الفصل التاسع
اللهو بالنار يسبّب دوما الاحتراق وعلى الرغم من معرفة
الإنسان لهذا إلا أنه يظل يكرّر أخطائه مرة تلو الأخرى
وحارَ الجميع بتفسير ذلك هل هو غباء أم غرور؟!
للحظة فقط تجمّد مكانه وهي بين ذراعيه تبكي بحرقة
جعلته لدهشته يشفق عليها, يبدو أنها لا تعي ما تفعل
أو ربما مكانته لديها مثل ساري شقيقها وعلى الرغم أنه
منذ فترة قريبة كان يظن مشاعره حبّا إلا أنه أيقن بهذه
اللحظة القصيرة أنه لم يحبها بل تعلّق بحلم طفولي من
نسج خياله بجملة عادية تُقال للأطفال جميعا.
مشاعره بهذه اللحظة جعلته يشعر بالراحة فقد ظنّ دوما
أنه ما إن يضمّها حتى يرتجف شوقا ويشعر بمشاعر
كثيرة إلا أنه لم يشعر بشيء سوى شفقة على
شابة يبدو أنها تعاني المتاعب بزواجها ولم يهتم لها
والداها كعادتهما وهي لا تريد إفساد فرحة شقيقها.
همّ بإبعادها والاستفسار عن سبب بكائها إلا أن
الشخص الذي دلف بلحظتها منعه من الحديث خاصة
مع شهقته المصدومة والتي جعلت سبأ تفيق وتبتعد عنه
ولكن بعد فوات الأوان.
*****
على الرغم من مشاكسته لساري إلا أن عينيه ظلّتا علىشقيقه سطام خاصة بعدما رآه يتبع سبأ لشرفة القاعة
فتبعهما وهناك تجمّد لمرآهما سبأ تطوّق خِصر سطام
وتبكي فوق صدره فيما سكنت ذراعي شقيقه
بجواره ويبدو عليه الارتباك من الموقف!
"ايه اللي بيحصل هنا؟"
صدح صوت معاوية بينهما ويبدو أنه كان السبب في
إفاقة سبأ وتنبّهها بما تفعل فابتعدت عن سطام ودفنت
وجهها بين كفّيها فيما أجلى سطام صوته متجاهلا الرد
على شقيقه ثم قال موجّها حديثه لسبأ:
"سبأ, انا سيبتك تعيّطي براحتك, اهدي بقى وفهمّيني
فيه ايه؟ مين اللي مزعّلك كده؟"
أحنت رأسها وهي تقول بخفوت:"مفيش, أنا بس زعلانه

أنت تقرأ
رواية قبل أن ألقاكَ بقلمي حنين أحمد (ياسمين فوزي)
Romanceتغيّرت حياتها بعد أن قابلته, فكانت قبله هادئة تسير على وتيرة واحدة وتحوّلت بعد مقابلته إلى حياة حيوية ونارية وأجواء مشتعلة على الدوام.. فتاة أُجبِرَت على عيش حياتها دوما في الظل, خادمة دون أجر بمنزل والدها ثم زوجها حتى جاء مَن جعلها تتمرّد على ح...