(الفصل الثاني عشر)
ركب السيارة وهو يصيح بسعادة:
- وأخيرًا يا جدع.
- عملت إيه؟ جبتها؟
سأل آدم باهتمام، فرد يزيد وهو يقدم الورقة بيده لآدم:
- جبتها مختومة وزي الفل.
ابتسم آدم وبارك لصديقه حصوله على شهادة اجتياز اختبار تخصصه النفسي، الآن بقى فقط تحديد المكان الذي سيُنشئ فيه عيادته النفسية التي يطمح لها منذ قرر العودة لمصر، سيتابع دراسته لأجل الحصول على الدكتوراه بينما يزاول مهنته، استطاع الحالم أن يحقق جزءًا جديدًا من حلمه، وهذا أمر يستحق الاحتفال..قاد إلى مطعم قريب، تناولا وجبة سريعة قبل أن يمرا على بعض المناطق يريان المكان المناسب لعيادة يزيد، ثم وفي النهاية عاد بيزيد إلى بيت جده، كان كل شيء هادئ تمامًا، الأضواء مغلقة كأن ما من أحد بالبيت، نظر يزيد حوله في تعجب لهذا الوضع، ثم سأل يستفسر عن سبب هذا الهدوء الكبير بالمكان، افتعل آدم حركة بشفتيه تعني عدم إدراكه، لقد اتصل بـهيا وطلب منها تنظيم حفل صغير من أجل صاحبه، لكن يبدو أنها نسيت الأمر برمته ونامت.. ماذا كان ينتظر منها غير ذلك! الآن عليه التفكير بشكل سريع من أجل تحضير حفل بنفسه ليزيد، لن يمرر نجاحه هذا هكذا، وقبل أن يصل لفكرة بعينها سمع صوت رسالة عبر هاتفه، رفع الهاتف فإذا بها هيا.. ومضمون رسالتها "لو عايز حد ينزل ياخدكم ما عنديش مانع أبعت جدو، بس وقفتكم على البوابة كده كأنكم بتخططوا لسرقة البيت."
رسالتها غامضة، رفع عينيه للمكان يبحث عنها، من أين تراه الآن! سأله يزيد عما يبحث فرد أن كل شيء على ما يرام، ثم طلب منه الولوج معه، ود يزيد الرفض والمغادرة لبيته لكن آدم لم يمهله فرصة، حيث تقدم أمامه مما جعل يزيد يأتي من خلفه، وصلا لباب البيت فإذا به يُفتح دون أن يطرق آدم الباب، سحب يزيد آدم من يده وهو يغمغم:
- يا بني هي دي عادة عندكم ولا إيه الضلمة دي!
كان آدم على وشك أن يرد، لكن اشتعال الأضواء المفاجئ جعلتهما ينتبها حيث تقف هيا وجدها أمام طاولة يعلوها قالب كيك كبير ومن حوله الأطباق والعصائر، ابتسم آدم لأن الأمر تم، لكن ابتسامته اختفت في الحال وهو يرى ما ترتديه هيا التي أقبلت عليهما كي تستقبلهما، فستان فيروزي ضيق من الأعلى، واسع من الخصر، بالكاد يصل لما بعد ركبتها! أظلمت ملامحه تمامًا، بينما اختفت ابتسامتها وهي تراه على هذا الوضع، وحينما ناظر فستانها من أسفله لأعلاه مالت ترى ما العيب فيه، وقبل أن ترفع عينها له بتساؤلها وجدته يجذبها من يدها وهو يقول ليزيد:
- تفضل يا يزيد مع جدو، دقيقة وراجعين.ولج بها لأقرب غرفة، فجذبت ذراعها من يده متألمة، كانت ستصيح في وجهه أنه آلمها، لكنه رفع سبابته في وجهها وهو يقول ضاغطًا أسنانه ببعضها:
- أنا لو ساكت على حوار البناطيل والتيشرتات القصيرة فده بمزاجي وبقول بكره تعقل وتعرف إنها ما بقتش صغيرة، لكن لما توصل للوضع ده فما بقاش ينفع سكوت أبدًا.
- وضع إيه! أنا عملت إيه؟ وبعدين ما له لبسي! ما أنا طول عمري بلبس كده.
أنت تقرأ
أنفال
General Fictionمرحبًا أيها العابر.. كيف حال قلبك الآن؟ لا تبتسم هكذا؛ أعلم صدقًا أنك لست بخير. لا داعي أيضًا أن تخبرني عِلَّة قلبك، فأنا غالبًا أعلمها: هناك طعنة من صديق داهمك على حين بغتة، أو ربما خذلك أخوك الذي يشاركك الفراش، أم أن قريبك قال فيك ما ليس فيك؟ حسن...