الفصل الخامس عشر
"بيسان معاوية مستنيكي بره عشان يوصّلك"
قالها براء شقيقها بعد انتهاء حفل سديم لترفع حاجبها
لأعلى بدهشة مصطنعة وهي تقول:"هو انا اللي حاسّه
ان قرونك كبرت يا براء وال هي كبرت فعلا؟"
كاد ينفجر بالضحك إلا أنه كتم ضحكاته وهو يتظاهر
بالجدية قائلا:"تصدقي انا برضه بقالي فترة حاسس
بكده"
وقبل أن تجيبه كان يقرصها من ذراعها وهو يقول:
"هو انا بقولك روحي مع ابن الجيران يا بت؟ ده خطيبك
ومكتوب كتابكم كمان وفرحكم بعد شهرين.. يعني
اتلمّي بقى وروحي ياللا انا عارف كان ماله
ومال الهم ده؟ مانا قولتله هجوّزك ست ستها
بس هقول ايه القلب وما يريد"
بعدما كادت تهتف به معنّفة إلا أن الجملة الأخيرة
جعلتها تبتسم ببلاهة.. هي لم تتخيّل يوما أن تقع بالحب
أو حتى أن يحبها أحدهم! إلا أن معاوية جعلها تعلم أن
هناك نوعا آخر من الحب.. نوع كل ما به يمدّها بالأمان
قبل أي مشاعر أخرى ولا تعلم كيف علم أن هذا أساس
شعورها تجاهه!
على الرغم من محاولتها الحثيثة على الابتعاد عنه دوما إلا
أنه لم يتركها تفعل أبدا بل يحاصرها بأريحية تجعلها تسلّم
له دون اعتراض ولا ينتابها حتى الندم أو الغيظ بعدها.
انتبهت لملامح شقيقها السعيدة ونظراته الماكرة
التي تحاصرها فحمحمت قبل أن ترفع رأسها عاليا
وهي تقول بغرور مصطنع:"لو لف العالم كله مش هيلاقي
زيي اصلا"
"وانا ابصم على كده بالعشرة"
وصلها صوته من خلفها فأغمضت عينيها بخجل شديد
لازال ينتابها على الرغم من لسانها الطويل كما تخبرها
سديم دوما إلا أن لسانها ذاك ينعقد طالما كان معاوية
معنيّ بالأمر.. زفرت بخفوت قبل أن تستدير له وهي
تبتسم ببراءة ماكرة وتقترب منه بغنج أثار ريبته حتى
توقفت على بعد إنشات قليلة منه ثم مالت عليه قائلا
بدلال لا يراه كثيرا:"شوفت صاحبك؟ كل شوية يقولي
أنت تقرأ
رواية قبل أن ألقاكَ بقلمي حنين أحمد (ياسمين فوزي)
Lãng mạnتغيّرت حياتها بعد أن قابلته, فكانت قبله هادئة تسير على وتيرة واحدة وتحوّلت بعد مقابلته إلى حياة حيوية ونارية وأجواء مشتعلة على الدوام.. فتاة أُجبِرَت على عيش حياتها دوما في الظل, خادمة دون أجر بمنزل والدها ثم زوجها حتى جاء مَن جعلها تتمرّد على ح...