كسلك ، وانهيارك ، سيحب نومك المتقلب ، سهرك ، قهوتك الباردة ،
بشرتك التي أتعبتها التجارب ، وسيحب الجزء الناقص دائما ...
ولكن هل من السهل آيجاد شخص كذلك ؟!شخصٌ يضعك في لائحة
اهتماماته ؟

وهل سأجد مُلاذي يوماً ؟



قاطعَ كتابتي لِمُلاحظاتي البائِسة صوتَ قرع الجرس لِأهُمَ بِضبَ أغراضي مُلقية بحقيبتي على كِتفي الأيسر كَما فعَل باقي الطُلاب لكن بِهدوء تام ....

فها أنا أبتعدْ عن الجحيم أعود لجحيِم آخر وبِالطبع من قد يكونَ غيَر المنزِل ....
ابتسمتُ بِسخرِية لِتفكيري ولم ألبثْ حتى رأيتَ ضَحكاتْ وتمَتمة بعضَ الطُلاب وهُم يَنظُرونَ نَحوي ،بِحقَ الجَحيمَ ما المُضحك؟!

قلبت عيناي أتجاهلهُم أسير بينَ حشدَ اُلطلاب حتى وصَلتُ إلى الباب الرئيسي للمدرسة حينما وقع نًظري على رَجُلً يبدو في عَقدهِ الرابع بِرفقة طالبة
‏ وحسنا منَ المُحتمل بأنهُ آباها ولكَن ما لفتَ أنتباهي هو عيناهُ التي تنظر لها بحب لم أشهدهُ من قبل،
كيف يُربت على خُصلَات شعَرِها بِرفق ثُم يُعانِقها بقِوة ويُقبلها ، شعرتُ بِغصة تتكون في حَلقي حينما داهَمت تِلكَ الذِكرة المُعتِمة عقلي

" ‏أنتِ لستِ سوى خِردة متُبقِية من والدتكِ ليسَ لديكِ مكان هُنا"

مُلاذي الوَحيد || 𝐌𝐲 𝐎𝐧𝐥𝐲 𝐒𝐡𝐞𝐥𝐭𝐞𝐫                 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن