الفصل الرابع
فيه ناس بتحب تاخد كل حاجة مع إنها مش محتاجة
وناس بترضى بأي حاجة في عز ما هي محتاجة
وناس تاخد وتنسى وناس تدي وتنسى
وناس تدي وتندم وياريتها بتدي حاجة
جالسة بالحافلة تمسك بابنها الصغير بحنو وهي تربّت
على ظهره بربتات هادئة وثابتة حتى ذهب بسبات عميق
كعادة الأطفال في وسائل النقل والسيارات عامة وهو
يمسك بدميته القديمة.
تناهى لسمعها الأغنية التي صدحت في الحافلة والتي
مسّت قلبها وكأنها مكتوبة من أجلها وتصف حالها طوال
حياتها خاصة في الثلاث سنوات الأخيرة..
ياللي بتقولوا الزمن ده خد وهات
ده انتوا الزمن ده كله هات
إللي عايز حاجة منك بتلاقيه إنسان ملاك
وأما ياخد دم قلبك بتلاقيه بركان هلاك
شردت بكلمات الأغنية وهي تتذكر حياتها طوال
السنوات السابقة تحديدا منذ زواجها بمختار والذي
ارتضت به على الرغم من كل شيء وأقنعت حالها أنها
حياة جيدة وأفضل من حياتها السابقة إلا أنها بمرور
الوقت لم تستطع الكذب على نفسها أكثر..
انتهت أجازة مختار وسافر وعاشت مع حماتها بهدوء لم
يكن يتزعزع سوى لدى حضور سونه وأمها والتي لا
تفهم لِمَ لا يحبّانها؟!
في البداية ظنّت أنها تريده لابنتها ولكن اكتشفت
أن ابنتها متزوجة بالفعل ثم أنها أكثر منها جمالا بمقاييس
قريتهم, فهي بيضاء ذات جسد واضح المعالم الأنثوية,
مغناج وزوجها بالرغم من عينيه الزائغتين إلا أنه لا يحزنها
أبدا حتى أنه وافق على عدم حملها منه حتى لا يتأثّر
جسدها بالحمل وتوابعه وهذا شيء استنكرته مِنحة تماما!
كيف يرفضون نعمة الله لا تفهم!
مرّ عام ونزل زوجها بعطلته المعتادة وتكرّرت الأيام وكأنها
تعيد نفسها إلا أنها هذه المرة بعد سفر زوجها بفترة
قصيرة مرضت واكتشفت أنها حامل..

أنت تقرأ
رواية قبل أن ألقاكَ بقلمي حنين أحمد (ياسمين فوزي)
Romanceتغيّرت حياتها بعد أن قابلته, فكانت قبله هادئة تسير على وتيرة واحدة وتحوّلت بعد مقابلته إلى حياة حيوية ونارية وأجواء مشتعلة على الدوام.. فتاة أُجبِرَت على عيش حياتها دوما في الظل, خادمة دون أجر بمنزل والدها ثم زوجها حتى جاء مَن جعلها تتمرّد على ح...