الفصل العشرون
راقبها تمنحه نظرة غاضبة مزدرية كعادتها كلما رآها
مؤخرا ولا يفهم السبب.. شعر بالحيرة حقا فحتى إثارة
غيرتها لم يستطع أن يفعل فقد علمت أن الفتاة التي كان
يحدّثها هي عمته والتي أصبحت خطيبة شقيقها الأكبر
منذ قليل..
هل يسألها؟ تساءل داخله وبعد تردّد طال أمده قرّر أن
يذهب لسؤالها فهو لن يعيش في هذه الحيرة طويلا
خاصة أنه سيتقدّم لخطبتها هذا العام فكيف يطلب يد فتاة
ترمقه بهذه النظرات الغريبة؟
اتّجه ناحيتها وكله عزم على سؤالها ولن يتركها سوى بعد
أن يعلم السبب مهما كان..
"انا عايز اعرف انتي مش طايقاني ليه؟ نظراتك ليا دايما
غريبة ليه؟ عملتلك ايه نفسي افهم يعني؟"
قالها هارون بحدة وهو يشعر أن قدرته على الإحتمال قد
فاقت الحد وهي لا ترحمه.. تارة ترمقه بنظرة مزدرية,
وتارة أخرى ترمقه باحتقار كأنه وعدها بالزواج وهرب!
رمقته هازال بنظرة غريبة وهي تجيب عليه:
"وانت مين انت عشان ابصلّك أصلا؟ انت واخد مقلب كبير
ف نفسك على فكرة"
"لا مش واخد مقلب.. وبتبصيلي ومش هسيبك النهاردة
غير لما اعرف فيه ايه؟ ليه بتكرهيني كده؟"
هتف بها هارون وهو يسد عليها باب الشرفة التي لجأت
إليها بعد عقد قران شقيقها على عمته بقليل..
زفرت بقوة قبل أن تنظر له مباشرة وهي تقول:
"ايوه مش بطيقك وانت عارف كويس عملت ايه؟"
رفع حاجبه بدهشة وهو يقول:"عملت ايه؟ عرّفيني لو
سمحتي لاني مش فاكر اني عملتلك حاجه ولا جيت جنبك"
"ماعملتليش انا, اصلا متقدرش تعملي حاجة"
قالت هازال بحدة قبل أن تتابع:"بترسم الحب على البنات
وتخلى بيهم بكل بساطة.. انت فاكر بنات الناس لعبه؟
وده اللي بتحاول تعمله معايا من وقت ما شوفتني في الكلية
لكن انا غير الكل و.."
قاطعها هارون بصرامة رغم صدمته مما قالته:
أنت تقرأ
رواية قبل أن ألقاكَ بقلمي حنين أحمد (ياسمين فوزي)
Romansaتغيّرت حياتها بعد أن قابلته, فكانت قبله هادئة تسير على وتيرة واحدة وتحوّلت بعد مقابلته إلى حياة حيوية ونارية وأجواء مشتعلة على الدوام.. فتاة أُجبِرَت على عيش حياتها دوما في الظل, خادمة دون أجر بمنزل والدها ثم زوجها حتى جاء مَن جعلها تتمرّد على ح...