الفصل الثاني
بعد عامين
وقفت أمام بوابة المطار ترمق سماء بلدها بشوق.. وأخيراعادت لبلدها بعد سنوات لم تزرها بها إلا لِماما في
عطلات قصيرة أصبحت معدومة ما إن مات جدها.
زفرت بقوة وهي تنظر حولها بسعادة تحمد الله أن والدها
وافق بتركها مع شقيقها لتكمل دراستها الجامعية بمصر
فلا تريد السفر مرة أخرى تكفي السنوات التي أُرغِمَت
بها على التنقّل من مكان لآخر بسبب عمل والدها.
"هتفضلي واقفة زي الهبله كتير كده؟"
أجفلت على الصوت الرجولي جوارها فالتفتت غير
مصدقة أنها تراه دون موعد حال عودتها لمصر وهي
التي أملت لسنوات أن تراه مرة أخرى
ولو للحظات..
"حمدالله على السلامة يا سبأ"
بادرها معتز ما إن استدارت له فأجابته بهدوء لا ينم عمّا
يعتمل داخلها من شوق:
"الله يسلّمك يا معتز, ايه الصدفة الحلوة دي؟"
ابتسم معتز قائلا:"مش صدفة ولا حاجه انا جاي ليكي
مخصوص"
رفعت حاجبها بدهشة سائلة:
"وانت عرفت منين اني جايّه؟"
"والدك اللي قالي عشان ساري عنده شغل مهم معرفش
يجي"
أجابها ساري بهدوء وقد لاحظت بعض الرزانة التي
اكتست شخصيته على الرغم من نبرة المرح التي بادرها
بها في البداية والتي لازلت تلوّن صوته وتجعله مختلفا
ومقرّبا إلى النفس.
زفرت بخفوت وهي ترمقه ملاحظة التغيّرات التي طرأت
عليه بداية من خصلاته البنية اللامعة والتي استطالت
عن آخر مرة رأته بها ثم وسامته الرجولية الجذابة والتي
وقعت بحبها منذ اللقاء الأول خاصة مع مرحه المعتاد
ونهاية بنظراته الغامضة التي يرمقها بها وكأ هناك سر
غامض يخفيه عنها!
تعلم أن معتز ابن صديق والدها ولكن لماذا يظهر فجأة
بحياتها ويختفي دون أثر لا تفهم!
أنت تقرأ
رواية قبل أن ألقاكَ بقلمي حنين أحمد (ياسمين فوزي)
Romanceتغيّرت حياتها بعد أن قابلته, فكانت قبله هادئة تسير على وتيرة واحدة وتحوّلت بعد مقابلته إلى حياة حيوية ونارية وأجواء مشتعلة على الدوام.. فتاة أُجبِرَت على عيش حياتها دوما في الظل, خادمة دون أجر بمنزل والدها ثم زوجها حتى جاء مَن جعلها تتمرّد على ح...