شُعور مُحبب"10"

5.4K 379 47
                                    

Sevigilim . M 🎧

~________~

"ما الفائدة من معاشرة العديد من الأشخاص وأنتَم لا تبوحون لهم عن دواخلكم؟
بدلاً من كتم العديد من الكلامات والآحاسيس المُخبئة عليكم أخراجها لعل هنالكْ من يخفف من وطئة الآمها ...
لعل هنالك من ...."
بدأ صوت المُستشار يتوغل في أذني أكثر ، ولا أستطيع طرد السخافات التي يقولها من عقلي

أن لم يستطع المرء فَهم نفسه فكيفَ سيفهمه الآخرين ؟
كيف سَيرون روحه وَهم لا يدرون عن ما يحتلها
لا يدركون شيءً عنْ ماهية الأفكار التي تتربص عقله والمشاعر التي تنتشل الروح التي بداخله !

وعلى الرغم من زعمهم بأن هذا المستشار التربوي الذي جاء ليعطي بعضَ المحاضرات النفسية التربوية من أفضلهم ، الأ أنني أشكْ في ذلك ...
كلماته تلك التي يرددها منذُ بداية الحصة تأكد بأنه لا يرى العالم سوى باللون الوردي
واللعنة أحياناً أسأل نفسي عما كنت أنا الوحيدة التي أرى عيوبه
الوحيدة التي لا تراه عالم ورديَ اللون !
وربما أنا المختلفة حقاً
فالطلاب هنا يتناقشون بأهتمام كبير معه ويرمون بأرائهم المختلفة بينما أنا فقط من أصارع ذاتي وأناقش أفكاري ...

تنهدت تزامنا مع صوت قَرع الجرس ليهم الطلاب بضب أغراضهم مباشرة وكأنهم يحصون الثواني والدقائق لأجل سماع هَذا الصوت
ولا أستطيع لومهم خاصة أن كُنتُ أنا أيضاً كذلك ...

فالجرس ما زال يقرع بينما أنا كُنتُ قد خرجت من الصفْ
وبِالتفكير بأنني سأعود الى البيت وأن زوج عمتي عاطل عن العمل اليوم كنت قد تراجعت عن خطواتي لأتجه ناحية السطح تلقائياً
أفكر في التواجد هنالك الى الغروب تقريباً ثم يمكنني العودة

وبينما كنت أسير الى الرواق المؤدي أليه ، حتى توقفت خطواتي آثر صوت طرقات عالية صادرة من المرحاض ، ألتفت أليه وكان الباب مُغلق بينما أحدهم يطرق بِقوة وبرؤية المُفتاح في الخارج علمتْ بأن أحدهم
حبيس في الداخل...

نظرت إلى الباب قليلاً لألتفت بجسدي أكمل خطواتي ولكنني عدتُ إلى الوراء ثانياً لأدير المفتاح وثواني ما أن فتح الباب
وكانت تلكَ المدعوة بِزيليدا من تقف خلفه بينما تلهث
وكان قد جذبني شعرها المبعثر بشدة وحالتها المُزرية ، خاصة الجرح الذي يتموضع أسفل شفاهها

يا الهي ليسَ هذا وحسبْ بل مشاعر الغضب والحدة التي أرتسمت على ملامحها بالكامل وقد جعلتني أقشعر للحظة
ولكن ملامحها بدأت بِتليُن حينما أدركت وجودي
بقيتُ أحدق بها وهيَ الآخرى تفعلْ ذلكْ حتى غيرت تعابيرها بشكل مفاجئ

"إلى ماذا تَنظرين؟"
أطلقت كلماتها نحوي لِتحمل حقيبتها المرمية أرضاً وتسير من جانبي وقد كانت تحاول أبعاد نظرها عني
أهذا ما تقابلني به؟
هل هي حَرِجة لأنني رأيتها في هذا الوضع؟
بالطبع لن تريد أن يراها أحداً بهذه الطريقة ...

مُلاذي الوَحيد || 𝐌𝐲 𝐎𝐧𝐥𝐲 𝐒𝐡𝐞𝐥𝐭𝐞𝐫                 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن