الفصل الخامس
"انت تستاهل كل خير.. متوقّفش حياتك على حد
مهما كان"
اتّسعت عيناه بصدمة للحظات وهو يتساءل عمّ
تتحدّث وكل ما دار بذهنه أنها قد قرأت ما كان مكتوبا
على هاتفه وللحظة شعر بالغضب أنها تطفّلت عليه
وباللحظة التالية علم أنها ليست من النوع المتطفّل
ربما قرأته صدفة فحالته وقتها لم تكن تسمح له للانتباه
لغلق التطبيق أو حتى الانتباه أن هاتفه قد سقط سهوا..
بنفس اللحظة انتبه لاتّساع عينيها بصدمة مماثلة
لصدمته مع عضّها لشفتها السفلى بارتباك وكأنها توبّخ
نفسها ضمنيا عمّا قالته والتدخّل بحياته
وهي ترمقه باعتذار وبعض القلق والخوف البعيد
عن شخصيتها الواثقة التي قابلته بها.. كل ذلك جعله
يبتسم برفق وهو يقول:
"مش شايفه انك صغيرة اوي على انك تدّي نصايح؟
انتي عارفه أنا أكبر منك بكام سنة؟"
للحظة تاهت بابتسامته واللحظة التالية كان وجهها يعبّر
عن ضيقها من نعتها بالصغيرة للمرة الثانية خلال لحظات
وهذه المرة يبدو أنه يسخر منها فعقدت حاجبيها
بصرامة ممتزجة بضيق بالغ من نفسها وهي تقول:
"عندك حق, دي حاجة ماتخصّنيش فعلا, بعتذر منك"
ظلّ يرمقها للحظات بصمت قبل أن يقول وعلى وجهه
نفس الابتسامة:
"فرصة سعيدة آنسة سديم"
ثم غادر دون كلمة أخرى وما إن خرج من باب المكتب
حتى ارتمت على المقعد خلفها وهي توبّخ نفسها بقوة..
غبية يا سديم, مالكِ ومال الرجل؟!
يوقف حياته أو يتابعها أو حتى ينهيها مالكِ وماله من
الأساس!
زفرت بضيق من تهوّرها ولسانها (المسحوب منها) كما
يقول شقيقها محمود دوما قبل أن تجبر نفسها على
نسيان المقابلة بأكملها وتركّز على التصميم التي جاءت
باكرا لإنهائه فلم يبقَ سوى وقت قليل على بدء الدراسة
أنت تقرأ
رواية قبل أن ألقاكَ بقلمي حنين أحمد (ياسمين فوزي)
Lãng mạnتغيّرت حياتها بعد أن قابلته, فكانت قبله هادئة تسير على وتيرة واحدة وتحوّلت بعد مقابلته إلى حياة حيوية ونارية وأجواء مشتعلة على الدوام.. فتاة أُجبِرَت على عيش حياتها دوما في الظل, خادمة دون أجر بمنزل والدها ثم زوجها حتى جاء مَن جعلها تتمرّد على ح...