الفصل الأخير

466 25 2
                                    

جوّ من البهجة والمرح، تجمعت العائلة الطيبة، بل زادهم آسر، تتعانق ضحكاتهم، مزاحهم، ترتبط قلوبهم بميثاق متين، ألا وهو الحب في الله.

أدمعت عينا الأم الطيبة فرحة بأولادها، وكيف لا وقد حصدت نتاج تعبها وكدها وزوجها سنوات كثيرة.

عبد الرؤوف: مبارك يا ولادي، ربنا يسعدكم يا رب كلكم، وربنا يوفق كل واحد فيكم في حياته، وطريقه الجديد يا رب.

أجابه الجميع متبادلين أدوارهم مقبلين جبهته ووالدتهم بحب: يا رب يا حاج اللهم امين.

آسر بمزاح: يا وردتي، الجاتوه كان شكله يجوع اوي والله، وانا بصراحة خلاص مش قادر استني اكتر من كدا.

ورد بتعجب: إيه دا إنت جايبه هديه ولا جايبه تأكله يا آسر؟!!

آسر وهو يتلفت حوله بحب ويكأنه يسألهم: ما أنا هحتفل معاهم، انتي اللي جايبة الجاتوه، صح يا جماعة؟! صح اهم ردوا عليكي أهه.

ضحك الجميع علي تصرفه بينما وزعت ورد الجاتوه بالفعل عليهم.

أحمد بتلذذ: يااامي، يا سلام، ثم وجه حديثه إلي سهر: صحيح يا سهورتي، تسجيل الرغبات بتاعتك هيفتح امتي؟!

سهر: بيقولوا بكرة.

أحمد: صحيح يا اس، ممكن تلحق إيه؟!

آسر بتفكير بعض الوقت: اممم ممكن تمريض.

سهر بانزعاج: نعم؟!!! تمريض مين دا اللي هدخله، لا مليش فيه.

آسر: لو تعرفي قيمة التمريض دا يا سهر مش هتقولي الكلمة دي والله، إحنا كدكاترة والله العظيم لولا التمريض شغلنا ولا ليه أي لازمة، هستفاد ايه لما اكتب العلاج واشخص الحالة، واسيبها وامشي، وبعدين، لو ماتت الحالة من التعب حتي، أنا ولا أنا هنا، وبعدين كفاية الدعوات اللي بتاخديها، سيبك من الفلوس خالص، انتي بتاخدي مرتبة دعوة من المريض، بتاخدي مرتبة فرحة لما تلاقي عنايتك بالمريض دا، واهتمامك بيه كان سبب لراحته ورجوع الفرحة ليه هو وأهله، الموضوع مهم، وكبير يا سهر، وبردو في الأول والآخر يرجع ليكي.

أخذ يحدثها، حتي لانت أصاريرها قليلا.

سهر: هستخير الأول بإذن الله وبعدين أقرر.

كانت تقص عليهم هلا وضعها حين علمت نتيجتها.

آسر: بصي يا دكتورة هلا، في كلامك قلتي شئ بس حابب أعلق عليه، إنتي قلتيلها تصلي ركعتين شكر، هي المفروض سجدة، مفيش صلاة شكر تمام، وكمان سجدة الشكر بتكون في أي وقت، ومش شرط ليها الوضوء، لكن لم يثبت إن في صلاة تسمي بصلاة الشكر، أو هي ليست سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

هلا بتفهم: تمام يا دكتور، شكرا جزيلا علي المعلومة دي، مش كنت اعرفها فعلا.

أزعجها رنين هاتفها المستمر طيلة الجلسة، وحينما رأت المتصل، قررت أن تجيب علها تحتاج إليها.

حب في اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن