الفصل الثالث
يراقبها تتحرّك بالمنزل.. تارة تصعد وتارة أخرى تهبط
وهي تبتسم بسعادة واضحة على محياها, سعادة لم يرها
على ملامحها من قبل تجعله يطمئن نوعا ما على الرغم
من شعوره أنها تتسرّع باتّخاذ القرار..
أجل هو يعرف معتز ويحبه كصديق ولكن سبأ لم تعرفه
سوى منذ فترة قصيرة فكيف حكمت على مشاعرها
بهذه السرعة؟!
بل كيف حكمت على مشاعر معتز نفسه أنه يحبها
ويريدها حقا؟!
زفر بخفوت وهو يتذكّر حديثه مع والديه بشأن الخطبة
السريعة والزواج المرتقب حال وصولهما..
"انا من الاول قولت ان معتز هيكون الزوج
المناسب لها"
قال والد ساري بهدوء وهو يتحدّث مع زوجته
(أم ساري) فتدخّل ساري بالأمر وهو يقول:
"بس يا بابا الموضوع ماشي بسرعة اوي, كان المفروض
نستنى شوية تكون سبأ استقرّت في كليتها وقابلت ناس
أكتر وتقدر تقرر بنفسها إن كان معتز مناسب لها او لا"
عقد والده حاجبيه وهو يجيبه:"وانا لسه هستنى لما تقابل
حد ويضحك عليها ويكون طمعان فيها؟ على الأقل
معتز عارفينه وعارفين أهله كويس ومستواه عارفينه يعني
لا هيكون طمعان فيها ولا بيتسلّى خاصة انه طلب
جواز على طول زي ما شوفت"
همّ بالحديث لتقاطعه والدته سائلة إياه:
"هو انت شوفت على معتز حاجة مش تمام يا ساري؟"
زفر بخفوت ثم أجابها:"لا يا ماما, ساري كويس وأسرته
كويسه لكن انا بقول على سن سبأ.. سبأ لسه صغيرة
ومش ناضجة كفايه عشان تحدد الأفضل لها"
"واحنا روحنا فين يا ساري؟ احنا اللي عارفين انه كويس
ومناسب لها وال هستنى لما تدخل عليا بواحد مالوش
اصل من فصل وتقولي انا بحبه جوزهولي زي ما بيحصل
الايام دي؟"
قال والده بحدة فحافظ ساري على هدوئه بشق الأنفس
أنت تقرأ
رواية قبل أن ألقاكَ بقلمي حنين أحمد (ياسمين فوزي)
عاطفيةتغيّرت حياتها بعد أن قابلته, فكانت قبله هادئة تسير على وتيرة واحدة وتحوّلت بعد مقابلته إلى حياة حيوية ونارية وأجواء مشتعلة على الدوام.. فتاة أُجبِرَت على عيش حياتها دوما في الظل, خادمة دون أجر بمنزل والدها ثم زوجها حتى جاء مَن جعلها تتمرّد على ح...