الفصل الرابع عشر

425 40 3
                                    

كنت محظورة نشر امبارح.. والفيس سجل خروج لوحده.. ومع ذلك فحلقة النهارده طويلة جدا كتعويض.. وعايزة منكم تعويض بقا أنا كمان ما ليش دعوة😂🙊

(الفصل الرابع عشر)

وقفت عند بداية مدخل صالة الاستقبال، تستعد لمقابلته وكلها توتر، لا تعلم لماذا تتوتر كل خلية بها ما إن يتعلق الأمر به، حاولت الثبات وهي تتقدم مع تقديمها السلام للجالسين، سأل علي -الأخ الأكبر لعمر- عن حالها وبادلته السؤال، وكذلك عمر، جلست جوار أبيها مقابل المقعد الذي يحظى بجلوس عمر عليه، لم ترفع عينيها تجاهه ولا مرة، فقط اكتفت أن تسمع نبرته، وما إن طلب علي من أبيها أن يُعجل بكتب كتابهما حتى رفعت عينيها إلى عمر الذي أهداها نظرة مبتسمة مُطَمْئِنة، استأذنت متحرجة، ثم غادرت مكانهم سريعًا، ولجت لغرفة أختيها ووقفت خلف الباب تُمسك بقلبها الذي يركض منها، سألت أفنان عما أصابها، تحركت وهي تضع يديها على فمها من المفاجأة وهي ترد:
- الجماعة عايزين يكتبوا الكتاب مع الشبكة.

صمت الجو لدقيقة قبل أن تقول أَهِلَّة بغمغمة ساخرة:
- قال يعني متفاجئة.
عقدت أفنان حاجبيها متعجبة، لكنها لم تتحدث لِعِلمها أن أنفال لم تسمع، بقيت أنفال تدور بالغرفة ترقبًا لمعرفة رد أبيها، ولم يطل انتظارها كثيرًا حيث دخلت أمها حاملة بشرى كتب الكتاب مع الخِطبة يوم الجمعة التالية لهذا الأسبوع، تبسمت لذلك، وهناك فرحة كبيرة تحتل قلبها، فرحة لو وُزِّعت على أسرتها وجيرانها لأفاضتهم وفاض عندها. ناداها أبوها لتجلس مع عمر قليلًا، وقد أخذ هو علي وخرجا لبعض الوقت، تحدث عمر أولًا يسألها:
- فيه أي مشكلة من ناحية كتب الكتاب قريب؟
- لا خالص، بالعكس كده أفضل.
اندفعت بردها، وحينما لاحظت اندفاعها تراجعت في نحنحة متوترة خجولة، ابتسم لذلك وهو يرفع عنها الحرج بقوله:
- أنا حسيت إن كده أفضل، يعني عشان نعرف نتكلم ونتعامل مع بعض بدون قيود وكده.
شعرت أنه يقصد أمر الضوابط، سألت في تحرج:
- موضوع الضوابط ده كان مضايقك؟
- مش فكرة مضايقني، بس محتاج أتعرف عليكِ أكتر، محتاج نتكلم في مواضيع أوسع، تشيلي همي وأشيل همك، أتواصل معاكِ في أي وقت من غير ما يكون فيه التزامات معينة، أعرف أقعد معاكِ من غير توتر، كده يعني.
أومأت متفهمة قوله، فسأل على حين غفلة:
- ما حبتيش قبل كده يا أنفال؟
فاجأها السؤال، وقذف في قلبها التوتر كذلك، هي لم تعطِ لنفسها فرصة واحدة من أجل الاندماج مع الجنس الآخر خِشية الوقوع في أزمة العاطفة، لطالما كانت متحفظة وجامدة في تعاملاتها، كان الجميع يردد على مسمعها أن خشونتها هذه ستبقى ملازمة إياها حتى مع زوجها، وأن الزوج بحاجة لأن تكون أنثاه لينة حسنة اللسان ورقيقة النبرة، وهي كانت ترسم نبرة هادئة تمامًا كلما تحدث معها عمر خوفًا من أن يعلق على الأمر مثلهم، هي ليست بكل هذا اللطف الذي تبدو عليه أمامه في الواقع، لكن شيئًا بداخلها يدفعها لأن تكون أنثى في التعامل معه كرجل لأول مرة، هل لو أخبرته بكل هذا ستتغير نظرته في لُطفِها ورقتها؟ ولكن هل تملك غير قول الحقيقة أصلًا؟!

أنفالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن