خرجت لتجد ساري أمام المكتب فصعدت للسيارة
بعفوية وهي تشعر بالارتباك الذي يخالجها كلما رأته..
أجل هي مقتنعة بحديث سديم إلا أنها لازالت تشعر
بالارتباك لقربه وتجربتها الأليمة لا تمنحها الفرصة لتوقّع
الأفضل!
"عامله ايه يا مِنحة؟"
بادرها ساري عندما لاحظ صمتها المعتاد برفقته
فأجابته بهدوء:"الحمد لله, انت عامل ايه؟"
"الحمد لله بخير بدام شوفتك"
أجابها بهدوء والابتسامة تحتل ثغره وهو يناظرها خِفية
يستمتع بالتورّد الشهي لوجنتيها إثر كلماته العادية من
وجهة نظره ويتساءل رغما عنه كيف ستستقبل غزله لها
إن كانت تتورّد بكلمة عادية مثل تلك؟!
"وحشتيني"
قالها ساري دون تفكير لتزداد وجنتيها احمرارا وهي
ترتبك لا تعلم كيف تجيبه إلا أنه لم يترك لها الفرصة
لتجيبه وسرعان ما توقّف فشعرت بالدهشة هل وصلا
سريعا؟!
نظرت حولها لتكتشف أنه توقّف بالقرب من
البحر فابتسمت بحماس ويبتسم هو لحماسها ورد فعلها
الذي يشبه الأطفال.. وبالفعل ترجّلت من السيارة دون
انتظار وهي تنظر حولها بفرحة تكاد تركض حتى تصل إلى
البحر وهو خلفها يناظرها بحنو يشعر داخله أنها طفلة
صغيرة تحتاج للحب وللحنان وهو أكثر من مستعد
ليفعل.
ظلّ يراقبها وهي تلهو بالمياه على الشاطئ غير عابئة
بالبلل الذي يصيب ملابسها وهي تقفز بسعادة تنظر له
كل حين كأنها تطمئن بوجوده ثم تكمل لهوها بالمياه..
يبدو أن سديم كانت محقة فحبيبته تعشق البحر وتغدو
طفلة صغيرة أمامه فعلى الرغم من الحزن المحفور
على ملامحها وكأنه جزء لا يتجزّأ منها والذي
يجعلها تبدو بكثير من الأحيان عجوز رأت من الدنيا ما
أحنى ظهرها إلا أنه لم يرها بهذه اللحظة سوى طفلة
صغيرة بضفيرتين تتأرجحان معها كلما قفزت كما تفعل
أنت تقرأ
رواية قبل أن ألقاكَ بقلمي حنين أحمد (ياسمين فوزي)
Romanceتغيّرت حياتها بعد أن قابلته, فكانت قبله هادئة تسير على وتيرة واحدة وتحوّلت بعد مقابلته إلى حياة حيوية ونارية وأجواء مشتعلة على الدوام.. فتاة أُجبِرَت على عيش حياتها دوما في الظل, خادمة دون أجر بمنزل والدها ثم زوجها حتى جاء مَن جعلها تتمرّد على ح...